الاضرار الصحية للمخدرات الاجتماعية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أن المخدرات من أخطر الظواهر الصحية و الاجتماعية التي يواجهها مجتمعنا المعاصر وهي من السلوكيات المرضية التي غالبا ما تبدأ خلال مرحلة المراهقة فهي آفة الآفات بسبب ما تحدثه من آثار سيئة على الصحة عموما وعلى تدهور الحالة التغذوية للفرد.
والمتعاطي دائما غير مستقر عائليا ويفقد أصدقائه ويسيء معاملة الأطفال وينتهك طفولتهم ولذ يجب على الوالدين وجميع أفراد الأسرة أن يكونوا على دراية ووعي وإدراك بما يجري حولهم وتوجيه الابن التوجيه السليم وتكوين علاقة صداقة ما بين الوالدين والأبناء حتى يجنبوهم الوقوع في مختلف المشكلات
والرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بأم الخبائث حيث قال عليه الصلاة والسلام "اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث"
فجميع دول العالم تحارب هذا الداء الخبيث لما فيه من تهديد للأمن وزعزعة الاستقرار وإزهاق الروح ، فهي كابوس جاثم يكتم الأنفاس ويحطم الأسر ويشرد الأطفال
فهو لا يتوقف على طبقة معينة من الناس بل نجد مدمني المخدرات من جميع الطبقات فمنهم الغني والفقير والمسئول ذو المنصب المحترم والموظف الصغير ذو المنصب البسيط فيصابون بهذا الداء الخطير فيفقدون الاستقرار.
وتعرّف المخدرات بأنها :
كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على عناصر مسكنه أو منبهه من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المخصصة لها وبقدر الحاجة اليها ودون مشورة طبية مما تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليه مما يضر بالفرد والمجتمع
تعريفها الفقهي
هي كل ما كان مسكرا سواء كان متخذا من الفواكه كالعنب والرطب والتين والزبيب أو من الحبوب كالحنطة أو الشعير أو الذرة أو من الحلويات كالعسل وسواء كان مطبوخ أو عولج بالنار أو نيئا بدون معالجة بالنار وسواء كان معروف باسم قديم كالخمر أو اسم مستحدث كالعرق والبيرة والشمبانيا وهي كذلك أي مادة تسبب النوم والكسل للجسم والعقل والإدمان .


الإدمان :
إن حجم مشكلة الإدمان لا يتصوره أحد فإن حجمها قد فاق كل تخيل فالإدمان يدفع بالشباب إلى حالة من الجنون لا يستطيع التفريق بين أمه وأي امرأة أخرى
فالإدمان يشبه الإخطبوط فهو يحطم المجتمع كاملا والدليل على ذلك أن الأفيون حطم ذات مرة شعبا كاملا وهو الشعب الصيني حيث كان الاستعمار البريطاني هو الذي يقف وراء دفع الشعب الصيني كله إلى إدمان الأفيون حتى جاء "ماو" وخلص الشعب الصيني من الإدمان وإلا لم تتمكن بريطانيا من السيطرة على الصين ولا من استنزاف خيراته
ما هو الإدمان
مرض يذهب بالعقل ، مرض يحدث فيه انفصام كلي بين العقل والجسد ، مرض يصبح فيه العقل هو المسيطر على سلوكيات الشخص لحثه على الحصول على الدواء أو العقار أو المخدرات بأي ثمن مهما كان باهضا حتى لو دفعه الأمر على ارتكاب الجريمة
الإدمان والعامل الوراثي
الإدمان ليس كل الناس يقعون فيه بسهولة بل هناك بعضهم يقع في براثن المخدرات والإدمان أسرع من غيرهم بسبب عوامل وراثية أي أن التركيبة الوراثية لهؤلاء تجعلهم أكثر استعداد من غيرهم على الإدمان
فمثلا نجد أن الطفل الذي يأتي من أب كان يعاني في حياته من الإدمان على مادة معينة هنا يكون الطفل أكثر استعداد للإدمان من الطفل الذي لم يواجه أبوه تلك المشكلة بنسبة خمس وثلاثين مرة عنه
والطفل الذي يولد لأب وأم مدمنين يكون أكثر استعداد للإدمان عندما يكبر وذلك بنسبة أربع مائة مرة
ولهذا نلاحظ أن أولاد المدمن غالبا يصبحون مدمنين عندما يكبرون
فالإدمان على أي نوع من المخدرات أيا كانت مادتها أو صفتها يفتك بالإنسان أولا ويدمر حياته ويسلبه صحته وماله
وقبل كطل شيء عقلة ثم يفكك مجتمعه الصغير (أسرته وأولاده ) ويصبح في حالة هيجان لا يستطيع التفريق بمن حوله
المدمن يدمر كل ما يقع تحت يديه فهي شر قاتل وشيطان مارد

أنواع المخدرات
النوع الأول : مخدرات طبيعية تكون في الأصل نباتات وتستعمل مباشرة بشكلها الأصلي عن طريق الفم مثل الحشيش والأفيون والقات
النوع الثاني :مواد مخدرة تصنيعية وهي التي تستخلص من المواد الطبيعية وتجري عليها بعض العمليات الكيميائية وتصبح مواد أخرى أشد تركيزا وأثرا مثل الهيروين والكوكايين والكراك وغيرها
النوع الثالث : مواد تخليقية وهي عقاقير من مواد كيميائية لها نفس تأثير المواد المخدرة الطبيعية والتصنيعية وهي تصنع على شكل حبوب أو أقراص أو كبسولات أو حقن أو مساحيق وكذلك أشربة ومن أمثلتها
-ما يكون منبها مثل حبوب الكبتاجون والأمفيتامين - ما يكون منوما مثل كبسولات السيكونال
- ما يكون مهدئا مثل الفاليوم - ما يكون مهلوس مثل عقار إل إ س دي
المخدرات وآثارها المدمرة
- تبين أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يتعاطين المخدرات يخرجون الى الدنيا ضعاف البنية وهم ايضا ادمنوا على المخدرات التي وصلت الى اجسادهم عبر دماء أمهاتهم
- يشعر المدمن بالشك في كل شيء حوله فهو يشك فيمن يتعامل معهم خصوصا أقرب الناس إليه فيتخيل أنهم يتآمرون عليه ويكرهونه ويكنون له الكراهية والعداء
- كل أم مهدده بالقتل اذا أدمن ابنها على المخدرات خصوصا الكوكايين والهيروين فهذه السموم تلغي العقل وتميت الضمير
- الحشيش يدمر الجهاز التناسلي حيث يقتل الجنس عند الرجال تدريجيا وتزيد خطورته عندما يكون عمر المتعاطي صغيرا
كما يؤثر على الكروموزومات مما يؤدي إلى ولادة أطفال مشوهين تماما
-بعض المخدرات مغشوشة ومخلوطة بمواد تؤدي إلى التسمم الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة
- أجري فحص دقيق في عدة مستشفيات للأمراض العقلية في أنحاء مختلفه من العالم وقد أسفر أن ما يقارب 50% من نزلاء هذه المستشفيات من سلالة أباء أعتادو شرب الخمر والمخدرات

الحشيش ( الحشيشة)
تأثيره هو مزيج من التنبيه والتثبيط العصبي ويسمى في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية باسم ( ماريجوانا) أما في ألمانيا فيسمى بالحشيش وكذلك في الدول العربية
متعاطي الحشيش : ينتقل من مرحلة إلى أخرى عبر حالته النفسية فمن شعور بالإرتخاء إلى شعور بالراحة والاطمئنان إلى رغبة شديدة للاجتماع بالآخرين نتيجة شعور خفي بالذنب والخوف من الوحدة
فهو جبان يخاف من أتفه الأشياء فمجتع الحشيشة مجتمع جبان مختلف الاتجاهات
متعاطي الحشيش : يفقد حقيقته وتركبه حالات من الوهم متفاوته في حدتها ، فيثرثر ويبوح بما لديه من أسرار وقد يتقمص شخصية جديدة ويتصرف تصرفات شاذة
متعاطي الحشيش : نتيجة لتمدد المعدة ولزيادة احتراق السكر في الدم يشعر بجوع شديد ويميل إلى الاطعمة الحلوة والدسمة
الإدمان على الحشيش يؤدي إلى الجنون في النهاية...
علامات دالة على متعاطي الحشيش
اذا كانت الجرعة قليلة
-جفاف واحمرار العين
- ثقل في الأطراف وشعور بالدوخة
- شعور بالبلادة والكسل والخمول
- كثرة العرق وشحوب الوجة

- عدم القدرة على تقدير الزمن والمسافة
ادا كانت الجرعة كبيرة
- صعوبة الإدراك
- اضطراب التفكير
- هذيان ( كالجنون ) والشعور بالخوف والذعر
- الحاجة المتكررة إلى البول
الكبتاجون
منشط للجهاز العصبي المركزي وينبه قشرة المخ وهو يؤخذ عن طريق الفم
ويستخدم من أجل اكتساب القدرة على السهر الطويل فيعتبر منبه للجهاز العصبي ويعمل على إزالة الإحساس بالتعب وزيادة بالشعور وبالحيوية وزيادة الطاقة والقدرة على العمل
وإذا استعملها الطالب لكي يزيل الشعور بالتعب والنعاس في فترة الإمتحانات فإنها تسبب فقد القدرة على الاستيعاب فيظن إنه فهم الدرس واستوعبه بينما هو عكس ذلك تماما
والمدمن على الكبتاجون قد يتورط في ارتكاب جرائم السرقة وإهمال العمل والدراسة وعدم الانتظام في الحياة الاجتماعية والأسرية
استخدامها تقضي على خلايا المخ وخاصة في الوقت الحالي التي اصبح يضاف اليها مواد خطيرة جدا حيث تقضي على خلايا المخ في المدى القريب
علامات دالة على متعاطي الكبتاجون
- كثرة الكلام وعدم الاستقرار بلا وعي - كثرة حك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي
- قلق وتوتر ونفاذ الصبر والتشكيك في الآخرين مما يؤدي إلى اثارة العنف
- رائحة كريهة بالفم وتبدو الشفاه بيضاء ومتقطعة - اتساع حدقية العين والتأثير بالأضواء العاكسة
- عدم الميل إلى الطعام واضطراب بالجهاز الهضمي - ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وآلام الصدر
- زيادة كبيرة في إفراز العرق - رعشة اليدين
- عدم القدرة على النوم مع إرهاق وتوتر شديد نتيجة وجود المادة المنبهة بجسمه


المشاكل الاجتماعية للمخدرات
الطلاق
الزنى بالمحارم
السقوط من القمة
ازدياد نسبة الجريمة
تشتت شمل العائلة وانحراف الأولاد

ما أكثر المآسي التي يعرفها الناس عن المخدرات وكيف أنها أضاعت المال وشردت الأطفال أو كانت السبب في الطرد من الوظيفة وسبب في الفشل الدراسي.

سؤال يتبادر إلى الأذهان :

-ضعف الوازع الديني
- الهروب من ضغوط الحياة ومشاكلها ولذلك يتناسب تعاطي المخدرات طرديا مع مشاكل الحياة
- تخفيف مشاعر القلق والتوتر الناتجة عن مواقف الحياة وأكثر المخدرات المستخدمة لهذا الغرض هي الكحول والحشيش
- استخدام المخدرات كتنفيس عن موقف عاطفي معين
- التمرد على ظروف اجتماعية قاسية يعجز الإنسان عن تغييرها ففي هذه الحالة يكون تعاطي المخدرات إعلانا عن مشاعر مكبوتة
- الرغبة في تجريب كل شيء في الحياة وهذا الدافع وراء إقبال معظم صغار السن وللأسف فالتجربة هنا مدمرة وخصوصا المخدرات ذات الإدمان من أول مرة
- تلعب الصداقات التي يكونها الإنسان في سني الطفولة والشباب دورها في تعاطي المخدرات وخصوصا أصدقاء السوء الذين يجعلون الشباب يتعاطى المخدرات إما تقليديا أو من باب الرجولة

الله يكفينا شرها




تسلم اخي