الالم بين الحقيقة والخيال

ما أجمل هذه الليلة فالسماء صافية قمراء يبدو كل شيء فيها جميلا وهأنذا أتأمل كل ما وقعت عليه عيناي الا ان هناك شيئا ما يجذبني اليه لكي أتأمله هو دون سواه فنظرت الى السماء فأذا النجوم قد توارى عن الانظار الكثير منها ولم يبقى الا القليل التي تجاهد لكي تبقى ظاهرة للعيان فما هو السبب لمن توارت منها ، نظرت فأذا الذي اذهبها ذلك الوجه غاية في الجمال ذو النور الساطع الأخّاذ انه القمر قد اكتمل بدراً حتى يخيل اليّ انه وجه عذراء فائقة الحسن والجمال أطلّت بوجهها لتريه حبيبها وقد ابتسمت له حتى بدت وكأن وجنتيها تبتسم فرحاً برؤية الحبيب ولسان حالها يقول زادني النظر اليك جمال على جمال ، وكل ما أمعنت النظر رأيت تنامي ذلك الجمال في نفسه وبما حوله فهاهي السحب الخفيفة البيضاء أرتصت على شكلٍ دائريٍ احاطت بوجه القمر بمسافة ليست بالقريبة ولا البعيدة فكانت تبدو للناظر وكأنها حباتٍ من البرد المتراكم الدائري الشكل او زهور الياسمين البيضاء نُظمت في عقدٍ أحاط بجيد حسناء فاتنة الجمال أو لأليء وقد تعمدت ان يزيد كلٌ منهما الآخر جمالاً وبهاءً يسلب الألباب انه منظر يجعل الرائي يقف امامه ناسياً حتى موضه قدمه من الدهشة والروعة التي تجذبه دون شعور ، فلم اشعر بنفسي أمام هذا الجمال الذي يعجز الشعراء والعشاق في الأتيان بوصفه كاملاً وغرقت في أمواج الخيال حتى شعرت وكأنني اسبح في هذا الكون اللامتناهي الأطراف حتى خُيّل اليّ انني أصبحت على مقربة من القمر وعمّا قليل أستطيع ملامسة وجنته الساحرة الأخاذة وانني لم يبقى بيني وبينه الا مسافة ليست بالبعيدة فمددت يدي لعلي احقق ما جال بنفسي فتراجع عني الخيال قليلاً فأذا بالقمر أبعد مما تخيلت فمددتها ثانيةً فأذا انا لم ابرح مكاني وأتضحت لي الحقيقة التي تناسيتها منذ قليل فضحكت ضحكة مدويّة حتى لو ان احد المجانين سمعني لحمد الله انه اعقل مني ، نعم ضحكت على تمادي العلو بالخيال وانا اعلم عجزي وضعفي عن اشياء كثيرة اتمناها ولا استطيع تحقيقها ، فأنتابتني امواج من الحزن العميق لهذا الضعف الذي لن أستطيع ان ابعده عني وادركت انني على الارض فهي التي خلقت منها وعشت عليها وسأموت وأدفن فيها0