المسألة هنا مختلفة كثيرا ..
فليس القرب قرب مسافات , و لا البعد كذلك
أنه قانون جديد ـ أكرمنا الله به ـ
لنجد من يصدق معنا عند يكذبون ..
و من يسندنا عندما يخذلون ..
من يفي بوعده عندما يخونون ..
و من يكون قريبا عندما يهجرون .
هو قانون ـ أكرمنا الله به ـ
ليكون مصدر الأمان ( ثابت )
لا تهزه ظروف .. و لا تغيره أحداث
فما هو هذا القانون :
قالالإمام أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر:
( وليس قرب الله تعالى و لا بعده من طريق طولالمسافة وقصرها ولكن على معنى الكرامة والهوان،
فالمطيع قريب من الله و العاصي بعيد من الله بلا كيف)
ـ (واقترب)ليس معناه القرب المسافي بل المقصود تقرب إلى الله عز وجل بالطاعة والعبادة ـ
هل تصدق قربا لا يعترف بقصر المسافة أو طولها..ألم أقل لك أنه قانون أنعم الله به علينا و أكرمنا به
حسنا ..توقف عن متابعة القراءة و ردد معي :
{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}
لا يشترط أن يكون صوتك عذبا .. رتل و كرر:
{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}
كررها حتى تشعر أنها تخرج من قلبك .. دون أن يحول بينك وبينها أي حائل
قلوبنا تحتاج إلى جلاء ..فكرر
و الآن .. أقرأ ما سطره أحدهم ـ كأعذب ما يسطره قلم ـ يقول :
( كم عمر أطول سجدة سجدتها لله ؟
دقيقة ..ثلاث دقائق.. 5 ..10 .. ساعة
أعدالنظر..وتفكر في هذه الآية'' واسجد واقترب ''
*إذا أردت القرب منه سبحانه، وحدك الشوق إليه وأخذك الحنين له.. فاهرع إليه،
تذكر ''واسجد واقترب '' وأطل في سجودك له..
* وعندما تذهببك الدنيا بعيدا، وتنغمس في مشاغلها وزخرفها، فانفض يديك منها،تذكر'' واسجد واقترب'' وأطل في سجودك له.
* وكلما ضاقتبك السبل، وادلهمت الخطوب، وكثرت المحن، وأردت المخرج منها والخلاص، فالجأإليه..
تذكر'' واسجد واقترب ''وأطل في سجودك له )
ـ لله درك من كاتب ـ
الكون كله يريد أن يقترب :
هذا قائم وهذاساجد... الكون كله ساجد
جميعهم يريدون أن يقتربوا
الملائكة .. الشمس..القمر..النجوم .. الجبال ..الشجر ..الدواب... و كثير من الناس
اقترب ..اقرأ بقلبك ..
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ .....}
يقول القرطبي :هذه رؤية القلب؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك.
و يقول البغوي :" ألم تر " : أي ألم [تقرأ] بقلبك .
ما رأيك أن نرى كيف يسعى كل من في الكون للاقتراب:
الشمس تسعى للقرب :
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال، قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"أتدري أين تذهب هذه الشمس؟"
قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب فتسجد تحت العرش، ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها ارجعي من حيث جئت".
الأفلاك تبحث عن القرب كل يوم: