الكرم في زهران

الكرم في زهران


عندما نتحدث عن أحد رموز الكرم في زهران فان هذه الصفة تتصف بها قبائل زهران كافة والشواهد على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى صدورهم وسيعة ودورهم فسيحة يربع فيها الخيل وقدورهم تتسع للجمال ، أهل تلك التراحيب التي تقل الجبال ، وتبهج الرجال ، أهل الجنابا الكبيرة ذات الحد الشابي والرماد الذي مثل كبس السافي أهل تلك الابتسامة التي تعلو الوجه عند قدوم الضيوف أهل الأبواب المشرعة المفتوحة لضيوف .
فان كان حاتم قد قال:
أضاحك ضيفي قبل انزل رحله
ويخصب عندي والمكان جديبُ
وما كرم الاضياف في كثرة القرى
ولكنما وجه الكريم خصيب

فزهران قد قالوها مراراً وتكراراً وكما قال شاعر غامد :-
ماذكر في ديار نجد وجبال شمر غير حاتم
غير في زهران في كل بيت حاتم

وان كان في هذا الزمن قد لا يعرف الكريم من البخيل فأحوال الناس بخير بفضل ما تعيش البلاد من رغد ولكن حديثنا عن الماضي القريب كان يمر على الناس سنوات من القحط والجوع يلهثون وراء لقمة العيش وكان اعتمادهم الكلي على الأمطار فإذا صدقتهم الأنواء وجادة السماء فهم في خير ونعمة ولذلك كان الكرم الفعلي في تلك الأيام الخوالي .

ويشهد بكرم زهران قوافل الحجاج وقوافل التجارة المارة على قرى زهران والقادمة من جهة اليمن .
يحدثنا أحد شيوخ شهران من الخميس يقول كنا إذا ذهبنا إلى الحج أو العمرة أو أردنا السفر فالفرحة تغمرنا صغيرنا وكبيرنا فنحن نأمن على أنفسنا ونكتفي هم مؤنتنا والسبب كرم زهران فنحن نعرف قراهم وشيوخهم وعرفاهم فقد كانوا يتناوبون على ضيافتنا والبعض منا يتمنى أن يطول الطريق بنا ونحن نمر على زهران الكرم والشيمة ، وبمجرد مغادرة قرى زهران نتزود بكل شيء لأن من بعدهم يبيعون علينا كل شيء حتى النار .منقول