#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
ودقّت الساعة تصحّي الليل
عبد الله بن مرضي الليل ..الليل .. الليل ، ودقّت الساعة تصحّي الليل ، هكذا كانت تقول " السَّت أم كلثوم" . لم أكنْ أفهم آنذاك ماذا تعنيه ، ولم يدخل في مُخّي أن الساعة يمكن أن تصحّي الليل ، إلا أنّ ساعة " بيق بن " ا لتي كانت تكرّر دقّاتها الشهيرة على رأس كل ساعة ، لم تكن تصحيّني فحسب ، بل كانت تثيرني وتخيفني ، خاصة عندما تدقّ دقّتها الأخيرة التي يتبعها سكون لعدة ثوان ، ثم يتبعها صوت رخيم يعلن : " هنا لندن " ! حفظت أسماء مذيعيها ومذيعاتها، وأحببت بعضهن حتى كِدْت أُعَدّل بيت بشار المشهور : يا ناس أذني لبعض الحيّ عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا . ليصبح : الأذن تعشق قبل العين دائما ! على طريقة " ناصر القصبي " في برنامج "طاش ما طاش" الشهير ، كنت أُحرّك " راديو التوشيبا " ذو الغلاف البنّي حول أذني إلى كل الجهات ، لكي لا تفوتني كلمة من خبر ، أو جملة من برنامج ، أو مقطع من أغنية ، لكن سعادتي بسماع اسمي في برنامج "ما يطلبه المستمعون" كادت تسقطه منّي وأنا أجري لأخبر رفيقي وصديقي (س) : والله والله وأقسم بالله أنه طلع اسمي في لندن وأنا اطلب أغنية محمد علي سندي :" على العقيق اجتمعنا ، حنا وسود العيوني "، أي والله واقسم بالله ! كيف طلع اسمك في لندن، متى.. طيب متى ، أحلف ....أحلف .. كان زميلي (س) أكثر من يشاركني السهر والسمر في ليالي الشتاء الباردة ، حيث لا نار ولا دثار ، ننزوي في ركن من أركان المَفْرَش ( المجلس) وأحيانا قريبا من النافذة ، لنتمكن من سماع الراديو الذي يأتينا من خلاله أغاني ومنوعات بأصوات دافئة ، نصغي إليها بشكل مختلف عن إصغاءنا لتلك الأصوات الجافّة ، التي تعوّدنا سماعها ، فننسى معها البرد - الذي يتسلل إلينا من النافذة التي لا يمكن أحكام إغلاقها- وأشياء أخرى كثيرة ، ننسى أننا في قرية في رؤوس جبال السر وات ونتخيّل أننا على مقربة من المدفأة في "بش هاوس" ، مقرّ هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، الذي حفظنا اسمه وأصبحنا نردده أكثر مما نردد بعض الأسماء المشهورة عندنا! غادرنا القرية ؛ زميلي (س) وأنا ، بعد حصولنا على الابتدائية إلى مدينة الطائف ، وتركنا " راديو التو شيبا" و " هنا لندن" وصوت مذيعاتها ، وذكريات أخرى جميلة خلفنا ، وبدأنا نتأقلم مع المدينة ، حيث وجدنا في التلفزيون عوضا عن الراديو ، وأصبحت سميرة توفيق ، وسلوى سعيد ، بطلتا مسلسل فارس ونجود ، ووضحى وبن عجلان ، تأخذان المكان الذي كان مشغولا بهدى الرشيد وزميلاتها . ومرّت الأيام ، ودارت الأيام ، على قول " الستّ " أيضاً ، ووجدت نفسي أسافر إلى بريطانيا في السنة أكثر من مرة ، ولكن ليس إلى لندن ، بل إلى مدينة ما نشستر ،حيث نغادر منها إلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي ، كنا نحلّق في الجوّ على مقربة من لندن ، لكننا لم نتمكن من رؤيتها ، فالغيوم المنخفضة والضباب الذي اشتهرت به ، يحول دوننا ودونها في كل وقت نمرّ من أجواءها ، مما زادني تعلقاً بها وشوقاً إليها . بعد انتهاء حرب تحرير الكويت مباشرة، أُبْتُعِثْتُ وعدد من زملائي للدراسة على طائرة جديدة يقع مصنعها بالقرب من لندن. كان في استقبالنا في المطار وفد لم نصدق أننا نحن المعنيين في ما رأيناه منه من اهتمام ، سيارات الليموزين الطويلة والفندق الذي أخذنا إليه لم يكن عاديا بالنسبة لنا . أفهمنا بأننا سنقضي مدة الدورة في نفس الفندق ، فالمصنع يقع في ضاحية من ضواحي لندن القريبة ، التي بناها الانجليز عندما دُمِّرت لندن في الحرب العالمية الثانية . كانت التسهيلات التي قدمت لنا ، والترتيبات التي رتبت لنا ،غير مألوفة لنا ، مما يجعلنا أحيانا نتساءل عن إذا ما كان هناك خطأ ما ! كانت تصرّفات إدارة الفندق معنا تؤيد شكوكنا في هذا المجال ، فلم يكونوا مرتاحين لما يقدمونه لنا ، كارتياحهم لغيرنا وخاصة من النزلاء غير العرب كاليابانيين وغيرهم . نزل زملائي إلى المطعم الذي يقدم الفطور المحسوب من ضمن إيجار الغرف ، فلم تستقبلهم المسئولة عنه ، بحجة أنهم ليسوا باللباس اللائق بالمطعم ! سآءني ذلك فعزمت على الانتقام لهم على طريقة بني يعرب ، فلم آت إلى لندن لأقف على باب الـ (Home Office) لأشحذ إقامة دائمة ، فأنا قانع بقدري العربي ، وفخورٌ بقوميتي وانتمائي ، بل أكثر مما يتصور الإنجليز ، حيث كنت أعتقد أنني الرمح الذي يرفض أن ينحني ،ويرفض أن يساوم ، ويرفض أن يقدم تنازلات ، حتى ولو كان لتلك الحسناء المغرورة بجمالها وجنسها الآري. رغم عدم ارتياحي للملابس الإفرنجية، فهي ليست غير مريحة لي فحسب، بل أنني أجد أنها كلها بما فيها من ماركات ومقاسات، أصغر من قامتي وأضيق من حجمي .رغم ذلك تهيّأتُ ولَبِسْتُ ما أستطيع منها، بما فيها " الكرفتة " أو الخربطة كما يسميها الأسبان ! وهو اسم أقرب إلى العربية ولا استبعد أن يكون منها فاللغة الأسبانية مليئة بالمفردات العربية والمعنى قريبا منها ، فهي خربطة على أي حال ! نزلت إلى حيث تستقبل الناس تلك الحسناء المغرورة ، وقابلتني بعنجهيتها المتأصّلة ، وبادرتني بالسؤال ( How many person ) كم شخص ؟ فأجبتها على الفور :" One & half " واحد ونصف . لم تستوعب إجابتي، فسألتني مرة أخرى فكَرَّرْتُ الإجابة دون أن أنظر إليها، فقالت باستغراب: واحد ونصف ! أين النصف؟ قلت لها : أنت النصف ! أُسْقِط في يدها، وبدا عليها الارتباك، تركتني في مدخل المطعم، وذهبت إلى مديرها، فمضيت إلى أفضل الأماكن وجلست فيه. جاءني نفر من العاملين في الإدارة وبدت عليهم الحيرة، هل يستفسرون أم يعتذرون ؟! ولكنني لم ألق لهم بالا، وذهبت أختار فطوري وأتناوله وكأن الأمر لا يعنيني ! تغيّر الحال بعد ذلك، وأصبح لنا مكانا محجوزا بصفة دائمة في أحسن مكان في المطعم، ولم تعد صاحبتنا تتعالى علينا ، بل بالعكس فقد أصبحت تقترب منا ، وتهتم بنا ، حتى أنها لم تستطع أن تسيطر على نوبات الضحك التي تنتابها كلما تذكّرَت موقفي معها! مع أننا لم نذهب إلى لندن بغرض السياحة ، ولا لنشم الهواء ، أو لنتسوق من مخازنها الشهيرة ، إلا أنني كنت قد عشت مع الطيب الصالح في رحلته إلى الشمال بكل تفاصيلها ، حتى وجدتني أردد جملته الشهيرة " قدمت مصطفى سعيد " أكثر مما أردد اسمي . لذلك فقد بدأت أبحث عن الأماكن الشهيرة التي قرأت عنها ، وكثيرا ما كنت أنيخ ركابي وسط ساحة ( ترافلغر سكوير ) " ميدان الطرف الأغر الشهير" ، حيث أبدأ البحث في عيون المتواجدين فيها عن أثار الطيب الصالح! لم أكن أتصور أنني سأرى تلك الطوابير العربية التي وجدتها تتسكع في أكسفورد ستريت ، وبيكاديللي سيركس ، فقد كانت مناظر مؤذية وغير حضارية . فالتجمعات التي في مقاهي "أديجور روود " حول الشيشة ، والغَزَل الذي يستمر من أول ساعات المساء حتى آخر الليل يجعل المرء يخجل من نفسه ويود أنه لا ينتمي إلى هذه الأمة الفارغة . كان ذهابي إلى لندن في أعقاب حرب تحرير الكويت مباشرة كما قد ذكرت ، لذلك فإنني وجدت كثيرا من الكويتيين بالذات وغيرهم من أبناء يعرب هناك حتى خيل إليّ أنني لست في لندن ! كنت أبحث عن المطاعم التي تقدم لحما مذبوحا على الطريقة الإسلامية ، وأتوق إلى دخول المكتبات التي أجد فيها من الكتب ما لم أكن أتصور ، كما أنني كنت مشتاقا للوقوف في زاوية المتكلمين في حديقة هايد بارك .لذلك فإنني كنت أتنقل بين هذه الأماكن الثلاثة في اليوم أكثر من مرة .تستوقفني ساعة " بيق بن " وتعيدني إلى تلك الأيام الجميلة التي كنت أتسامر مع رفيق دربي (س) ، وأتذكر تلك الأصوات التي كانت تشنّف مسامعنا من خلال إذاعة لندن ، قبل أن نعرف قدرة الميكرفونات على خداعنا بالصوت الذي في الغالب لا يعبّر عن الصورة التي كنا نتخيلها و نبحث عنها آنذاك . في يوم من أيام الجمعة كنا نتجول بين منابر الخطباء التي نَصَبُوها في زاويتهم المخصصة في حديقة الهايد بارك ، هذا يمتدح ، وهذا يسب ويسخط ، وذاك يدعو إلى الإسلام ، وهذا يحذّر من العولمة .. الخ. صليّنا العصر في مجموعات متفرقة ، كعادة العرب ، في عدم الاتفاق ، عدت من الصلاة لأقترب من خطيب مفوه ، يلف شماغا على كتفيه حول رقبته ، ربما هي التي شدّتني إليه ، وجدت أنه من ليبيا ، ويتكلم عن عقيدها المعمر معمر .كان يتكلم بالعربية فنهره شخص ذو صوت جهوري وقامة طويلة ، يرتدي كوتا أسودا طويلا وعلى رأسه قبّعة سوداء قائلا :" تكلم بالانجليزي ، نحن في بلد الحرية ، ولغة الحرية هي لغة الانكليزية ". لفت نظري بطوله الفارع ، وملا بسه المتناقضة ، تابعته قليلا ، وإذا به يشير إلى المجموعة التي لا تزال تصلي قائلا:" أنظروا إلى المسلمين ، بدأوا العرض – وكان يشير إلى مؤخرات المصلين أثناء الركوع – ثم أستمر يهذر ويقول : " لهذا هزمتهم إسرائيل ، الحرب تأخذ دقائق ، والعرب المسلمين يقضون وقتهم في الصلاة والاستعراض ليمكنونا من رؤية مؤخراتهم كما ترون ... ! تلفت يمينا ويسارا، عزمت على الانتقام منه على طريقتي في الانتقام من مديرة المطعم الذي في الفندق، وإذا بالأمر مختلف ! كِدْت أهجم عليه ، ثم تذكرت أن الشجاعة في مثل هذا المكان تهوّر ، والمثل يقول " يَدْ ما تقواها صافحها " ، طمعت أن يتحرك أحد الواقفين إلى جواري - ممن تأكدت أنهم سمعوا كلامه - فأتبعه وأشدّ أزره ، فلا والله ما تحرّك أحدٌ منهم ، ولا جرؤ على ذلك ، بل على العكس عندما سألتهم قالوا لي :" أتركك منّه ، هذا يهودي مجنون من روسيا" ! مكثنا في لندن حوالي ثلاثة شهور ، نذهب يوميا بالقطار إلى ضاحية " هات فيلد " ، تستغرق الرحلة حوالي خمس وأربعون دقيقة ذهابا وإيابا ، نبحث عن مكان لنا في مقصورة من مقصوراته المزدحمة ، يصعد إليه الركاب الذين معظمهم من الإنجليز في مجموعات متناسقة ، أما أزواج من ذكر وأنثى ، أو زرافات من الشباب المختلط ، معظمهم يقرأ في كتاب أو في جريدة ، إلا نحن فلا شأن لنا طوال الرحلة إلا مراقبتهم ، نأخذ عضوا من هذا ونركبّه على ذاك ، ونتخيل أن وجه هذه يصلح للتي إلى جوارها وهلم جرا ، كانت تفاجئنا المناظر التي لم نألفها في باديء الأمر ، فكثيرا ما نلمح أن هناك من ألْتَفّ حول الأخر كما تلتفّ الأفعى حول نفسها ، وبعضهم يتعظّم الآخر ( كأنه يأكل بقايا اللحم التي فوق العظم ) وكأنه قد أنهكته المجاعة . لم تكن الدراسة سهلة ، فقد كان الزمن أقل من المفترض ، كان يتخللها ساعة في الظهر لوجبة الغداء ، نستغلها لنصلي بسرعة ونلحق بالمطعم الذي ينتظم فيها عمال المصنع في صفوف طويلة ، تلفت ذات يوم إلى الخلف إلى أحد زملائي الذي يفصلني عنه كذا نفر ، أخبرته بالعربية أن " الشوربة " ملغّمة ؛ أي أن فيها قطع من لحم لخنزير ، سمعني شخصا له بعض ملامح بني يعرب ، سألني :" الأخ عربي " أجبته على الفور " تعيس بعروبتي " ، ضحك وتأسّفت أنا على تسرّعي في إعلان الهزيمة . تعرّفت عليه فيما بعد ، وجدته أردنيا ، أُهْديَتْ إليه الجنسية البريطانية منذ أن كان في الثانوية ، نظير تفوقه في الدراسة ، حصل على شهادة الدكتوارة في الهندسة ، وهو المشرف على معظم المنشآت التي أقيمت في مصانع الشركة البريطانية للطيران والفضاء . زرته في بيته فوجدته يبكي كلّما استشهدت بأية أو حديث أو بيت شعر ! يردد : يازلمة ؛ضاعت مني لغتي فضاع معها ديني وأشياء أخرى ! كنت في أيام العطل أذهب مبكرا في جولات سياحية منظمة ، أذهب فيها إلى " لندن تاور " ومسرح " شكسبير" ، ومتحف " مدام توسو" ومتاحف لندن الأخرى ، ومكتباتها العامة . قلّما أجد أحدا من العرب قبل الظهر ، لكنهم يظهرون وبأعداد كبيرة في "الوايت ليس " و شارع "أكسفورد" ، و"بيكاديللي سيركس" ، ترى نساء العرب كالنمل حول قطعة السكر في مخازن " مارك آند سبنسر" الصهيوني المتعصب ، وكأنّهن لا يجدن شيئا من الملابس في بلدانهن ! وترى الشباب وهم يجتمعون داخل الحانات الضيقة وأحيانا أمامها إذا كان الجو صحوا، يراقبون المارة ويتبادلون خراطيم الشيشة ! عندما ذهبت إلى لندن ، كانت طموحاتي كبيرة ، وآمالي عريضة ، ومعنوياتي عالية ، فمع أنه لم تكن لي أي هموما مصرفية ، أو تطلعات اقتصادية ، ولم أكن أجيد لعبة الروليت ولم أتمكن من ارتياد ميدان سباق الخيل ، فلا خيل عندي ولا مال ، ولم أكن أعرف شيئا عن لعبة "القولف " ، إلا أنني كنت أعتقد أنني عربي تسكنه الكبرياء ، لا يوجد لديه ما يُخجل ، لا يركع ولا ينحني إلا لله ، لكنني عدت من لندن ، وقد تغير لدي أشياء كثيرة ، لا يتسع المجال لذكرها هنا ! أعزائي: هذه ذكريات غير مرتبة ، فيها بعض الخصوصية، قد لا تروق لكم، ومعكم الحق في ذلك، فلا أرى أن فيها جديدا، ولكنني تذكرتها فسجلتها، رغبة في العودة إليها يوما ما ، ونزولا عند رغبة بعض الزملاء الكرام . فإن وجدتم ما يمكن أن تقفوا عنده، وإلا فإن الإشارة خضراء، تجاوزوا واستروا ، ستر الله علينا وعليكم.
•
رحلة في ذاكرة الشاعر جريبيع رحمه الله
• أهالي رباع : الخير في مقدمكم يانسل الكرام ( عكاظ ) • رسائل واتس اب جديدة كل يوم .. شاركونا بكل جديد |
اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
دهاء الشيخ محمد بن يحيى العسيري شيخ رباع | تاريخ قرية رباع بين الماضي والحاضر | 0 | 294 | 20/10/2024 02:27 PM | |
وقفات ودروس من حروب بخروش بن علاس ضد جحافل... | تاريخ زهران وغامد | 2 | 3170 | 17/09/2024 11:11 PM | |
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد | منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) | 0 | 12425 | 04/01/2024 11:35 AM | |
القصة (مورد المثل) | منتدى القصص و الروايات المتنوعة | 0 | 8398 | 02/01/2024 09:28 AM | |
الله لايجزي الغنادير بالخير | منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) | 1 | 8876 | 28/12/2023 05:06 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||