قزيع بين الحقيقة والأسطورة
من الشخصيات التي يتلذذ الناس بالحديث عنها شخصية عظيمة عظم الوقت الذي نشأ فيه .
عملاق عاش وسط عمالقة من الرجال . هؤلاء هم رجال رباع الأشاوس الصناديد .
رجال يقطر من جبينهم العرق .
رجال يتسابقون في إكرام الضيف .
أصحاب قلوب عامرة بذكر الله .
اتذكر قبر جدي ( قزيع ) رحمة الله عليه عند مدرسة رباع ( بيت أخوالي الشهاوين ) من الجهة الشمالية وعليه صلاة زرقاء مرتفعة يصل ارتفاعها الى متر تقريبا . جنوب بيت جار الله بن احمد رحمة الله عليه وشرق الوساد . لا أعلم إذا كانت موجودة حت الآن أم أزيلت .
يحكي لنا كبار السن بأن قزيع من أصحاب القلوب القاسية الشجاعة يتمتع بالحكمة والفطنة والذكاء .
وقف ببابه يوماً فرس وعلى ضهره فارس سلم عليه ورد عليه قزيع السلام وأخبره أنه يطلبه للذهاب معه إلى ( القشر ) ليفك مشكلة قائمة على بير ( الحمر ) بين جن أهل الصخرة وبين جن أهل بثرة ( بني مالك ) والذين يستقون جميعهم من بير (الحمر) شمال شرق القشر و جنوب شرق بير ( الوداف ) الخاص بالعجران والقرشاء .
المهم وافق على الذهاب معه لفك الاقتتال بينهم واشترط أن يقبلوا بحكمه مهما كان فوافقوه على ذلك فقال أسمعوا حكمي :
أما أهل بثرة لأنهم بعيدين فيردون هم وحلا لهم البير من أذان الصبح إلى أذان المغرب .
وأما أهل الصخرة على شان أنهم قريبين فيردون هم وحلا لهم من أذان المغرب إلى أذان الصبح .
فصاحوا جميعا ( قالها الله قالها ) ورضوا بحكم الحكيم .
فأبوا أن يتركوه أن يغادر إلا أن يهدوه هديه .
طلبوا منه أن يسمي لهم أفضل بلاده ليحفروا له بير وطلبوا منه أن يؤشر لهم بالعصاة على شكل دائرة في مكان البير الذي يريده فقط .
اختار الركيبة التي سميت بالحكمية فيما بعد نسبة الى هذا الحكم الذي تحدثنا عنه .
وبعد أن قام بوضع دائرة بعصاته على الركيبة اتى معصار جاير كلهم جن وعفاريت وحفروا له بذاك المعصار بير في ركيبة ( الحكمية ) .
ولو نظرتم الى بير الحكمية تجدون انه محفور في الصخر بطريقة غريبة وصعبة بشكل حلزوني في إسفل البير .
هذا جزء من تاريخ آباءكم وأجدادكم فاحفظوه .