عرض مشاركة واحدة
قديم 14/05/2020, 02:03 AM   #6
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الطهار " الختان " هو من أهم العادات التي كانت موجودة في تراثنا . فقد كان الشاب يستعدّ له منذ أن يعي نفسه ، حيث يعرف أن ذلك اليوم سيأتي لامحالة ، ونحن نعرف أنهم ليسوا جميعا على نفس المستوى من التقبل لمثل هذا الموقف والقدرة على التعامل معه !!( أعرف مواقف طريفة في هذا الموضوع ) .

والعملية للذي لايعرفها هي :
عندما يبلغ الشاب حوالي الخامسة عشر من عمره يكون قد حان وقت ختانه ، وكما كانت العادة فلا بد أن يكون معه من أهل قريته مجموعة من الشباب الذين سيتعرضون لنفس الشيء !!

قبل عملية الختان يبدأ أولياء أمور الشباب الذين سيختنون بالبحث عن شعراء ليبدأون في تلقين هؤلاء الشباب ماكان يسمى " بالعزاوي " وهي مأخوذة من العزوة .

العزاوي عبارة عن " قيفان " تشبه الأناشيد الحماسية يبدأها صاحبها بذكر الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيفتخر بنفسه وأهله ثم أخواله وقبيلته الأقرب في الأقرب .

عندما يأتي اليوم الموعود ، تبدأ القبائل بالوصول إلى القرية التي فيها الطهار ، فكل شاب له أخوال من قبيلة لا بد وأن تحضر هذه القبيلة كاملة ، فإذا ماكان هناك مجموعة من الشباب لهم اخوالا من قبائل مختلفة فإن الجمع يكون كبيرا بحضور تلك القبائل .

يبدأ الحشد في ساعة مبكرة من الصباح ، يأتون الشباب الذين " سيسلخون " [ يختنون ] ويوضعون على مكان مرتفع أما الملأ . فيبدأ أحدهم وعادة يكون اشجعهم واقدمهم ، يبدأ بتلاوة العزاوي بصوت تدل قوته على مدى مايعانيه المختتن من الخوف والرهبة ، تحدد القيفان التي ستقال لكل واحد من الستتة إلى الثمانية حسب طولها ، يبدأ بعد أنتهاءه منها إلى مناداة صاحب "السكين أو الموس " بأن يقترب ويعمل به مايشاء ، ولابد من ان يكون المختتن ممسكا بخنجر في يده أثناء عملية الحزّ دليلا على شجاعته ، بعدها ينطلق به أخواله والدم يسيل منه إلى مسافات ليست بعيدة يمرون به من بين الجموع ويرمون بالبنادق من فوق رأسه ثم يعيدونه إلى مكانه ، لتبدأ عملية حزّ أحد زملاءه الآخرين وهكذا .[ كأني ببعضكم الآن وهو يتمنى أن يكون من ضمنهم !!]

نماذج من العزاوي وأرجو ملاحظة قوتها في البناء والسبك وسلامة المنطق من حيث ذكر الله والرسول والمدح والأفتخار .


يالله يالله ياملتهما
يالله يارب ارض وسما
ياللي بين عباده قسما
يالله يامجري النسما
يامُحي الروح ومفنيها

باسالك في عقلٌ وثبات
أي واتهرج بين الظالات
إن شاء الله ما اقول السبات
إلا أمداح ولها يمّات
تعجب من يتسمع فيها

اسمع هرجي ياكل لبيب
أيني ذيب وليد الذي
أهل اودانٌ ميتين ركيب
من قاربها ماذيب يخيب
واحمول الخير توديها

ماطراف غليلة لي بقّات
يوم يعطي الله لها دلفات
دلفات تخرج مالنّشبات
أفراقٌ ماحد يحصيها

اي بي عطيه ما بنساه
قبل الضيفان ماحسن مبداه
يكثر ترحيبه فوق غداه
وغن جاء طلاب الحاجة اعطاه
بامر الله انه يقضيها

أذرى يوم حبّ الله ورضي
بالولد اللي سمي مرضي

....
...


هذا " القاف " هو لأحد أعمامي ويدعى عطيه بن علي ( رحمه الله ) والذي أود الإشارة إليه هو ملاحظة كيف بدأ في تعظيم الإله وإيراد الدلالات القوية على هذه العظمة ، ثم سؤاله لربه بأن يقدّره على قول المدح والمدح فقط بحيث يعجب هذا المدح من يسمعه ، انتقل بعد ذلك لينبه كل لبيب بأن يستمع إلى هرجه ومن هو ومن هو ابيه ، ثم بدأ بمدح عمّه ( أي بي عطيه ) لاحظ كيف كان يدعوه بابيه تأدبا [ أين مني شباب هذه الأيام ] وتدرج إلى إبن عمه ، أنتقل بعد ذلك إلى لحمته فقريته فقبيلته فإخواله فبقية القبائل .اليس هذا فن مستقل بذاته ؟!


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس