عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2020, 06:43 PM   #5
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

لله العجب كيف يقودنا بن عيسى للحديث عن كل شيء .. من الآبار الى البكار .. ومن أسماء الشعراء الى نجوم السماء ..

ولله العجب ألف مرة من بن مرضي الذي يجذبنا الى أن نتنفس الحديث .. والى أن نتبادل التجارب .. ونسامر الذكريات ..

ويزداد عجبي مراراً وتكراراً من صاحب خاتمة ( أعتذر عن التقصير ) فهو لم يبقي لنا شيئاً من بعده , وهو كما عهدته لا تقع يده الا على سمين , ولا تُـهدي راحتـهُ إلا غاليـــاً ..


نعود والعود أحمد مع الفقيه الشاعر بن عيسى :


أني عليهم مثل نجم الزّحل والقـوس وقـران حاديـة


من المعارف التي تذوقتها في عهود الصبا الأولى معارف الأنواء والفصول .. تلك المعارف العميقة لم أقرأها في كتابٍ ذو طبعةٍ حديثة , ولم أقضي الوقت الطويل للبحث عنها بين دهاليز الشبكة العنكبوتية .. بل هي معارفٌ تجريدية رأيتها بأم عيني وحفظتها عن ظهر غيبٍ من أفواة كبار السن بل من أفواه كبار المزارعين في قرية الجوفاء .

كُنّا لانبحث عن المربعانية ولا عن سعد السعود ولا عن أخيه سعد الذباح , بل نعرف قران الفيحة والوسمية ونجم السويبع والثريا والقوس , بل من أعاجيب أولئك الزّراعة في وادي رهاوة أن لديهم ورقة التقويم الأولى فإذا بدؤ بتبشيرالأرض وتهيئتها لموسم الزراعة رأيت الزُرّاع في قُرى شعف بني حسن يحثون العمل ويخبرون الآخرين في نشرةٍ عاجلة " أهل الجوفاء ذب يبشرون البلاد " ...... " أهل الجوفاء ذب يصرمون " .....

كان لأولئك القوم حضارةٌ زراعيةٌ خاصة فـ "إلى" اليوم ونصائب حساب الفصول ما زالت شامخةً في صُدر الجوفاء , فإذا كان ظل الشمس يجمع بين ظل الردمة في المكان الفلاني مع ظل الردمة في المكان الفلاني فإن موسم زراعة البر مثلاً قد بدأ , أولئك القوم كان تقويمهم يجمع بين ما يسمى بالتقويم الهجري والتقويم الميلادي , فهم يحسبون الأيام بالليالي حيث تبدأ الليلة بغروب الشمس ( التقويم الهجري ) ويحسبون اليوم من منتصف الليل ( التقويم الميلادي ) ..

أني عليهم مثل نجم الزّحل والقـوس وقـران حاديـة


(قران حادية ) من عجائب أولئك الفلكيين حسبة النجوم فالثريا ذات النجوم الوهاجة تقترب من القمر حتى تصبح محاذيةً له, وتستمر في محاذاة القمر طوال أيام السنة مهما كان حجم القمر وتلك الظاهرة عند الزّراع تسمى ( القـــران ) .

وعلى ضوء ذلك القران فقد قسموا سنة النجوم الصيفية ( القيض ) الى أول قيض وأوسط قيض وآخر قيض , والذي قصده ابن عيسى قران حادية هو مقارنة الثريا للقمر في ليلة الخامس عشر حيث نهار الشمس شديد الحرارة .

(نجم الزّحل ) ويُرى من جبال السروات كـ " نجمة " حمراء لامعة , وهو نجم نحسِ عند الزّراع حيث اذا توافق ظهوره في بداية الحساب الزراعي فالسنة سنة قحط وجدب , وإذا أمطرت فالمطر يمحُل بالأرض وتصبح الأرض من بعده جافة ( جَحْره )

( نجم القوس ) على قول الأولين نجم القوس ما ينقاس فهو بالإضافة الى وسطيته الزراعية ( لاضرر ولا ضرار ) إلا أن عواصفة ( المعاصير ) لاتبقي من الزرع ولا تذر خصوصاً إذا كانت وافق الجدب أول السنة ومن بعد ذلك هطلت الأمطار .

وبعد هذا كُـله فإبن عيسى نهار لقائه مع أحد خصومة سيكون قيضاً بيده سوطٌ من هجير شمسه بل شعره , وسيكون نحساً كـ " سنة " القوس المجدبة وإن أمطر وابلاً من كلماته فليس بعده الإ الجفاف , وسيكون معصاراً في وجه من ظن نفسه ريحاً كنجم القوس الذي لايُبقي بعده ولا يذر .



تحيـــــــاتي


عبدالله الجــــــــــــابري


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس