عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2020, 06:41 PM   #2
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



اعزائي الكرام

كما سبق وأن اشرت إلى أن شاعرنا " بن عيسى" قد اشتهر بهذا اللون من القصائد ذات الأبيات الطويلة ، والتي تحتاج إلى نفس طويل لمن أراد أن يغنيها .

تعالوا لنرى أن الصوره التي رسمها لنا في قصيدته السابقة والتي قارن فيها بين نهل ماء عذب يجري من تحت أعماق الأرض لا يستطيع أن يصل إليه الناس إلا بشق الأنفس ، وبين الغدير الذي قد أصبح ماؤه أَسِناً فوق سطح الأرض يرد إليه كل سائب من الحيوانات والدواب . تعالوا لنرى أنها ليست الوحيدة ، فهناك صورا أخرى لا تقل روعة عنها وليست ببعيدة عن دائرتها إذا لم تكن في داخل محيطها .



يقول أحد الشعراء موجها كلامه إلى" بن عيسى " :


أقولها يا بكرةٌ هايسة تسري في الليل معقولة
يسرى يراودها خبيث الرجا في الليل يقطع عقالها


لا أعتقد أن هذين البيتين بحاجة إلى شرح ، فاالواضح أن البكرة ليست منضبطة ، مع أن صاحبها قد عقلها وتوكل ، ولكنها بكرة "هايسة " ، أي برزة ، تبرز لكل أحد ، فلا يمنعها لا عقال مادي ولا معنوي ، لذلك فإنها تسري في الليل حتى وهي معقولة ، وهذا لا يعني أنها لا تخرج بالنهار ، ولكن الشاعر أكتفى بالرمز بالأصعب ، فمادامت تسري بالليل وهي معقوله فإنها من باب أولى أن تخرج بالنهار ، ومادامت تسري فإن هناك من يسري لها ايضا ، وإلا لما كانت هناك قضية ، ولكن عزاء الشاعر أن الذي يسري لها هو "خبيث الرجاء " ، واستخادم "ال التعريف " هنا للتأكيد أنه معروفا ومحددا ، ولكي يلتم "المتعوس " على "خايب الرجاء" فإنه لا بد من قطع العقال الذي قد عقلت به تلك البكرة الهايسة !

يرد بن عيسى على الفور بقوله :


قال بن عيسى بعض الأعلام ما تنقال لكن با أقوله
أدعو معي أن الله وأنا عقيد القوم يكشف بحالها


ماذا تريدون مني أن أضيف إلا أن أدعو مع " عقيد القوم " ( بن عيسى ) ، بأن يكشف الله بحاله هذه البكرة الهايسة .حتى لو كان بعض الأعلام ما تنقال !




 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس