قصيدة مديح المتوحـد :
أيها المطلق ...
ليكن عمائي عنك بصيرتي
لا زهد في الكلام بعد اليوم
لا صوم عن آي الأسماء كلها
لا فطام
لا فصال
اليوم شعر
وغدا شعر
وشعر...
وشعر
ليس الشك تعسفا
على منطق الأقدار
ليس اندحارا للذات
في محاق الخطيئة
ليس خلاصا
من ايمان مزمن
كقحط بوار
ليس مجرد سؤال معلق
خلف الجدار ...
أيها العابر
لتغتسل من من نجيع رؤياك
في أوقيانوس الخطيئة
لتطهر من أدران السراب الآبق
لتتبتل من وهمك الثرثار
لا أحد يدلك عليك
غيرك...
فأنت الجودي
وأنت الطوفان
أنت السنونو
وأنت الاعصار
أنت الأرض الجرز الحبلى بذاكرة النفي
أنت الجسد الموشوم بجراح السبي
أنت ما شئت ...
لا معجزة
لا أسرار
لا طريق يفضي الى الجلجلة
قبل ميقات النفخ
غير الغناء
والغناء
والغناء
فلتكن الطروبادور الأخير
وهيت لك ...
لتقد قميص العبارة من قبل
لتقدح الشرارة في أوصال المعنى
لتولم من دمك الملسوع
لتصنع يوتوبياك
فوق فائض هذي الأنقاض
بما ملكت يداك من أشعار
يا وارث الاشارة ...
هات كأسك
ها قد فاضت عزلتها
بين الكؤوس
و عنت مرارتها
غنما لكرنفال الغواية
لا نبيذ يطيح بوقار الروح
أمام جوقة الاكليروس
لا نكتار
يعيد ما انساب
من جأش الرؤوس
غير الوقوف بباب النهاوند
ذات أشجان خريفية
والتحاف سمت أورفيوس
أمام نصال المشيئة
يا هذا الذاهل عن كل ما سواه
أيها المتوحد المنذور للغيم في سماه...
يا أنت ، أيها السارب بالليل والنهار في
صحراء المتاه
ما الذي يغويك بالأعالي ، أثغر النسر أم
أساه؟
أم كتب عليك أن تظل سائسا للأحزان ...؟
أن تحدو حدو المشائين
في تيههم الأزلي الى ايثاكا البعيدة
كالحائر بين الفيروز وسناه؟
أيها السادر في ضلالك القديم
أبق قدرك أبيض من غير سوء بين قبضتيك
وأبق روحك شفيفة عذراء ملء شبقك المنهوم
وآنس ظلك في خلواته
لا تتركه يموج لغير ناحيتك
ليس غيره يصلح رفيقا وصاحبا
هو على الأقل ليس يخدعك بقيعة وسراب
هو لا يطول عن قامتك ولا يقصر الا بحسبان
كلما أتيته
وجدتك واياه
في قرارة الجب سماه
يتملى مثلك في العتمة بهاه
يمني نفسه باشتهاءات يوسف
في صباه
بأحد عشر كوكبا
من غير دم كذب
وقميص
واخوة ذئاب
وحظوة
لا توصل اليها شجرة معجزة
ولا وارد السيارة
ولا زليخة التي تؤتي الأيدي الناعمة
ما يقطع الرؤيا عن الجلنار الحالم
بصولجان الملك وعصاه
|