الموضوع
:
ضع بصمتك// ...... مــــــــــن روائــــــــــــــع الــــــكــــــــلام
عرض مشاركة واحدة
23/03/2014, 02:45 PM
#
2
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
24238
تاريخ التسجيل :
Mar 2012
أخر زيارة :
22/05/2014 (09:05 PM)
المشاركات :
831 [
+
]
التقييم :
3113
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkblue
(
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
فبأي آلاء ربكما تكذبان
)
ثم قال تعالى : (
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
فبأي آلاء ربكما تكذبان
)
وفيه وجوه كثيرة حتى قيل : إن
في القرآن ثلاث آيات في كل آية منها مائة قول
.
الأولى : قوله تعالى : (
فاذكروني أذكركم
) [
البقرة : 152 ] ، الثانية : قوله تعالى : (
وإن عدتم عدنا
) [
الإسراء : 8 ] ، الثالثة : قوله تعالى : (
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
)
ولنذكر الأشهر منها والأقرب . أما الأشهر فوجوه : أحدها : هل
جزاء التوحيد
غير الجنة ، أي جزاء من قال : لا إله إلا الله إدخال الجنة . ثانيها : هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحس
ان في الآخرة . ثالثها : هل جزاء من أحسن إليكم في الدنيا بالنعم وفي العقبى بالنعيم إلا أن تحسنوا إليه
بالعبادة والتقوى ، وأما الأقرب فإنه عام فجزاء كل من أحسن إلى غيره أن يحسن هو إليه أيضا ، ولنذ
كر تحقيق القول فيه وترجع الوجوه كلها إلى ذلك ، فنقول : الإحسان يستعمل في ثلاث معان :
أحدها : إثبات الحسن وإيجاده قال تعالى : (
فأحسن صوركم
) [
غافر : 64 ] وقال تعالى : (
الذي أحسن كل شيء خلقه
) [
السجدة : 7 ] .
ثانيها : الإتيان بالحسن كالإظراف والإغراب للإتيان بالظريف والغريب قال تعالى : (
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
) [
الأنعام : 160 ] .
ثالثها : يقال : فلان لا يحسن الكتابة ولا يحسن الفاتحة أي لا يعلمهما ، والظاهر أن الأصل في الإحسان الو
جهان الأولان ، والثالث مأخوذ منهما ، وهذا لا يفهم إلا بقرينة الاستعمال مما يغلب على الظن إرادة ال
علم ، إذا علمت هذا فنقول : يمكن حمل الإحسان في الموضعين على معنى متحد من المعنيين ويمكن حمله فيه
ما على معنيين مختلفين . أما الأول : فنقول : (
هل جزاء الإحسان
)
أي
هل جزاء من أتى بالفعل الحسن إلا أن يؤتى في مقابلته بفعل حسن
، لكن الفعل الحسن من العبد ليس كل ما يستحسنه هو ، بل الحسن هو ما استحسنه الله منه ، فإن الفاسق رب
ما يكون الفسق في نظره حسنا وليس بحسن بل الحسن ما طلبه الله منه ، كذلك الحسن من الله هو كل ما يأت
ي به مما يطلبه العبد كما أتى العبد بما يطلبه الله تعالى منه ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : (
وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين
) [
الزخرف : 71 ] وقوله تعالى : (
في ما اشتهت أنفسهم خالدون
) [
الأنبياء : 102 ] وقال تعالى : (
للذين أحسنوا الحسنى
) [
يونس : 26 ] أي ما هو حسن عندهم . وأما الثاني : فنقول : هل جزاء من أثبت الحسن في عمله في الدنيا إلا أن يثبت
الله الحسن فيه وفي أحواله في الدارين وبالعكس ، هل جزاء من أثبت الحسن فينا وفي صورنا وأحوالنا إلا أ
ن نثبت الحسن فيه أيضا ، لكن إثبات الحسن في الله تعالى محال ، فإثبات الحسن أيضا في أنفسنا وأفعالنا ف
نحسن أنفسنا بعبادة حضرة الله تعالى ، وأفعالنا بالتوجه إليه وأحوال باطننا بمعرفته تعالى ، وإلى
هذا رجعت الإشارة ، وورد في الأخبار من حسن وجوه المؤمنين وقبح وجوه الكافرين .
وأما الوجه الثالث : وهو الحمل على المعنيين فهو أن تقول : على جزاء من أتى بالفعل الحسن إلا أن يثبت
الله فيه الحسن ، وفي جميع أحواله فيجعل وجهه حسنا وحاله حسنا ، ثم فيه لطائف :
اللطيفة الأولى : هذه إشارة إلى رفع التكليف عن العوام في الآخرة ، وتوجيه التكليف على الخواص فيها . أما
الأول : فلأنه تعالى لما قال : (
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
)
والمؤمن لا شك في أنه يثاب
[
ص:
116 ]
بالجنة فيكون له من الله الإحسان جزاء له ومن جازى عبدا على عمله لا يأمره بشكره ، ولأن التكليف لو
بقي في الآخرة فلو ترك العبد القيام بالتكليف لاستحق العقاب ، والعقاب ترك الإحسان لأن العبد لما عب
د الله في الدنيا ما دام وبقي يليق بكرمه تعالى أن يحسن إليه في الآخرة ما دام وبقي ، فلا عقاب على تركه
بلا تكليف .
وأما الثاني : فتقول خاصة الله تعالى عبدنا الله تعالى في الدنيا لنعم قد سبقت له علينا ، فهذا الذي أعط
انا الله تعالى ابتداء نعمة وإحسان جديد فله علينا شكره ، فيقولون الحمد لله ، ويذكرون الله ويثنون ع
ليه فيكون نفس الإحسان من الله تعالى في حقهم سببا لقيامهم بشكره ، فيعرضون هم على أنفسهم عبادته
تعالى فيكون لهم بأدنى عبادة شغل شاغل عن الحور والقصور والأكل والشرب . فلا يأكلون ولا يشربون ولا يت
نابذون ولا يلعبون فيكون حالهم كحال الملائكة في يومنا هذا لا يتناكحون ولا يلعبون ، فلا يكون ذلك تكلي
فا مثل هذه التكاليف الشاقة ، وإنما يكون ذلك لذة زائدة على كل لذة في غيرها .
اللطيفة الثانية : هذه الآية تدل على أن العبد محكم في الآخرة كما قال تعالى : (
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون
)
وذلك لأنا بينا أن الإحسان هو الإتيان بما هو حسن عند من أتى بالإحسان ، لكن الله لما طلب منا الع
بادة طلب كما أراد ، فأتى به المؤمن كما طلب منه ، فصار محسنا فهذا يقتضي أن يحسن الله إلى عبده ويأتي
بما هو حسن عنده ، وهو ما يطلبه كما يريد فكأنه قال : (
هل جزاء الإحسان
)
أي هل جزاء من أتى بما طلبته منه على حسب إرادتي إلا أن يؤتى بما طلبه مني على حسب إرادته ، لكن الإر
ادة متعلقة بالرؤية ، فيجب بحكم الوعد أن تكون هذه آية دالة على الرؤية البلكفية .
اللطيفة الثالثة : هذه الآية تدل على أن كل ما يفرضه الإنسان من أنواع الإحسان من الله تعالى فهو دون
الإحسان الذي وعد الله تعالى به لأن الكريم إذا قال للفقير : افعل كذا ولك كذا دينارا ، وقال لغيره افعل
كذا على أن أحسن إليك يكون رجاء من لم يعين له أجرا أكثر من رجاء من عين له ، هذا إذا كان الكريم في غا
ية الكرم ونهاية الغنى ، إذا ثبت هذا فالله تعالى قال : جزاء من أحسن إلي أن أحسن إليه بما يغبط به ، وأ
وصل إليه فوق ما يشتهيه ، فالذي يعطي الله فوق ما يرجوه وذلك على وفق كرمه وإفضاله .
فترة الأقامة :
4895 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.17 يوميا
أبو أنــس
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو أنــس
البحث عن كل مشاركات أبو أنــس