الموضوع
:
الصراع النفسي هموم وندم واكتئاب .
عرض مشاركة واحدة
06/09/2013, 03:36 PM
#
7
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
13772
تاريخ التسجيل :
Jan 2009
أخر زيارة :
07/05/2019 (11:48 PM)
المشاركات :
1,198 [
+
]
التقييم :
1425
الدولهـ
الجنس ~
لوني المفضل :
Blueviolet
الصدقة وحب الأيتام :
ليس هناك أقرب من هذه الإعمال إلى الله بعد الإيمان به وأداء الفرائض ، ومثل هذه الأعمال التي يحقرها الناس هي عند الله عظيمة ، فيتباهى بها أمام ملئه الأعلى .. فالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كان يحببنا لمثل هذه الأعمال ، فكان خير مثالٍ وخير قدوة لصحابته والمسلمين من بعده ، قال عليه السلام : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ) ، وقال أيضاً : ( ما نقص مالٌ من صدقة ) .. فكان الرسول يحث المسلمين على ذلك ، وقد طبق المسلمون أوامر الله ورسوله ، فما وجد فقير ولا محتاج إلا نال من خيرهم .. هنا وصفهم الله سبحانه وتعالى بصفات عظيمة قلما نجدها في زمننا هذا حيث قال : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8 .. فرغم حاجة المؤمنين لهذا المال والطعام إلا أنهم يؤثرونه على إخوانهم المساكين والأيتام والأسرى .
جميع هذه الأعمال تجعل المساكين والأيتام يتضرعون بالدعاء إلى الله لمن أنفق عليهم ، وأصبحوا يتقربون منه ويحبونه ، وهنا يشعر الإنسان الذي يتصدق براحة وشعور بالطمأنينة طول حياته .. فتلك الصدقة هي طهارة لكل ذنب ومعصية ساعدت على إصابة النفس بالضيق والكرب والهموم ، قال تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103 .
صلة الرحم وأثر الابتعاد عن الأهل :
ما أعظم أن يحس الإنسان بوجود أسرة متماسكة تعينة على فعل الخيرات وترك المنكرات !! فللأسرة وتماسكها دور كبير في تخطي الكثير من مسببات الأمراض النفسية .. ونجد أن كثير من الشباب مِن مَن يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل ( الضيق والكرب ) كان سببه بعدهم عن الأسرة .. ففي الأسرة من يخفف عنك الآلام ويزيل الأتراح والمعاناة حين تصاب بمكروه ، بينما تكون وحيداًَ حينما تبتعد عنهم .
والملاحظ أن من يجرب السفر يجده مُر وصعب ، وخاصة على من تعود على صحبة أهله .. وحين يشعر بالضيق لا يزيله سوى الاتصال بأهله والإطمئنان عليهم .. هنا يبقى حبل روحاني يصلنا بالله ، فهذا الحبل لا ينقطع مهما طالت المسافات ، فالله يربط على هذه القلوب المجتمعة على حبه .. وقد بين الله تعالى هذا في الحديث القدسي الذي رواه الرسول عن ربه حيث قال : ( . . . من وصل رحمه فقد وصلني ) فصلة الرحم لها الأثر البالغ في اكتساب النفس قوة تثبتها على طاعة الله .
يتبع (( خاتمة المقال
تــابع الموضوع
ملازمة حلقات العلم ومجالسة الصالحين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فرتعوا ، قيل : وما رياض الجنة ؟ قال : حِلقُ الذكر ) وقال عليه السلام في حديث غيره : ( ما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ) .. فالأمرور واضحة ، والفوائد مغرية ، فمن منا لا يريد أن يكتسب هذه النعم ؟ تكفينا السكينة ورحمة الله ، فبها تطمئن النفس ، وتُسعد بما خصها الله ..
الوضوء وأثره في تهذيب النفس :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليتوضأ ) .. فالوضوء كمطفأة الحريق الذي يطفيء لهيب النفس .. والوضوء باب آخر لطمئنان النفس وجلاء همها ، فالرسول الكريم كان لا ينام إلا على وضوء وطهارة ، ولا يقرأ القرآن إلا على وضوء ، ولا يسافر إلا على وضوء .. فالمسلم حين يتوضأ يستشعر أنه في عبادة ، فلا يريد أن ينقض وضوءه شيء يعصي الله وسروله ، فسنة نبينا الكريم توضح أهمية الوضوء لتهذيب النفس ، وهناك أمثلة أخرى يطول فيها الشرح .
المحافظة على الوقت :
من الملاحظ أن الوقت لا تظهر بركته إلا إذا تم استغلاله الأستغلال الأمثل ، مثل : زيارة الأرحام ، والدعوة إلى الله ، وملازمة حلق الذكر والعلماء .. فهذا الوقت ستزهر ثمرته وتكبر شجرته ويبارك الله فيه .. فبه تطمئن النفس وتسعد بسعادة الآخرين .. بينما نجد أن من يضيع وقته في المحرمات والملهيات مثل : التردد على الأسواق دون حاجة ، ولعب الورقة والشطرنج وألعاب الفيديو ( البلي ستيشن ) نجده يصاب بالإكتئاب نتيجة بعده عن منهج الله ، فتلك الملهيات تميت القلب وتضعف النفس .
وهناك نقطة يغفل عنها الكثير من الناس في حفظ أوقاتهم ، وهي صحبة الأطفال ، فالطفل يمثل البراءة والنقاء وصفاء القلب .. نسعد بسعادتهم ، ونفرح لفرحهم ، نلهوا معهم وننسى أننا كبار ، يفرحوا لذلك ويزداد حبهم وتعلقهم بمن يحبهم ويلاطفهم ، وهذا مدخل لاكتساب القلوب يغفل عنه كثيرٌ من الناس ، وهذا المدخل هو السبيل لأن يكون الإنسان قدوة ، فالأطفال حين يحبون أحداً فإنهم يقتفوا أثرة ، ويقلدوه في كل شيء .. فإن نشأنا على طاعة الله اتبعونا ، وإن خالفناه تأثروا بنا !! فلذلك علينا أن ننتبه لهذه النقطة ، وأن نكون حريصين على أن نصحب أبناءنا وإخواننا وكل طفل إلى الأماكن التي يحبونها ، وأن نعطيهم من وقتنا .. فهذا الوقت كافيء لأن يجلي الهموم التي داخل النفس ، حين تنسى أنك بين هؤلاء الأطفال .
يتبع باقي الخاتمة
تــابع الخاتمة
القرآءة والكتابة وأثرهما في تعديل السلوك : إن أول كلمة نزلت على رسول الله هي كلمة ( اِقرأ ) ولهذه الكلمة مدلولاتها البليغة ، ويكفي أنها أمر من عند الله بأن نقرأ .. فالقراءة تقوي النفس على دحر الجهل ، وتساعد الحق على إزهاق الباطل ، فالعلم سلاح العلماء وعدو الجهلاء والحمقى .. فالنفس البشرية تحتاج للعلم لمعرفة ما يسرها أو يضرها .. فالإنسان المثقف يعي تماماً ما يفعله أو يعمله بعكس الإنسان الجاهل .. لذا نجد أن كثير من الجهلاء يصابون بأمراض الإكتئاب بسبب كثرة وقوعهم في الخطأ .. لذا على الإنسان محاربة الجهل بالقراءة .
والكتابة أيضاً ، فالكتابة تزيل الهموم التي في قلب الإنسان ، فكم من نفس كتبت ما في قلبها فانجلى ما بداخلها !! وجميل لو يفرغ الإنسان ما بداخله ، ويفضفض عما يجول في فكره ليزيل الهموم عن نفسه .. فللكتابة مجالات شتى ، وهي تحفظ للإنسان وقته وشخصيته .
تنشئة الأجيال : من أهم أسس الحياة أن ننشيء أبنائنا التنشئة الصالحة ، وأن نربيهم تحت مظلة الإسلام ، دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فينشأوا على حب كتاب الله وسنة نبيه .. وبهذا تكون قلوبهم قوية وأنفسة صلبة وروحهم طاهرة ، ولن يتأثروا بأي مرض نفسي ماداموا على فطرة الإسلام .
نسيان الماضي :
في أحيان كثيرة يكون الماضي عقبة في طريق تحقيق الأحلام المستقبلية ، ويبقى الإنسان يفكر في ماضيه ، فإما أن يبكي عليه ندماً على ما فعل ، أو يبكي عليه ندماً بما لم يفعل .. لننسى الماضي ولا نفكر فيه ، لأننا إن فكرنا فيه سنتأثر بما نتذكره .. وليكن الحاضر صفحة جديدة في طريق المستقبل ، فلنعمل اليوم من أجل الغد ، وسيكون أمسنا صافياً ألقاً .. فعلى المسلم أن يبدأ حياته بتفائل وأمل وأن ينسى الأحزان كي يعيش في سعادة ، قال تعالى : {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23 .. وفي هذا يقول عكرمة رضي الله عنه : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكراً، والحزن صبراً .
وفي ختام مقالي هذا أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإن فيه الفوز والنجاة .. وهذا ما كان يوصي به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فعن أبى ذر الأنصاري وعن معاذ بن جبل رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .. فهذه الوصية قيلت أمام الصحابة ، فما أحوجنا منهم بها !!
كما ينبغي علينا أن نحفظ الله في سرنا وعلنا ، فإن فعلنا كان الله في عوننا ، وأنزل سكينته علينا ، ولو أدركنا هذه الحقيقة وأعتقدنا بها الإعتقاد الجازم كانت لنا شفاء لما في الصدور ، وهذا ما تعلمناه من دروس السيرة النبوية الطاهرة ، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال كنت خلف النبي - صلى الله عليه و سلم - يوما فقال : ( يا غلام إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف )
ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما .
يشرفني ويسعدني زيارتكم لحساباتي بتويتروانستقرام
ابو خالد الكردشي.
@A_KARDSHE
ابوخالد الكردشي
lkrdshy
فترة الأقامة :
6042 يوم
الإقامة :
منتدى رباع
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.20 يوميا
زهراني كح
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى زهراني كح
البحث عن كل مشاركات زهراني كح