الموضوع
:
الصراع النفسي هموم وندم واكتئاب .
عرض مشاركة واحدة
06/09/2013, 03:33 PM
#
3
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
13772
تاريخ التسجيل :
Jan 2009
أخر زيارة :
07/05/2019 (11:48 PM)
المشاركات :
1,198 [
+
]
التقييم :
1425
الدولهـ
الجنس ~
لوني المفضل :
Blueviolet
أنواع النفوس
هناك ثلاث أنواع للنفس :
1- النفس الأمارة .
2- النفس اللوامة .
3- النفس المطمئنة .
1- النفس الأمارة :
وهي النفس التي تأمر صاحبها بعمل السيئات والخبائث ، ونجد أن قلوب أصحاب هذه النفوس قاسية خبيثة ، وقد جاء في القرآن الكريم ما يبين حقيقة هذه النفس ، قال تعالى : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 .
وينقسم الناس ذوي النفوس الأمارة إلى قسمين :
قسم يعمل السوء بجهالة وبدون علم بما فيه خير أو فساد ، وقد قال الله تعالى عنهم : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17 .. فهذه الفئة من الناس يتوب الله عليهم إذا تابعوا وعملوا صالحاً ولم يعودوا إلى ما فعلوه .
والقسم الآخر هم الذين يعملون السيئات ويدركون أنها مخالفة لفطرتهم التي فطرها الله ، فهذه الفئة يعاقبها الله بضعفين من العذاب إن ماتوا على ذلك ؛ لأنهم يعلمون الحق ولا يعملون به ، وقد بين الله ذلك في قوله : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء18 .. فهم يكفرون بالله ويعلمون أنه الحق ، لذلك كان عقابهم أليماً .
هذه النفس تجعل سمعت صاحبها سيئة ، وأخلاقه رديئة .. كما أنها تضّيق عليه حياته لتتركه يعيش في ظلام ووحشة ، وهي سبب الهموم والاكتئاب ، قال تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
مما لا شك فيه أن هذه النفس هي مصدر الأمراض النفسية التي تؤدي إلى انعكاسات سلبية لأصحابها .. وما حوادث الانتحار والقتل علينا بغريبة ، والسبب هو الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالباً إلى نتائج سلبية .
وقانا الله وإياكم شر هذه الأمراض ، وقربنا منه وإليه في كل الأحوال
.
تابع موضوع النفس الأمارة
النفس الأمارة أنواع - كما ذكرنا : نوع يعمل السوء بجهالة ، والنوع الآخر يعلم الخير ويكفر به ..
كان أحد الأخوة الذين أعرفهم - رغم طيبه واحترامه للناس – كان يدخن ويشرب الخمر ، وكانت السيئات مقرها ذلك القلب الذي كوته الذنوب .. فلم تثنيه مطالب قريب أو بعيد عن فعل تلك المعاصي .. طيبته واحترامه للآخرين جعلته محبوباً ومقرباً بينهم .. فكان حين يصله بريد إلكتروني إسلامي يوزعه لمن يراه يهتم في الأمور الإسلامية ، وإذا وصله بريد إلكتروني قبيح أرسله لمن يحب القبح والعياذ بالله .. فكان لا يتعدى على حقوق الآخرين .
بعد أن عرف صاحبنا كيف يستخدم الإنترنت ، بدأ يشارك في المنتديات الإلكترونية ، ولأنه لم يكمل تعليمه الثانوي كان من الصعب عليه التعبير بما يجول في قلبه من مشاعر .. فجاءني ذات يوم وطلب مني أن أعدل له الخاطرة التي كتبها .. فكانت الخاطرة غزلية بحته .. ساعتها أدركت أنها فرصتي الوحيدة لإنقاذه .. فقمت بتعديل تلك الخاطرة ، فسارع ووضعها في المنتدى .. ولاقت استحسان الجميع . فأوصيته بالتنويع في الكتابة .
وبعد أيام قليلة جاءني مرة أخرى ليكتب خاطرة أخرى .. تصف حاله الذي يعيشه .. فسررت لهذا وساعدته في الكتابة .. فكانت النتيجة أن لاقت الخاطرة ترحيباً كبيراً من الجميع ، وطالبوه بالمزيد .
قلت له : جميل لو تكتب خاطرة روحانية .. وافق صاحبنا .. وعاد في اليوم التالي وهو يحمل في قلبه قبل ورقته تباشير الخير .. كلمات جميله كُتِبَت وأخرى قالها : ( بصراحة أول مرة أحس بأني سعيد ) .. فواصل صاحبنا زحفه للخير ، وعسى أن يهديه الله إلى صراطه المستقيم .
ما نستنتجه من هذه القصة :
هو أن النفس المؤمنة سرعان ما تتغير ، فوسائل التغيير كثيرة وممكنة .. فحبة الدواء الصغيرة تشفي أمراضاً سقيمة بإذن الله ، كذلك الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن يغير ما في النفوس .. وعلينا بوسائل التذكير التلقائية كالكتابة والقراءة والرسم والتصوير .. فلعلها تكون باباً من أبواب التوبة ، ولعلهم يرجعوا إلى أنفسهم فيذكروا ما فاتهم . قال تعالى : {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } النساء110
النفس اللوامة
وهي النفس المؤمنة التي تزين للإنسان المعاصي ثم تلومه على ذلك ، وأصحاب هذه النفوس أكثر عرضة للصراع النفسي من غيرهم كونهم بين خيارين متضادين .. وفي القرآن الكريم ذكر الله سبحانه وتعالى النفس اللوامة في قوله : {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } القيامة2 .. أي بالنفس التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في الاحسان .. هذه النفس خير من النفس الأمارة بالسوء ، ولكنها تبقى متذبذبة من غير استقرار إلى أن تتقي الله وتثبت على طاعته لتبدأ بالتحول إلى نفس مطمئنة .
النفس اللوامة تحتاج إلى توجيه دقيق كي تتمكن من الثبات على الطريق المستقيم ، فإن لم توجه ستقترب من النفس الأمارة ، لذلك يقال عنها أنها صنيعة الران ووليدته الذي يطبع على قلب الإنسان من كثر المعاصي .. هذه النفس لو اعتني بها ووجهت وصقلت وأعينت على الخير لطمئنت وارتقت لتصبح نفساً مطمئنة لا تأبه لما يصيبها من شدائد .
النفس اللوامة هي مصدر الصراع النفسي الذي يعرف بذلك الصراع الناتج بين فكرين متضادين في النفس الواحدة ، بحيث يميل الفكر الأول للخير والفكر الآخر للشر ، ما ينتج عنه شحنات فكرية متضادة تسبب الضعف النفسي لصاحبها نتيجة الصراع الداخلي المستمر .. ويضل هذا الصراع مستمراً إلى أن تثبت النفس على الطريق المستقيم .
يتبع
يشرفني ويسعدني زيارتكم لحساباتي بتويتروانستقرام
ابو خالد الكردشي.
@A_KARDSHE
ابوخالد الكردشي
lkrdshy
فترة الأقامة :
6029 يوم
الإقامة :
منتدى رباع
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.20 يوميا
زهراني كح
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى زهراني كح
البحث عن كل مشاركات زهراني كح