عرض مشاركة واحدة
قديم 12/03/2013, 10:53 PM   #5


الصورة الرمزية ميرنا
ميرنا âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24048
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 11/02/2014 (07:03 AM)
 المشاركات : 491 [ + ]
 التقييم :  4004
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



نور وماذا عن اختيار المكان والوقت والموضوع.؟

بابا يحيى: بالنسبة للمكان فلقد شرح واستعرض عدد لا بأس به من الكتاب والأدباء طريقة اختيارهم للأماكن التي يكتبون فيها فمنهم من لا يضيره الكتابة في الأماكن العامة ووسط الضجيج كنجيب محفوظ.؟!

في حين نرى كاتب آخر يسعده كتابة أعماله بعد أن يأخذ دفقا كبيرا من النقاش والمطالعة والمراجعة في أي مكان تحط به أفكاره، في الحانة أو في القطار أو الحديقة أو في المنزل أو خلف المكتب كتوفيق الحكيم. وهذا ما لا يتفق مع طه حسين حيث ألزمته الحاجة بتواجد مساعدته إلى جانبه في خط أفكاره وطرح مشاعره على مقعد صلد في مكتبه.

أما هيكل فلقد اعتاد على كتابة أعماله في وقت محدد خلف مكتب مرتب ونظيف في مكان هادئ.

إذا اختيار مكانا معينا للكتابة ووضعنا ضمن جو عام خاص بنا للبدء في الكتابة ليست وسيلة ناجعة خاصة إذا ما كان الهدف منها التقليد لخلق محيط مشابه لمحيط بعض الأدباء والكتاب الكبار فلكل منا أسلوبه وشخصيته وطريقته في الكتابة. والبيئة ومكان الكتابة الذي نختاره لا يفيدنا إلا بالقدر الذي نحتاجه ونشعر بأنفسنا فيه.؟

فقد أجد حاجتي خلف طاولة بسيطة في مقهى أو في ظل شجرة في الحقل أو على شاطئ البحر أو في الجبل أو وبكل بساطة في المطبخ أو الحمام أو في السرير.؟!

وقد يوحي المكان والأشخاص المتواجدين فيه ببعض الأفكار والصور للمواضيع التي نحب مناقشتها وقد نكتفي بما تعكسه الأشياء الجامدة حولنا سواء بها أو بظلالها أو بالأصوات التي تصدرها على أنواعها.؟! ( كحفيف أوراق الشجر أو صرير الباب أو هدير الأمواج أو صفير الريح ).

أما الوقت: فإن أي وقت من الليل أوالنهار يشكل اللحظة المناسبة للكتابة والفرق الوحيد هو ما يناسب الكاتب كل حسب ظروفه وشخصيته وطباعه.؟

المهم آلا نؤجل الكتابة عندما تطرق بخواطرها عقولنا فلحظة الإلهام قد تكون عابرة وما تحمله من هدية لازمة لنا قد لا تتكرر كثيرا ولهذا فالكاتب الناجح هو في حالة صيد مستمر للأفكار والمشاهد والمواقف لا يتركها تمر دون أن يأخذ منها مراده ولو على قطعة بسيطة من ورق.؟!

ولا زلت اذكر إلى الآن كيف كنت أسجل بعض الأفكار والخواطر والكثير من الفصول لأعمال -كانت تهبط علي فجأة في المقهى- على أوراق الدعاية أو المحارم وان لم أجد قلما فقد يكون رأس عود ثقاب مطفأ كاف لذلك.؟!

أما الموضوع: فان اختياره يعتمد على إيمان الكاتب به.

فهو يعالج بلا شك موضوعا يحبه أو يرغب التطرق إليه لأنه يلامس بعض من نواح حياته العاطفية أو الاجتماعية ( طفولته، أحلامه، آماله وأمانيه، أو علاقته مع أهله أو أصدقاءه ) أو يخدم مبدأ ما يؤمن به ويرغب في إظهاره وعرضه والدفاع عنه.؟!

إذا فالموضوع هو الابن الشرعي الوحيد لبنات أفكار الكاتب يجسد موهبته وبراعته في القص وتحكمه في النص بكل ما يحويه من عناصر متسلحا بقوة الحجة واثقا بأنه قادرا على إيصال القارئ إلى الجهة التي يريدها والى النهاية التي خطها وهو مزعن لما يسمع مستسلما ومسلما لما يقرأ.؟!



 
 توقيع : ميرنا



رد مع اقتباس