عرض مشاركة واحدة
قديم 12/03/2013, 10:52 PM   #3


الصورة الرمزية ميرنا
ميرنا âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24048
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 11/02/2014 (07:03 AM)
 المشاركات : 491 [ + ]
 التقييم :  4004
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



نور: لنعود الآن إلى موضوع الكتابة وسؤالي من أين ابدأ.؟

بابا يحيى: هناك الكثير من الاجتهادات حول الطريقة التي يجب أن يتبعها الكاتب للبدء في ممارسة فن الكتابة ( اختيار المكان أو وقت الكتابة أو الموضوع ).

أو الأدوات التي يستخدمها لذلك ( كالورقة والقلم ومطالعة الكتب واستعارته لعبارات معينة خاصة به ).

وأنا لا أحب هذه التصنيفات وأميل أكثر إلى أن يكون لكل كاتب شخصيته المميزة في التعامل مع موهبته وإتباع حدسه في تصيد اللحظة المناسبة والمكان المناسب والموضوع المناسب وكذلك الحال في استخدام أدواته الخاصة بما يخدم مبادئه ونظرته للحياة وفهمه لها وهدفه منها.

وبما أنني أتحدث عن فن كتابة القصة وليس أي فن أخر ( كالكتابة الصحفية مثلا ) فان توفر عامل الخيال والخلق والبلاغة في التعبير مهمة جدا للحصول على نص يتمتع بقدر كبير من التأثير ذو حبكة متينة وممتعة بنفس الوقت.

نور: هلا شرحت لي بتفصيل أكثر.؟

سأبدأ بأدوات الكاتب وهي عديدة ومتنوعة وتختلف من كاتب إلى آخر ومنها:

1- يبدأ الكاتب دائما باستحضار ورقة وقلم.؟! وقد يروق له الكتابة بأي قلم يقع بين يديه أو على أي ورقة وقد لا يستطيع الكتابة إذ لم تكن ورقته مسطرة ونظيفة وقلمه يؤدي الغرض المطلوب منه من حيث اللون وسماكة الخط والنوعية وهو ما يعكس شخصية الكاتب وخصوصيته. فلا تجعلي نفسك رهينة لها وعودي نفسك على الكتابة على أي ورقة وبأي قلم يقع بين يديك حتى لا تخسري اللحظات الذهبية التي من الممكن أن تجتاحك لحظة الإلهام، لأن خسارتك لتلك اللحظات قد لا تعوض أبدا.

2- بعض الكتاب من يضع ملخص للعمل الذي يحب التطرق إليه أو معالجته ( مسودة ) وهي طريقة ناجحة ممكن استخدامها إذا ما كانت لدينا مشاريع قصصية أو روائية طويلة تتعدد فيها الأحداث والشخصيات ولها طابع تاريخي حيث من المهم تدوين الشواهد والأمثلة والتواريخ والأسماء.
أما ما يخص القصة القصيرة فهي لا تحتمل الانتظار لأنها هي بذاتها لا تتجاوز أكثر من لحظة عابرة علينا التقاطها وتسجيلها وقد نحتاج ونحن نكتبها إلى تسجيل بعض الملاحظات أو العبارات أو المفردات لمساعدتنا في الحصول على حبكة دقيقة ونهاية منطقية.

3- ( الكاتب في العادة هو قارئ جيد ) وهو لا يترك كتابا دون أن يدون رأيه فيه وموقفه من أحداثه وهذا يفيده بإقامة علاقة متينة بينه وبين النص وكاتبه وقد يفيده ما يتركه من حاشية على بعض الصفحات في التذكير بما أعجبه وأفاده وأطربه منها.؟!

وقد يلتجئ إلى تلخيص الكتاب -خاصة التاريخية أو العلمية أو الفلسفية منها- والتي لا يستطيع الاحتفاظ بها، ( كالاستعارة من المكتبات العامة ) مما يمنحه فرصة دائمة للإطلاع على عبارة قوية أو حكمة أو تحليل.

ولهذا عودي نفسك أثناء مطالعتك للكتب على تسجيل الملاحظات وكتابة الحواشي حول المواضيع التي قد تفيدك في معالجة أي موضوع في المستقبل، خاصة وانك تحتاجين لمطالعة الكثير من الكتب لكبار الأدباء ومن شتى الأجناس الأدبية حتى يتكون لديك عددا مهما من المفردات والمصطلحات اللغوية تساعدك على التعبير بشكل قوي ومميز عما تريدين قوله وكتابته.

4- الأفكار والمواضيع التي نرغب في معالجتها قد تهبط علينا فجأة وفي أماكن لم نتوقعها ولم نكن جاهزين لها ( أثناء الطريق، في الأماكن العامة، في الحمام، أو بكل بساطة في السرير ) وعادة ما تكون تلك الأفكار ثمينة ومهمة جدا لنا وفقداننا لها وعدم مقدرتنا على تسجيلها في الوقت المناسب قد تحرمنا من فرصتنا في التعبير وبطريقة مثالية عن أفكارنا.؟! ولهذا فقد اعتمد البعض على التزود بقلم وورقة -بشكل دائم- لتسجيل الكثير من الملاحظات والعبارات والأوصاف والهوامش ( هناك من يدرب ذاكرته على الحفظ.؟ وأنا واحد منهم حيث أكون في حالة من التحدي في استرداد المعلومات التي عبرت ذهني فجأة باستذكارها بعد ربطها بعلامات معينة وقد أوفق في ذلك وقد افشل وفي أحيان كثيرة تسعى إلي لتضع نفسها بين جمل وسطور لا مكان لها فيها فانقلها إلى حيث يجب أن تكون.؟! )

5- يستعمل كتاب القصة وبشكل متفاوت بعض العبارات والاصطلاحات والتشبيه والأسماء الخاصة بهم تشكل بمجموعها أدوات الكاتب الخاصة، تصبغه بعلامتها المميزة ويكفي أن نتعود على مطالعة أعمال كاتب ما لنتعرف ومن خلال أسلوبه وأدواته عليه.

ولكي تكوني قريبة للقلب سهلة الإقناع بعيدة عن التكلف حاولي قدر المستطاع الاعتماد على عبارات بسيطة وقوية في نفس الوقت ( ما يعتمد منها على البلاغة سأعود إليها ) ولا تجنحي للرموز واستخدام الألغاز والكلمات التي تحتاج للقواميس لتفسيرها لان القارئ ينفر من العبارات الثقيلة والتي تعترض متعته بمتابعة العمل وتعرضه للإجهاد والتعب.؟!

6- أن يتمتع الكاتب بالثقة بالنفس فيكتب دون خوف وان يقرا على أهله وأصدقاءه ومقربيه ما يكتب دون تردد بعد أن يكون قد نقح ورتب موضوعه بالشكل الذي يلاءم طرحه.


 
 توقيع : ميرنا



رد مع اقتباس