30/01/2007, 01:30 AM
|
#8
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
رمّانة ***مشعل السديري
رمّانة
تقليد الأصوات، أو تقليد الحركات، أو التقليد عموماً، هو موهبة اختصّ بها بعض الأشخاص من دون سواهم، فتجد الواحد منهم وكأن عينه (كاميرا) تصوير مسجلة، فيتقمّص شخصية مَن يريد، ويخرجه كما هو، ولكن بشكل هو أقرب (للكاريكاتير)، ولكنك عندما تشاهده تعرف أنه يقصد (فلان) من دون أن يقول لك أحد ذلك. وأعرف واحدا من هذا الصنف المقلّد، إلى درجة أننا أطلقنا عليه اسم (القرد)، على أساس أن القرد مغرم بالتقليد.
غير أن اسم القرد استبدلناه أخيراً باسم (رمّانة)، وذلك لسبب جوهري سوف أحكيه لاحقاً، والغريب أنه كان لا يتعب من حبك (المقالب) بمن يعرف ومَن لا يعرف، بل انه قد يمرض إذا ما مرّ عليه أسبوع من دون أن يورط أحدا في مشكلة (بريئة)، مستغلاً بذلك قدرته الفذّة والعجيبة بتقليد الأصوات.. وبينما كنا مستقرين بأمان الله في مجلسنا، البعض يشاهد التلفزيون، والبعض يلعب (الكوتشينة)، والغالبية العظمى كانت (تسولف) وتتكلم مع بعضها البعض.
وكان ذلك القرد، منتحياً بالركن وفي يده التليفون (الجوال) يهمس به بصوت لا يكاد يُسمع، ولاحظت أن أحد الموجودين قد قام من مكانه ومعه جواله، وخرج من المجلس ليكمل مكالمته، وما هي إلاّ فترة قصيرة وإذا به يعود ويجلس وهو قلق، وبعد دقيقة وإذا (بجوال) أحد الحاضرين يرن كذلك، ويفعل مثلما فعل الأول خرج وأكمل مكالمته ثم عاد. وما هي إلاّ عدّة دقائق، وإذا بالأول يستأذن من الجميع للخروج، حاولنا استبقاءه على أساس أن الوقت ما زال بدري، غير أنه اعتذر لأن هناك ارتباط عمل لا بد أن يؤديه وهو غير قابل للتأخير، وعندما خرج، ما هي إلاّ دقائق وإذا بالثاني يتبعه من دون أن يستأذن من أحد.
ولا بد وأن أوضح لكم أن الأول، رجل رزين بمعنى الكلمة، وموظف (شبه مرموق) ولا تشوبه شائبة، أما الثاني فقد كان (شبه هلفوت)، عايش حياته بدون (طول ولا عرض).
وعندما خرجا، واعتبر الجميع أن الموضوع طبيعي، وكثيراً ما يخرج أحد أو يدخل أحد سواء لغرض أو بدون غرض.
غير أن ذلك القرد المقلد أخذ يضحك، وأخبرنا أنه قلد صوت فتاة، وأطلق على نفسه اسم (رمّانة)، وكلم اللذين خرجا، وواعد كل منهما على حدة أن ينتظرها أمام الصيدلية (الفلانية) وهي سوف تحضر.
الذي حصل أن الاثنين تقابلا أمام الصيدلية، وتضايق كل واحد من وجود الآخر في نفس المكان، وحاول كل واحد أن يصرف الآخر ويبعده من دون جدوى، وكل واحد منهما لا يدري ماذا بنفس الآخر، وعندما طالت المدّة، اتصلت (رمّانة) بالأول قائلة: إنني شاهدت بجانبك شخصا مزعجا لهذا خفت ولم أنزل من سيارتي، ثم كلم الثاني وقال له نفس الكلام، ورجعا إلينا ووجه كل واحد منهما يشبه (الجزمة القديمة)، والمضحك أنهما لم يعودا يتكلمان مع بعضهما البعض، لأن كل واحد يعتقد أن رفيقه قد أفسد عليه الموعد مع (رمّانة).
طبعاً عندما ذكرنا لهما الحقيقة خجلا في البداية ثم تصالحا، في الوقت الذي كانت (رمّانة) قد أطلقت ساقيها للريح، خوفاً من (مرغتها) ـ أي ضربها ـ
وهنا لا بد أن استدرك وأقول: إنني ضد هذه الحركات (الصبيانية)، لأنني اعتبرها بصراحة: (قلّة حياء).
|
|
|