عرض مشاركة واحدة
قديم 11/01/2007, 01:25 AM   #2
مراقبة ومسؤولة منتدى علم النفس و منتدى الثقافه والمعلومات العامه والأحداث السياسيه


rola âيه ôîًَىà

 عضويتي » 1065
 تسجيلي » Jul 2005
 آخر حضور » 28/01/2015 (04:41 AM)
مشآركاتي » 6,221
 نقآطي » 5000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



أخي الحاج: جاهد نفسك، ولا تضعف كما جاهدتها أيام كنت بتلك الأماكن الطاهرة وَالَّذيِنَ جَاهَدُوا فينَا لَنَهْدينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإنِّ اللهَ لَمَعَ المُحْسنينَ [العنكبوت:69].
فَأَمَّا مَن طَغَىَ (37) وَآثَرَ الحَيَاَةَ الدُنيَا (38) فَإنَ الجَحيمَ هي المَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَاف مَقَامَ رَبّه وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الَّهَوَى (40) فَإنَّ الجَنَّة هيَ المَأْوَى [النازعات:37-41].
أخي الحاج: لا يفوتنك أن تكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على الثبات في الطاعات، فأكثر أخي من الابتهال والتوجه إلى الله، أن يسدد خطواتك وأنت تسلك سبيل دينه الحق، وقد كان النبي الأكرم يكثر من سؤال ربه أن يثبته على دينه، سئلت أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعائه فقالت: ( كان أكثر دعائه: { يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك } فقيل له في ذلك؟ فقال: { إنه ليس آدمي إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ } ) [رواه الترمذي وأحمد وابن أبي شيبة، سلسلة الأحاديث الصحيحة:2091].
وفي رواية كان يقول: { يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك } [رواه ابن ماجه:صحيح ابن ماجه:الألباني:166].
أخي الحاج: إذا كان هذا النبي يسأل ربه أن يثبته على دينه، وقد رأى من آيات ربه ما يكفي في أن يثبت قلبه على دين الله تعالى، فكيف بنا نحن؟!! وها أنت أخي في زمان كثرت فيه الفتن وأسباب الانحراف، في زمان لا تجد فيه أعواناً على الحق، بل إذا رأوا منك التزاماً بالدين سخروا منك وأسمعوك كل قبيح، ولكن المؤمن على ميعاد من ربه فلا يلتفت إلى ذلك. فلابد منك أخي أن تكثر دعاء الله أن يثبتك على دينه، وليكن دعاؤك بقلب مخلص، عرف لذة الطاعات واستأنس بالقربات ولا تدعُ دعاءَ غافل لا يدرك ما يقول، فإنك أخي الحاج تحتاج إلى الثبات على طاعة الله تعالى، حتى تقطف ثمار حجك، وتذوق بركته.
أخي الحاج: هنالك أمر مهم أحب أن أذكرك إياه وأنت تعود إلى أوطانك، وهو: إياك أخي أن تنظر إلى نفسك نظرة أهل الغرور، الذين إذا عملوا القليل من الطاعات، رأوا أنفسهم كأنهم أفضل أهل الأرض. ولكن أخي: انظر إلى نفسك دائماً بعين التقصير، فإنك مهما عملت من الصالحات فلن تؤدي شكر الله تعالى في أقل نعمه عليك، وإذا أردت أخي أن تعرف حال الصالحين بعد فعلهم للصالحات فتأمل معي هذه المواقف لتعلم أن عباد الله المخلصين يقرون دائماً بالتقصير. فهذا الصديق أبو بكر بعد توليه الخلافة خطب خطبته المشهورة: ( أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم.. ).
قال الحسن البصري: ( بلى والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضم نفسه ) ويحكي لنا محمد بن عطاء قال: ( كنت جالساً مع أبي بكر فرأى طائراً فقال: ( طوبى لك يا طائر تأكل في هذا الشجر ثم تبعر ثم لا تكون شيئاً وليس عليك حساب، وددت أني مكانك ) فقلت له: أتقول هذا وأنت صديق رسول الله ؟!! ).
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب يقول: ( لو نادى منادٍ يوم القيامة: أيها الناس أدخلوا الجنة إلا واحداً لظننت أني ذلك الواحد ).
أخي الحاج: وهذا رسولنا يعلمنا كيف تكون عبادة الله فكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فإذا سألوه قال: { أفلا أكون عبداً شكوراً؟!! } [رواه البخاري].
وقال : { والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة } [رواه البخاري].
أرأيت أخي إذا كان النبي وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو يقوم بعبادة مولاه تعالى بهذه الصورة أيحق لواحد بعد هذا أن يقول: إني عبدت الله حق العبادة؟!!.
أخي: أهضم نفسك حقها تستقم لك، وإن نظرت إليها بنظرة الكمال، قصّرت بك، حتى يدخلك النقص في أداء الواجبات.
ثم أخي الحاج: أدلك على علاج عجيب للكسل عن مواظبة الطاعات فإنك إن أخذته كان له الأثر العجيب، أتدري ما هو هذا العلاج؟! إنه الموت، فتذكر أخي أنك راحل عن هذه الدنيا إلى دار يُجزى فيها المحسنون والمسيئون، فإن أردت أن تدوم لك بركة حجك، فذكّر نفسك بالموت، فإنها حينئذ تبادر إلى الطاعات وتنشط للعبادات، وهذا النبي يعلّم ابن عمر رضي الله عنهما هذا العلاج العجيب فيأخذ بمنكبه وهو يقول له: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } وكان ابن عمر يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) [رواه البخاري].
قال الإمام النووي: ( معنى الحديث لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه ).
أخي: كان الحسن البصري يقول: ( المبادرة المبادرة فإنما هي الأنفاس لو قد حسبت انقطعت عنكم أعمالكم التي تقربون بها إلى الله عز وجل رحم الله امرءاً نظر لنفسه وبكى على ذنوبه ثم قرأ هذه الآية: إنما نعد لهم عداً ثم يبكي ويقول: أخي العدد: خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك آخر العدد دخولك في قبرك ).
أخي الحاج: وهذا عمر بن عبد العزيز يقول: ( نغّص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من غضارة الدنيا وزينتها، فبينما هم فيها كذلك وعلى ذلك أتاهم حياض الموت فاخترمهم فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت ويذكره في الرخاء فيقدم لنفسه خيراً يجده بعدما فارق الدنيا وأهلها.. ) ثم غلبه البكاء فقام.
إخواني إلى كم تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الأمل وتغترون بفسحة المهل ولا تذكرون هجوم الأجل؟ ما ولدتم فللتراب وما بنيتم فللخراب وما جمعتم فللذهاب وما عملتم ففي كتاب مدخر ليوم الحساب.
أخي الحاج: لقد نثرت لك ما في مكنون قلبي، وأهديتك هذه التحف، فتأمل فيها، ثم إني أسأل الله تعالى أن يثبتني وإياك على دينه الحق ويرزقني وإياك السعادة في الدارين


 

رد مع اقتباس