20/12/2006, 03:13 PM
|
#12
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
الحكماء دوماً يبحثون*****سمير عطا الله
الحكماء دوماً يبحثون
هناك مشكلة ملازمة هذه الأيام وهي ان الذين تحب الإصغاء اليهم يديرون مواقع الكراسي ويطرحون الأسئلة عن البلد الذي يقلق جميع العرب. واعتقد ان جميع العرب، خصوصاً المسؤولين، يفضلون الاصغاء الى الدكتور اسامة الباز، مستشار الرئيس مبارك للأمن القومي، ولذلك اعتذرت عن الاجابة على اسئلته حول لبنان، وصمدت في كرسي الصحافي الصاغي، واذا عثرت على شبيه لأسامة الباز في قصور الحكم العربية فمن الصعب ان تعثر على خبرة مشابهة في سياسات الشرق الأوسط. كذلك من الصعب ان تعثر على صاحب موقع في هذه الأهمية يصرُّ على ان يودّع ضيوفه حتى باب الحديقة، كأنما التواضع وحده يزيد في رفعة الرجل.
لم اجد عند اسامة الباز خلال ساعة كاملة سوى القلق. لبنان شديد التعقيد. والانزلاق الفلسطيني المتسارع بعيد التصديق والجسم العربي العام معتل، فهل من وسيلة لمعالجته. ويتساءل اسامة الباز، لماذا لا تبحث عن حكماء وخبراء في كل بلد عربي. وتطلب منهم الاجتماع. ثم بعد الاجتماع ينقلون افكارهم الى اصحاب القرار في السلطة وفي المعارضة ونخرج من هذه الانفاق والمآزق. أو على الأقل، نحاول الخروج. ثم تساءل: لماذا لا نسمع نحن في مصر الى غسان سلامة مثلاً، تسمعون انتم في لبنان الى محمد بن عيسى، ونبحث عن اسم في تونس وآخر في الجزائر.
وأجبت: ان الفكرة جميلة. لكن قبل مصر يجب ان نسمح لغسان سلامة بالعودة إلى لبنان. ويجب ان نقنع اللبنانيين بالاصغاء الى غسان سلامة بدل الاضطرار الى تلويث آذانهم بما يطل عليهم كل يوم حديثو النعمة السياسية من صبية فاقعين.
يقول الدكتور الباز ان الضياع العربي سببه الأول تعنت اسرائيل وجهلها بأحوال العرب، خصوصاً جهلها بمصلحتها. فكلمة السلام لا تزال ترعبها.
ومنظروها لا يزالون يحلمون بأن يسيطر خمسة ملايين على 350 مليوناً، ولا يدركون ان ثمة طريقاً واحداً هو طريق الحقوق الشرعية والقانون الدولي والمفهوم الكوني للسلام والعدالة. واعطي مثالاً ما تعرض له اسماعيل هنية عند معبر رفح. وقال ان الرجل صرَّح بالأموال التي يحملها للجانب المصري، فما شأن اسرائيل في الأمر.
أجبت اسرائيل دولة عدوة وتتصرف كعدو مستكبر ومتجبرة لكنني لا افهم كيف يسمح رئيس حكومة لنفسه بأن ينقل اموال شعبه في شوالات. اموال الشعب ُتحوَّل عن طريق البنك المركزي. واذا تعذر ذلك او استحال، تُحوَّل عن طريق مصر. او عن طريق فرنسا. لكن كيف يمكن لمسؤول ان يحمل مال الناس نقداً في حقائب معرضة لعوامل كثيرة، ابسطها خطر المصادرة من دولة تدوس قوانين الأرض. وقال الدكتور الباز ان اعمال اسرائيل تغير المقاييس في المنطقة وتزرع الفتن وقد كان ردها على خطف جنديين في لبنان بعيداً عن اي قاعدة في التعامل حتى بين الأعداء. لقد دمرت لبنان وخلخلت توازناته السياسية. وعاد يكرر السؤال. ما هو أقرب الحلول في لبنان. وقلت لا ادري. نحن لسنا في حالة طبيعية او عادية. ولا يبدو ان في نية الفرقاء الوصول إلى تسوية. وفي مثل هذه الحال تُرفض اهم الحلول لأصغر الاسباب. والدليل ان الفريق الذي يطالب بانتخابات مبكرة في لبنان يرفضها رفضاً قاطعاً في فلسطين. والفلسطينيون على حافة حرب اهلية لأن حماس لا تريدها في حين ان قوى المعارضة في لبنان تضع البلد على حافة حرب اهلية لأنها مصرة على الانتخابات المبكرة. وهذه القوى ترى في الدعوة الى انتخابات حقا شرعياً بينما ترى في الدعوة الى انتخابات رئاسية كفرا موصوفاً. ثمة غائب اساسي في السياسات العربية هو القانون. فعندما يكون هناك قانون يكون هناك وضوح. لكننا غارقون في التأويل لا في التفسير. والتأويل سبيل من سبل الفتنة والمواجهة. والعياذ بالله مما نرى ومما لا نرى.
إلى اللقاء
|
|
|