اللغة العربية ليس بدعا من اللغات في نشأتها وتطورها وتوحدها، فقد كان العرب قبائل متعددة متوزعة في شتى أنحاء الجزيرة العربية الواسعة التي تشتمل على بيئات مختلفة يلتقي فيها بعضها ببعض، وينفصل بعضها عن بعض بعوامل جغرافية وثقافية وحضارية في أزمنة وأماكن خاصة، أدت إلى سماع بعضهم ألسنة من غير بني جنسه، مما وقع تحت تأثيره وحسه، وكانت لهم لهجات مختلفة حسب تنوع بيئاتهم وتعدد ألوان حياتهم وثافاتهم ولا ريب أن ذلك كان له أثره في استقلال بعض هذه اللهجات، واتصال بعضها بغيرها أحيانا أخرى ، وكان هذا وذاك عاملين على الانقاسم تارة والتوحد تارة أخرى.
ثم كتب لبعض هذه ا للهجات أن يحيا ولبعضها أن يموت نتيجة أسباب كثيرة، ثم ظهرت لغة عامة ، تحدث بها العرب جميعا في محافلهم وأسواقهم ومجالات القول عندهم.
ولما نزل القرآن الكريم عمل على شد أزر هذه اللغة الموحدة واستمرار حياتها راسخة البنيان عالية الذرا
|