دوحتي ... متى تكسوكِ الأوراق ..؟
نبتة أصلها بذرة صماء وضعتُكِ يدي داخل
حوض شائكٌ حفاظا عليكِ من كل عابث.
ها أنتِ يهتز جذعكِ مع إشراقه كل شمس
تُسلط أشعتها لتربي على سطح أرضنا الطيبة .
ورقة بعد ورقة ،
وعيني لا تكاد تفارق تلك الأغصان .
يطيب لي المسح على كل ورقة شقّت ساعدك الليّن
وكأن يدي تلامس يد طفل في المهد
لا يرى إلاّ شعاع ضوء يعتقد إن الأنام كله من حوله
لا يدري أن تلك اليد التي امتدت إليه تنعم بملمسه
وكأنه حرير صيني .
عيناي ترقبُكِ صباحا ومساء .
كتبت على كل ورقة كل حب وحنان
حتى لا تكبري وتنكري ما كٌتب .
تزيدُكِ كلماتي اخضرارا ورواء .
سقيتك بماءٍ بعد ظمأ كُدت تفارقين الحياة .
امتدت جذوركِ على حين غرة مني
حتى وصلت في أعماق قلبي
وكأن لسان حالكِ يقول ضمنت البقاء .
إلاّ أن جذوركِ بدت تنقبض ، وتتناقص
حتى أن قلبي كاد أن ينقبض
مع كل تناقص لجذوركْ .
دوحتي إن وجدتي غير دمي يُروي عطشُك
فدعي قلبي يعيش ما بقى له ، وإن كان من يسقي عطشُك
لا يعتني بك ِ فدعي قلبي يكمل ما بقى له .
نعم دوحتي متى تكسوكِ الأوراق .