هدأت النفس ، سكنت الجوارح
حلّ فصل الربيع ، تعالت أصوات العصافير
معلنة بداية ذلك الفصل
عادت بعض الطيور المهاجرة لتشاركنا
فرحنا ،وربيعنا ، تسلقت الأعشاب أشجار
الصنوبر ، تفتحت الزهور لتعطي
عطرا يفوح المكان ليقول لا تغادر ساحاتي
الممتلئة بمثل هذا ، أنساب الماء جداول الخير
، لتكون مجرى يلتقي به العشاق
قاطبة ،وتغمرهم فرحة الربيع
من بعد ثلاثة فصول مضت .
فُتحت الأبواب للسمار طربا ،
والقمر يصاحبهم ،ويزيدهم فرحا .
تتلكأ النفوس للتعبير عن مشاعرها
، بل قد تنسى أن هذا الفصل
هو فصل الخروج إلى الفلاة لتزيد
من استنشاق تلك الأعشاب الزاهية ،
وهي تحمل كل الألوان ، ليأخذ كل
ما يهوى منها ويدع
لمن يهوى الألوان الأخرى .
تسابق مع الزمن تلتئم القلوب
قبل نهاية هذا الفصل ومن ثم يبدأ
الخمول المرتقب ، أو يأتي فصل
آخر غير محبب للقلوب ،
بل يزيد ألما رغم ما تكنّه من محبة وصفاء
، وحتى الخمائل تأخذ في الانكماش
لتودع هذا الفصل وتبدأ دورتها الجديدة
في ربيع قادم .
ذلك الفصل القارس الذي يحسب
له العاشق ألف حساب ،
لا يدري يلتف بمعطفه ،
أو يترك للبرودة أن تنهك فرائصه
ناهيك عن كثرة المياة وابتلال الأرض ،
ومن ثم يحوس الطين واطيها .
لكم التحية .