بعض قدامى نجوم الكرة السعودية من اليمين: أحمد الدنيني (رحمه الله) - الصاروخ - ناصر الجوهر - فهد بن منيف (سعدا)
صلاح الزهراني
منذ أيام قلائل، كنت أتابع أحد البرامج الرياضية على إحدى القنوات الفضائية المصرية، وعلمت ان اتحاد الكرة المصري، قد تبنى فكرة تحت مسمى «يوم الوفاء» وهو مناسبة سنوية يتم فيها تكريم قدامى الرياضيين والسؤال عن أحوالهم، ومتابعتهم لتوفير أسباب العيش الكريم لهم ولأسرهم، ليسعدوا ما بقى لهم من أيام على صفحة الحياة، لقاء ما قدموا لبلادهم من عرق وجهد لرفع راية بلادهم وأنديتهم خفاقة عالية على منصات التتويج المحلية والاقليمية أو الدولية.
فما أجمل هذا الوفاء، لفتة كريمة وشعور طيب، قد يخفف آلام المرض، أو يمسح دمعة تجري في المآقي حسرة على ما آل إليه الحال، وتقلب الدنيا وكثرة العيال، ويدا تمتد لتأخذ بيد محتاج أو مساعدة ضعيف، وليس بالضرورة ان تكون حاجته إلى المال أو المسكن أو الرعاية الصحية، بل الرعاية الاجتماعية، فلطالما صفقت له الأكف وخفقت له القلوب محبة وإعجاباً، واليوم هو في أشد حاجة إلى ان يشعر ان الوطن ممثلاً في أبنائه الكرام البررة الأوفياء مازالوا يقدرون له عطاءه ودوره مازالوا يكنون له الحب والاحترام وأنه مازال الإنسان القريب من قلوبهم وسيظل إلى ان يلقى ربه.
لقد شعرت بارتياح شديد لهذه الفكرة السديدة، وتمنيت لو ان بلادي أو بالأحرى اتحاد الكرة السعودية يتبنى هذه الفكرة وينشئ صندوقاً للرعاية الاجتماعية لقدامى اللاعبين، تكون مهمته التواصل مع هؤلاء الفرسان الذين قد تضيق بهم معايشهم عسراً بعد ان عاشوا اليسر كله، وعيادة المريض منهم وإعادة البسمة إلى شفتيه، وتوفير أسباب الحياة الكريمة لهم ولأولادهم من بعدهم، هذا هو الوفاء الذي يستحقونه، فهل آن للمدين ان يسدد دينه ويؤدي واجبه نحوهم، ليشعروا أنهم في العين والخاطر، وان النسيان لم ولن يستطيع ان يغيبهم بين طياته، فهم ملء السمع والبصر، وهم في القلوب قبل العيون، وان الوطن فيه متسع لكافة أبنائه وان الوطن لا ينسى أبناءه الرياضيين، والمواطن لا ينسى شقيقه الذي بذل الجهد والعرق لرفع راية البلاد أو الأندية السعودية خفاقة عالية على منصات النصر والمجد، ولنرى ما يمكن ان يسفر عنه ذلك من عطاء وانتصارات وأمجاد في هذا المجال بمشيئة الله.