عرض مشاركة واحدة
قديم 27/12/2009, 01:12 PM   #1668
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
 المشاركات : 64,173 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



عكاظ

تسع دول عربية وإفريقية تعاني من إدمانه
«الـخـوبـة» تخزينة مجانية لمضيف «العتالة»

جولة: ابراهيم عقيلي
«الخوبة» هي الوجهة الثانية للباحثين عن القات. وسوق خصب لتجار الممنوع. اهميتها لديهم تلي المصفق مباشرة. فلا يفصلها عن اليمن سوى امتار معدودة حتى ان بعض جبالها تتقاسمه الحدود لذلك لايصعب على المتسللين قطع المسافة مشيا على أقدامهم. قصر المسافة شجع بعض اليمنيين على عرض بضائعهم في سوق الخوبة الاسبوعي. هؤلاء يأتون مشيا ويعودون عند نهاية السوق مباشرة ويبيعون كل شيء كالطيور والحيوانات المفترسة والأواني المنزلية القديمة والبهائم. تجارة القات في الخوبة ليست كما هي عليه في المصفق. فلا تتوفر فيها اسواق خاصة بالقات كالتي رأيناها في المصفق ولكن البيع يكون في بعض المنازل التي اصبحت معروفة لدى الزبائن القادمين من المحافظات والقرى الاخرى الراغبين في قات طازج وطري. قصة تجارتهم تبدأ بتعاقد شفهي بين المهربين الذين يسمونهم «العتالة» وبين اصحاب بعض المنازل في الخوبة وقراها صاحب المنزل يتكفل بأن يفتح بيته للمهرب على ان يقوم المهرب بعرض بضاعته للزبائن مقابل عمولة يتفق عليها مسبقا واعطائه كمية من القات.
يقول محمد عبده احد سكان الخوبة: نعاني كثيرا من تداخل القرى وكثرة السكان مما يزيد من عمليات التهريب وهذه القرى بعضها يقع خارج النطاق الحدودي مما يعيق الوصول اليها من قبل الجهات الأمنية الاخرى ففي اليوم الواحد تتم مابين 30- 40 محاولة تهريب بالإضافة الى عمليات التسلل وأعتقد أن سبب تفاقم المشكلة هو تعاون بعض المواطنين مع المتسللين الذين يقومون بتشغيلهم والتستر عليهم ومساعدتهم في الذهاب الى المناطق الأخرى الامر الذي جعل عمليات التسلل تتم بشكل كبير ربما تصل الى 200 حالة تسلل يوميا عبر الخوبة.
شراء القات
عند وصولنا للخوبة دلفنا الى احد المنازل المعروفة ببيع القات بعد ان سألنا عن مكان بيعه فوجدنا من يدلنا عليه بدون عناء والغريب ان هناك من يدلك عليها وهناك من يستقبلك حتى لو كنت غريبا. ولجنا الى داخل المنزل فوجدنا كما حدثونا.. صالة كبيرة يعرض فيها القات وعددا من الزبائن يقفون على رؤوس بعض المجهولين اليمنيين الذين قاموا بنقل القات الى الخوبة فهم الذين يباشرون البيع وصاحب المنزل يجلس في احد الزوايا يتابع الامر عن كثب. طلبنا رؤية بضاعتهم ففتحوا بعض الاكياس وعرضوا ماتحتويه. قال احدهم: هذا قات شعفي وهذا بلدي. والسعر لا يختلف عن بعضه.. مئتا ريال للحبة الواحدة. تظاهرنا بأن المبلغ كبير يفوق طاقتنا ورحلنا بعد ان التقطنا بعضا من الصور لعمليات البيع.
هذا هو السيناريو الذي يدور في الخوبة. وهذه هي تجربة البيع والشراء هناك. والقات متوفر على مدار الساعة والمتسللون يشقون طرق التهريب على مدار اليوم فالطلب يفرض عرضا مستمرا لتلك التجارة الرابحة. فلو قام المتسلل ببيع هذه البضاعة في اليمن لن يربح فيها اكثر من اربعين ريالا للحبة الواحدة ولكن بعد ان يحملها مسيرة 500 متر على الاقدام ستتضاعف الارباح.
العتالة
يقول «محمد.ش» أحد سكان الخوبة: التهريب من اليمن الى المملكة يتم عن طريق العتالة والحمير ولا تتوفر طريقة اخرى لنقل تلك البضائع الممنوعة. فالتهريب بالسيارة يعد أمرا صعبا للغاية وطرق كلها اصبحت مكشوفة عند رجال الجمارك ولكون نسبة مرورها ضئيلة ابتكر اولئك المهربون طرق التحميل على ظهور الحمير او على ظهورهم وبذلك يضمنون وصولها حتى لو كانت الكمية بسيطة. واذا كشفت فستكون الخسائر اقل بكثير. فنحن كثيرا ما نرى اولئك المتسللين وهم يسيرون مشيا على اقدامهم يشقون الصحاري والجبال الى ان يصلوا الى القرى الحدودية السعودية وغالبية المتسللين يفدون الى هنا اما بغرض التهريب او العمل في الرعي او العمل في مجال البناء. ومما ساهم في تفشي هذه الظاهرة تستر بعض المواطنين عليهم وتعاونهم في ترويج القات مما زاد في انتشاره في جميع قرى الخوبة.
ويقول «فهد.ض»: هؤلاء المتسللون يجلبون القات لغالبية القرى المحيطة بالخوبة ومنها الخشل والجابري والعطن والمروة وسودانة وسلعة والمجدعة والقرقاعي وقوا والكبشية والبحار والمسودة. ويأتون به من جبل نظير باليمن فهم يجلبون القات الذي يسمى بالنظيري والشعفي ونوع اخر يسمى بلدي. ويبيعونه باضعاف ثمنة لأنهم يعرفون ان بضائعهم مفضلة لدى متعاطي القات. وتقوم دوريات حرس الحدود بمطاردتهم بشكل مستمر الا انهم يختبئون بين الاودية والجبال والاشجار ويفر منهم من يفر ويقع في قبضتهم من يقع. وأرى من الضروري ان يعاقب كل متسلل يفد الى اراضي المملكة خاصة المهربين منهم فالاجراء الذي يتم حاليا هو مصادرة ما معه ويتركونه يعود الى حيث اتي وهذا الامر يدعو المتسلل لمعاودة الكرة مرة اخرى.
التهريب لمناطق اخرى
ويقول اخر: تهريب القات الى الخوبة يتخذ اشكالا عديدة فبعض الكميات الواردة تباع في الخوبة والقرى المحيطة بها كالخوجرة والمبخرة ووعلان والرميح وبعضها يأتي للمرور فقط ومن ثم نقله الى مدن اخرى خارج جازان كمدينة جدة والرياض وغيرها. وهذه البضائع تختلف عن التي تباع هنا فهي من نوع خاص يتميز بتحمله للحرارة وطول المسافة التي سيقضيها المهربون لنقله الى خارج جازان. فتبدأ الخطوة الاولى بتحميل ثلاثين الى اربعين حمارا بهذه الاعشاب الى ان تصل الى الخوبة وقراها ومن ثم ينقلها مهرب اخر بواسطة سيارة الى مدينة احد المسارحة مثلا ومن ثم الى ابوعريش والى الدرب الى ان تصل الى جدة. فهذه العملية تتطلب اكثر من مهرب. وتقوم نقاط التفتيش المتمركزة في طريق الساحل بكشف العديد من تلك السيارات المحملة بالقات ولهم وسائل عديدة في التهريب. فقد رأينا مرة سيارة تحمل اقمشة بكميات كبيرة تقف عند احدى نقاط التفتيش في جازان وبعد دقائق اخرج رجال الامن من داخل تلك الاقمشة اقرافا من القات مخبأة داخلها.
المساح
ويقول «فهد.ش»: سيارات التهريب تعمل كثيرا لنقل القات الى مناطق اخرى ولها سائقون متخصصون يعملون في هذا المجال وقد ابتكر المهربون طرقا جديدة في التهريب ليكون عملهم اكثر امنا من السابق حيث اصبحوا يستعينون بأشخاص آخرين يمسحون لهم الطريق كما يقولون أي يرصدون لهم الطريق قبل ان يعبروه. الى ان يصلوا الى الجهة المطلوبة مستعينين بذلك على استخدام تقنية الجوال. يقوم المساح بالسير في الطريق الذي سيسلكه المهرب قبل السيارة المحملة بكيلومتر تقريبا ليقدم افادته للمهرب بوضع الطريق والنقاط التي ستواجههم ومدى دقتهم في تفتيش السيارات. ويستعينون عادة بالشباب الصغار وخاصة من العاطلين عن العمل مقدمين لهم مبالغ مالية مقابل تلك المهمة. وتقديم كمية من القات اذا كان المساح يتعاطى القات.


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس