عرض مشاركة واحدة
قديم 19/12/2009, 01:27 AM   #1446
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
 المشاركات : 64,173 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



الدفاع عن الوطن وردع الحوثيين..محاولة لقراءة ميدان المعركة



:: شاكر أبو طالب

كتب صالح محمد الخثلان مقالاً في صحيفة الوطن السعودية بعددها الـ 3361 الصادر صباح السبت 25 ذو الحجة 1430هـ الموافق لـ 12 ديسمبر 2009م، بعنوان (التصدي للحوثيين: رؤية أخرى)، ذكر فيه بعض الأفكار المهمة، والمختلفة عما سبق طرحه في الأربعين يوماً الماضية، مذ اندلاع الحرب في
(الحدّ الجنوبي).
وأظنّ أنّ بعض الكتاب والصحافيين منعه تردد مستمر في مناقشة الوضع في جنوب منطقة جازان، خوفاً من تأويل ما سيكتبه واستخدامه ضده للنيل من وطنيته أو ولائه لهذا البلد الكريم، أو رهبةً من طرح تساؤلات ربما تحاكم محاولات الإجابة عنها بحجة تثبيط الروح المعنوية لإخواننا المرابطين على خط النار.
ذكر الخثلان أفكار جديرة بالنقاش، من ذلك المبالغة في التغطية الإعلامية من قبل الصحافة السعودية، إذ يرى الخثلان أن وسائل الإعلام السعودية "..تصور العمليات ضد المتمردين وكأنها حرب شاملة، وتستخدم عناوين "نارية" بعضها يذكر بما كانت وسائل الإعلام العربية تستخدمه من شعارات في تغطيتها للحروب مع إسرائيل"، ويستغرب الخثلان تقليل بعض وسائل الإعلام "..من شأن المتمردين الحوثيين إلى درجة الاحتقار ووصفهم بالجرذان"، ويخلص الخثلان أن "..للإعلام دوراً مهماً في دعم العمليات العسكرية بالتعبئة وشحذ الهمم ...هذا الدور يتطلب صياغة دقيقة وحذرة للتغطية والمتابعة".
وترك صالح الخثلان خاتمة مقاله لملاحظة مهمّة، المتمثلة في "..أن استمرار العمليات العسكرية هذه المدة رغم ضعف الخصم يدعو للقلق، وأخشى أن تكون مؤشراً على تحول العمليات إلى حرب استنزاف...لذلك ومن أجل تجنب هذا الاحتمال فأظن أننا بحاجة إلى دعم العمليات العسكرية بمسارات أخرى للتحرك لصد العدوان، وعلينا أن نتذكر أن تمرد الحوثيين مشكلة يمنية بالدرجة الأولى، وهناك خلاف حول أسباب التمرد...وفي ظني أننا لسنا مطالبين بتأييد رؤية دون أخرى، ولكن المهم والمؤكد هو أن استقرار اليمن يعد مطلباً إستراتيجياً للمملكة، فأمن البلدين لا ينفصل عن بعض، وهو ما يجب التباحث فيه مع الأشقاء في اليمن، فليس بيننا وبين الحوثيين خلاف للتفاهم حوله كما يزعمون ولكن مشكلتهم داخل اليمن".
في الأيام الأربعين الماضية لقيام القوات السعودية بالدفاع عن تراب الوطن ضد اعتداء سافر وثقه الحوثيون في موقع "اليوتيوب" الإلكتروني كدليل إدانة لهم من حيث لا يعلمون، طهّر شباب سعوديون بدمائهم تراب الوطن الذي دنسّته بعض الأقدام الحوثيّة، ندعو الله أن يتقبلهم شهداء ويوفيهم أجرهم وإحسانا، ولكن ما يحزّ في النفس أنّ معظم الشهداء الأبطال أريقت دمائهم نتيجة أسباب غير مقبولة، على الأقل لديّ، فبعضهم ـ إن صحّت الروايات المتواترة ـ قتلته قرارات عسكرية مرتجلة وخاطئة، وبالتالي لا يمكن تجاهلها أو غفرانها، لأننا في حالة حرب واستعداد تام، أو هكذا ينبغي، وبعضهم أزهقت أرواحهم بحيلةٍ حوثيّة تكررت كثيراً كما ذكر لي بعض الجنود السعوديين، فقد قضيت إجازة عيد الأضحى المبارك على بعد 27 كيلومتراً فقط من جبهة القتال، والحيلة تتمثل في ارتداء بعض العناصر الحوثيّة الزيّ العسكري الرسمي للجيش اليمني، وبالتالي يصعب تمييزهم، إلا بعد أن ينفذوا كمينهم ويطلقوا النار فجأة على صدور جنودنا البواسل، أو إطلاق النار غيلةً على ظهور أبطالنا المرابطين لظنّهم أنّهم من الجيش اليمني!.
كشفت الحرب الحالية أنّ قواتنا الجويّة في ذروة استعدادها، وكذلك الأمر بالنسبة للقوات البحرية، واستطاعتا هاتين القوتين عزل الحوثيين بشكل كبير، فالقوات الجويّة صعّبت حركتهم في الجبال الوعرة، وقطعت القوات البحرية الإمدادات التي تزوّد الحوثيين بالعتاد، ولكن الحرب أيضاً ـ وللأسف ـ كشفت عدم استفادة غرفة العمليات من الحروب الإقليمية والعالمية السابقة، فبالأمس القريب خاضت قواتنا العسكريّة حرب الخليج ونجحت في تبديد الخطر مع قوات شقيقة وصديقة، ونتذكّر جيّداً تعامل القوات الأمريكية وحلفائها في حربي أفغانستان والعراق، وكيف أنّها لم تقحم جنديّاً واحداً في ميدان المعركة إلا بعد أسابيع من القصف الجوي المكثّف لتمهيد أرض المعركة، ولتقليل فرص المفاجأة من خلال تدمير معظم مواقع وعتاد وقوى الطرف الآخر في تلك الحروب، بعد هذا كله كيف يسعني تصوّر الزجّ بجنودنا مذ اللحظة الأولى؟!، وكيف يمكنني تصديق أن الحوثيين بإمكانهم اعتراض الاتصالات بين القوات السعودية واليمنية والاستفادة من المعلومات المتبادلة بين الجيشين النظاميين لنصب أكثر من كمين لأبطالنا الذين في مقدمّة الخطوط الأمامية؟!.
وكيف يمكن التسامح مع التصريحات اليومية للقيادات الميدانية لوسائل الإعلام السعودية، والتي تتكرر في معظمها أن العناصر الحوثية باغتت أو فاجأت قواتنا العسكرية؟! أو لسنا في حالة حرب حقيقية؟! أو لسنا في كامل الجاهزية والاستعداد؟! إذاً كيف يمكن تمرير كلمة المباغتة أو المفاجئة بهذه السهولة؟!، بل كيف يمكن قبول فكرة استطاعة الحوثيين مهاجمة موقع سيطر عليه الجيش السعودي ومشّطه وتمكّن من بسط قوته عليه؟!، والأدهى من ذلك كله المحاولات المستمرة من قبل القيادات الميدانية للجيش السعودي لإقناع الرأي العام بأنّ الحوثيين يستخدمون السّحر والشعوذة للتخفي والتنقّل والتسلّل ونصب الكمين لجنودنا الفدائيين، وإمعاناً في ذلك استقدمت قياداتنا الميدانية للجيش السعودي أكثر من شيخ ورجل دين لإبطال سحر الحوثيين وشعوذتهم!، لا شك أنني متيقن من حقيقة وجود السّحر والشعوذة في الحياة البشرية، ولكن في إطاره الضيّق واستخدامه المحدود، وإلاّ لتسيّد العالم منذ زمن بعيد السحرة والمشعوذين، وبالتالي فإنّ هذه شمّاعة واهنة لتعليق أخطاء عسكرية في حربٍ، فالحرب ـ تاريخياً ـ لا ترجّح سوى الأقوى تقنية ودربة.
ما ذكرته هو جزء بسيط من الجانب العسكري للحرب الحالية، الذي أتمنى أن تتقلص الأخطاء فيه كي ننتصر بإذن الله في القريب العاجل، وهو أمر مهم، لكن الأهم هو الجانب السياسي والدبلوماسي، الذي أتمنى أن يتم بسطه في مقال مكمّل لهذا المقال، لكنني في نهاية القول، وكما بدأت، دافعي لكتابة السطور البسيطة الماضية وطني بالدرجة الأولى، ومن باب مسؤولية القلم وإراحة الضمير، وكم أتمنى ألاّ يظهر لي في قادم التعليقات من يزايد على وطنية هذا المقال أو الدخول في نواياه، مع خالص الدعاء للوطن بالاستقرار والأمن.


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس