إلى رحمـات الله فـي الشهـداء= لك الخلد يا "عمري" جلّ دعائـي
أيا بطـلاً تبقـى مسيـرة ماجـدٍ= لك الخلد في الأمـوات والأحيـاء
فمن ما ت من دون البلاد بني له= وطناً من الأمجـاد فـي العليـاء
يظل على هام ٍ من الذكر لم يـزل= يردد فـي الأرجـاء والأضـواء
تخيرك الرحمن في ساحة الوغـى= وعن نجـدة الأوطـان بالأبنـاء
رحلت كطير يلثم الزهـر بالعـلا =ويشدو إلى الزهـراء والجـوزاء
كأني بأصـداء النشيـد مقاطعـاً= من الحب يا خير الديـار فدائـي
أمـوت لتبقـى خالـداً لا يمسـه= زبانيـة الأحـقـاد والأعــداء
وهل يستوي الشّهم الأبي إذا بـدا=ومن ذا يسوي الـداء بـالأدواء
ويا وطناً آنست في أرضك الهدى= وأُشْربت عن كف العطاء وفائـي
فديتـك موفـور المعـزة لا أرى= سواك شهـي الأمـن والأمنـاء
فديتك تبقى موئل العطر والنهـى= ومفخـرة الأمجـاد والعظـمـاء
فديتك عن حب وعن طيّب والهوى= هو النابض المخضل في أرجائـي
وهل مثل أوطان الرجال سماحـة= ومثل هوى الأوطان في الخلصاء

أيا بطلا إنـي رثيتـك قبلـه=للحب فيك وهاجني إستعبـار
ووجدت فيك مشاعري منساقة=لما نعوك وجـاءت الأخبـار
اليوم عدّت أزف ألف بشـارة=وعلى جبينك للبطولـة غـار
فالخالدون هم الذيـن نجلّهـم=وهم الذين تحـدّث الأشعـار
فلك الخلود أبيّنا الشهم الـذي=مـن حولـه تتـلألأ الأنـوار
ولك البقاء حفظت من كيد العدا=وسلمت كـل سلامـة أذكـار
تتحمد الرحمن عودك سالمـا=وعلي قدومك تنثـر الأزهـار
وسلمت يا وطني الأبي ومن له=وعلـى رؤاه تعلـق الأنظـار
وطن هو التاريخ ما وقفت هنا=أحداثـه وتصفـق الأمصـار
وطن هو التوحيد عن أفضالـه=الحـب فيـه تديّـن وشعـار