الدكتور الغالي الحبيب الموسى : جزاك الله ألف ألف خير على ما كتبت ، دكتورنا الحبيب الغالي والله والله إني أحبك في الله ، أنت تكتب وكأنك تبحر في أعماق البحار أي بمعنى في أعماق النفوس ، جزاك الله خير وفعلا والله هذه الدنيا عجيبة إن صح لنا التعبير ، والله والله إن العجب كل العجب هذا الإنسان ، طغت النعمة على الكثير ، وطغى الفقر على الكثير ، وبدأ الشيطان يلعب لعبته الكبرى التي وعد بني آدم بها ،حين قال تعالى ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم ثم لا تجد أكثرهم شاكرين ) لقد رأينا في هذه الدنيا العجب العجاب أصبحت الحياة والله كما قلت أخي د الموسى أصبح الإنسان في عراك مع الزمن وفي عراك مع السرعة وفي عراك مع الشيطان ، وفي عراك مع الناس ، هذا يضرب هذا ، وهذا يبصق في وجه هذا ، وهذا يرد الصاع صاعين للآخر ، وهذا يسخر من هذا ، وهذا يغتاب هذا ، وهذا يبهت هذا ، كنا بالأمس مع أناس أيام الفقر ، نأكل معه على صحن واحد ، وقد تجد ملابسه غير مكوية وغير معطرة وربما شعر رأسه يمتليء بالقمل ، لكن بعد زمان ، دخلت الحضارة وبدأت كواية الملابس ومعرفة العطور بجميع أنواعها ، وأصبح الكثير من أصحاب الأمس عندما تناديه يلتفت إليك مثل الضبع ، أين هذا من التواضع ؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم من تواضعه عندما يناديه أحد يلتفت إليه بكامل جسمه ويقابل من يناديه وجها بوجه ، ليس كما يفعل الكثير من الناس اليوم إلا ما رحم الله تعالى ، عندما تناديه يلف رأسه مبحلقا عينيه ، يعيش البعض إلا ما رحم الله تعالى كأنه سيخلد في الدنيا ، أين هذا من زمن الغربة ، ( عش في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) لا أدري هل ، كان أحد الصحابة رضي الله عنه ، ربما أبو ذر رضي الله عنه كان كلما اتسع العمران تضيق نفسه ، فنصحه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يلزم الصحراء ، ولزم الصحراء آخر حياته ، وتوفي في الصحراء ، وعندما توفي قال صلى الله عليه وسلم ( رحم الله أبا ذر عشت وحيدا ومت وحيدا وتبعث يوم القيامة أمة وحدك ) أخي في الله د الموسى ، المجالس إلا ما رحم الله غيبه ، المجالس إلا ما رحم الله تتكلم عن المال والاقتصاد والفقر والغلاء والعطالة ، المجالس إلا ما رحم الله تتكلم عن الشركات والأسهم ، هذا ارتفع وهذا انخفض ، المجالس تتكلم عن فلان هذا مبسوط وهذا غير مبسوط ، هذا غني وذاك فقير أين كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم في مجالسنا ؟ هل الحياة رز ولحم وشاهي وقهوة وكثر الله خيركم وبعدها تمتليء الكرشة ونبدأ نغتاب العالم جاء في أحد الآثار عن ملك الموت عندما قبض روح أحد الناس فبكوا أهله عليه بكاء مرا وحزنوا عليه حزنا شديدا ، فقيل ما معناه على لسان ملك الموت : ( ابكوا أو لا تبكوا فوالله لي عليكم رجعة أو عودة حتى لا أبقي منكم أحد ) أو كما جاء ، أي أنهم سيموتون رغم أنوفهم ، حزنتم أم فرحتم والله لتموتون ، احزنوا أو إفرحوا والله ستموتون ، والله ستقفون بين يدي الله ويسألكم ، ماذا فعلتم في هذه الدنيا ، قال تعالى ( وقفوهم إنهم مسؤلون ) حتى سارق البيضه يأتي يوم القيامة أمام الخلائق جميعا ببيضته يحملها ، وحتى يفصل بين الناس ويفصل بين الحيوانات فيؤخذ للشاة القرناء من الشاة الجلحاء ، وتسأل لم نطحت هذه الشاة بقرونها ، أخي في الله د الموسى لا أريد الإطالة ، قالموضوع مهم ولا يكفينا فيه صفحات ، لكن نسأل الله السلامة مما ابتلى به كثيرا من الناس والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من الناس وفضلنا على خلقه تفضيلا وجزاك الله خيرا د. الموسى وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ، المـوج الجندبي
|