الحسد شعور نفسي يتمنى فيه الحاسد زوال النعمة من المحسود كراهة فيه،
أما العين فهي شعور نفسي يتمنى فيه الناظر زوال النعمة من المنظور لاستكثارها عليه وهذا الاستكثار قد يكون مصحوبا بالكراهية أو لا، ولذلك قد يحسد الحاسد ولده.
والحسد أيضا شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص، أما العين أو النظرة فهي حالة توجد عند البعض فقط.
والحسد أيضا شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق، أما النظرة فهي حالة شبه حيوية لا يمكن للشخص منعها.
والحسد يتم بمجرد علم الحاسد بنعمة المحسود، فيمكن لشخص هنا أن يحسد شخصا آخر في فرنسا أو الصين إذا علم أن عنده نعمة وتمنى زوالها، لكن النظرة لا تتم إلا برؤية الناظر للمنظور. ولا يتفاوت مقدار الحسد من شخص لآخر لكن يتفاوت مقدار النظرة.
والحسد الذي ورد في القرآن الكريم هو الحسد بمعنى تمني زوال النعمة عن المحسود كراهية فيه، وقد ورد في أربعة مواضع. الموضع الأول في سورة الفلق في قوله تعالى [ومن شر حاسد إذا حسد ]، والموضع الثاني في قوله تعالى من سورة البقرة [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم]، والموضع الثالث في قوله تعالى من سورة النساء [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله]، والموضع الرابع في قوله تعالى من سورة الفتح [فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا].
أما الحسد بمعنى النظرة أو العين فلم يرد في القرآن ولكنه ورد في السنة الشريفة في قوله صلى الله عليه وسلم [العين حق]، وقوله [العين حق تستنزل الحالق] والحالق هو الموت.
وقوله [العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين وإذا استغسلتم فاغتسلوا] ،
[وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر العائن أن يتوضأ ثم يغتسل منه المعين].
الحسد نوع من الطاقة
وقال د. خمساوي إن الوجود من حولنا عبارة عن أربعة نطاقات متداخلة وهي نطاق الطاقة ونطاق المادة ونطاق الحياة ونطاق النفس. ونطاق الطاقة يدرسه علم الفيزياء، ونطاق المادة يدرسه علم الكيمياء، ونطاق الحياة يدرسه علم البيولوجي، ونطاق النفس يدرسه علم النفس. وهناك مناطق عبور بين كل نطاق من هذه النطاقات. فهناك منطقة بين نطاق الطاقة والمادة يدرسها علم الكيمياء الفيزيائية، وهناك منطقة عبور بين المادة والحياة يدرسها علم الكيمياء الحيوية، وهناك منطقة عبور بين الحياة والنفس يدرسها علم الأعصاب، ثم هناك منطقة عبور بين النفس والطاقة يدرسها علم جديد يسمى السيكوترونيك.
والطاقة التي تم اكتشافها حتى الآن وجد أنها عبارة عن موجات كهرومغناطيسية، وكل التأثيرات التي تحدث منها تحدث نتيجة للاختلاف في طول الموجة. وهذه الطاقة تصل لنا من الشمس والنجوم وتصل إلينا بين أطوال موجية [10-14 – 10 8] وفي هذه المنطقة كل اختلاف له تأثير. فمثلا الاختلاف في طول الموجة من – 14 حتى – 10 هو ما نعرفه باسم أشعة جاما ومن – 10 حتى – 6 هو ما نعرفه باسم أشعة إكس، والأشعة الأطول منها هي فوق البنفسجية، ثم الضوء العادي، ثم الأشعة الحمراء، ثم الحرارة، ثم أشعة الراديو واللاسلكي.. الخ.
والذي تراه العين يمثل شريحة ضيقة فقط من الطاقة الموجودة في الكون وهو الذي يحدث فينا كل التـأثيرات الحيوية التي نعرفها.. فهل يعقل أن كل الأطوال الموجية الأخرى التي تسقط على الجسم البشري ولا يراها لا تؤثر فيه؟ ..
إذن الطاقة تؤثر على الجسم البشري بصور مختلفة. ومن الأمور التي تم اكتشافها حديثا أن الجهاز العصبي ما هو إلا نظام طاقة مضبوط عند مستوى معين ومنتظم، وهذه الطاقة تؤثر فيها مراكز موجودة في المخ. وقد أمكن حل كثير من شفرات هذه الطاقة..
ووجد العلماء أن الاستجابة التي يستجيب لها الجسم نتيجة لمرور هذه النبضة العصبية التي أمكن معرفة شفرة الكود الطاقي لها وليكن تؤدي إلى رفع اليد مثلا.
وقد ركبوا هذه الشفرة على جهاز يصدرها بنفس الشفرة وسلطوها على عضو ثم قطع الجهاز العصبي بينه وبين المخ ثم سلطوا عليه نفس الشفرة فأحدث نفس التأثير. وهذه الشفرة إذا ما تم الشوشرة عليها فإن الأوامر التي تذهب إلى الأعضاء تكون خاطئة وتستجيب الأعضاء استجابات متعاكسة ويحدث الضرر، كما أن شفرة الطاقة يمكن ضبطها إذا كانت مشوشرة.