محمد السهلاوي
صلاح بن سعيد الزهراني
أود حقيقة ان اتطرق إلى نعمة كبيرة وهي ما بذله ويبذله قطاع رعاية الشباب بداية منذ رئاسة المغفور له إن شاء الله الأمير فيصل بن فهد، ووصولاً إلى أخيه الأمير سلطان بن فهد وابنه الأمير نواف بن فيصل اللذين يكملان مسيرته، نسأل الله لهما كل التوفيق والسداد.
قطاع رياضة كرة القدم قطاع كبير ولا شك خطير، فقد أصبح يستهوي الكبير والصغير، بل والطاعنون في السن من أمثالي بالإضافة إلى الشباب جميعاً، نرفع رؤوسنا ونشعر بالفخر والنشوة في حال الفوز، ونتواضع في حال الهزيمة، أنديتنا ومنتخبنا بالرعاية الكاملة قدمت وتقدم كل ما هو مطلوب منها، وقد قيل: «علي أن أسعى وليس عليّ إدراك النجاح»، فالنجاح من الله وحده لا شريك له، وبعد توظيف الأسباب، ولكني هنا يخطر ببالي البالي ما يقوم به بعض الأندية وخاصة من بعض رؤسائها ومن حولهم من أعمال لا تمت إلى الرياضة بصلة من قريب أو من بعيد، لكنه العناد والحسد، فبعض رؤساء الأندية أو من حولهم الذين لا يفقهون فتيلاً، وقد أغناهم الله بالمال الوفير، نجدهم يصارعون بعض الأندية، حينما يرغبون في لاعب معين نجدهم - هداهم الله - يدفعون فيه من المال ما لا يستحقه ذلك اللاعب، فلا هدف لهم إلا كسبه وقد كان هؤلاء اللاعبون هم عماد أنديتهم وفي نفس الوقت عماد المنتخب، وبعد شراء اللاعب المختار يدفع به إلى دكة الاحتياط، حتى يصبح كقطعة الشطرنج المضروبة وتصدر له شهادة الوفاة الرياضية بسبب ذلك الشخص الحقود، فكم من لاعب سطع نجمه في ناديه ثم انطفأ في النادي الذي اشتراه، باعه ناديه طمعاً في المال واشتراه من اشتراه ليضعه في مقبرة التعساء.
إني والله لأهيب باللاعبين الذين لهم ميول خاصة لناد معين أن تكون لديهم الشجاعة والمقدرة على أن يقولوا لا للمال بل المال القليل وما أهوى، وقد قال قائل:
يا ماخذ العوراء علشان مالها
المال يفنى والعويراء مكانها
أو كما يقول الاخوة المصريون: «يا واخد القرد على ماله بكرة المال يروح ويبقى القرد على حاله».
بين الحقيقة والغفلة خطرت لي الفكرة، فيومياً أطالع في الصحف أخبار أنديتنا الرياضية الفذة، وقد أصبح ذلك شيئاً من الاعتياد إلى درجة الإدمان، وعبر الخبرات التراكمية للأيام والسنين، أدركت أن بعض رؤساء الأندية السابقين لم يكونوا في المواقع الصحيحة، فإدارتهم تفتقر إلى المعرفة، ورغم توفر حسن النوايا فقد أضروا بنواديهم ولم يفيدوهم، فنحن في زمن تطبيقات العلوم في كافة الميادين، فبالعلم نعرف طبيعة الأشياء، وبالعلم نستطيع تنمية المواهب وتطوير الموارد، بعد أن أصبحت الإدارة العلمية أساس إدراك النجاح.
أما أسعار اللاعبين، فحدث ولا حرج، فقد أصبح لهم سوق مالية حساسة، فأنت تشتري في اللاعب أداءه وفنه، وقد تشتريه لمجرد أن تحجبه عن بقية النوادي وان بقى طيلة الموسم على دكة الاحتياط، فهو في واد وفريقه في وادٍ آخر والأمثلة على ذلك كثيرة ولن نقبل منك في ذلك المعاذير.
وبين ساحة اللعب ودكة الاحتياط خطوات معدودات لكنها تمثل بعداً خطيراً للاعب المجمد على هذه الدكة اللعينة، وقد يشارك اللاعب في بعض المباريات إلا انه يعود دائماً إلى حيث أتى، فهل نكون بذلك قد أدينا أمانة النعمة، وكنا أمناء في هذه اللعبة، أم انها خطط شيطانية تعبث بمقدرات الأندية كما تعبث بمستقبل اللاعبين، وفي النهاية تصب الآثار السلبية لمثل هذه القرارات على رأس المنتخب الوطني، مثل هذه الأندية لا يهمها أو بالأحرى لا يهم المسؤولون فيها إلا تحقيق المصلحة الخاصة فقط دون بعد نظرة إلى المصالح العامة وهي الأولى بالرعاية والاهتمام.
هدى الله اخوانا ذوي المال، وزادهم الله من فضله، وليتهم يوجهون جزءاً من أموالهم إلى الجمعيات الخيرية، وجزءاً لشراء اللاعبين في حدود المعقول وفي حدود المنطق.
أنا لا أريد أن أجرح أحداً، ولكني أسوق المثل «ياسر» الذي ضحى ببعض المال ليحقق طموحه ليبقى مع الأزرق، ليبقى عضواً فاعلاً في فريقه، فها هو بعيد عن دكة الاحتياط باذلاً جهده للبقاء تحت الأضواء، فمن الناس من تبقى البطولة عشقه ومنهم من لا يزاحم الميدان.. ولو اتبع اغراءات النادي المنافس لأصبح الآن نسياً منسياً.. وإني والله لأتمنى على رعاية الشباب ممثلة في الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل أن يضعاً حدوداً لهذا التهور في التعاقد مع لاعب ميوله تختلف عن ميول رئيس ناديه، وأن يشترط على المشتري والبائع (وهذه أقولها للجميع لأن حركة اللاعبين أصبحت بيعاً وشراء) أن تكون هناك نسبة من المبلغ تذهب إلى الجمعيات الخيرية سواء في الصفقات الداخلية أو الخارجية، وتصب إن شاء الله في صالح المسؤولين بتحقيق السعادة لأسر في أشد الحاجة لمثل هذه المساعدة.
قال الشاعر:
يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن من مال الكرام نجود
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح..
(هلالي قديم)
email mark
رابط الخبر :
http://www.alriyadh.com//article438600.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية
www.alriyadh.com
اضف تعليقك
عدد التعليقات : 6
.comments a.user_profile:hover{ text-decoration:underline; }[LIST]