المشاركة الأصلية كتبت بواسطة almooj

الأخت في الله همسة شوق :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بالنسبة لي وهذا رأيي الشخصي وأنا أعبر
عن نفسي ، زمن الأجداد والأولين أرحم من هذا الوقت ، ليش ؟ ما قلتو لي ليش ؟

هاذاك الزمن كان يغلب عليه الشدة والفقر والعازه وقلة الحيلة ، والناس كانوا
على الفطرة ، النفوس طيبة ، وكانت المحافظة على الصلاة والدين سبحان الل
على الفطرة وتتعجب كيف كانوا يقومون بأدائها جماعة مع العلم إنه لا يوجد
في ذلك الوقت علماء ولا طلبة علم .

وكانوا الناس متكاتفين ، لو يمرض أو يموت أحد كل القرية تدري عنه ولا أبالغ
إن قلت كل زهران تدري عن هذا الميت وتترحم عليه .

يجتمعون على اللقمة سواء صغيرة كانت أو كبيرة راضين بما قسم الله لهم قائلين
الحمد لله رب العالمين ، ينامون في أبسط البيوت وفي البيوت القديمة اللي كلها
أخطار وحناشه وثعابين وعقارب ، لا يعرفون الخوف ، ولا يعرفون الحسد ولا
النفاق .

وكذلك يزورون بعضهم البعض ويشاركون بعضهم البعض في الحفلات والمناسبات
والأفراح والأتراح ، وكذلك النساء بينهم الود والاحترام والتقدير حتى ولو كان
هناك عناد فيما بينهن لكن لا يظهر منهم شي أمام الناس ينتقدونه إلا ما رحم الله
تعالى .

وتوجد أيضا المشاكل ويحلها الأجداد والأولوين بالحكمة والروية والصبر والحلم
لدرجة تصل أنهم يحلون الكثير من القضايا الاجتماعية وذلك عن طريق أكبر
شخص في القرية وصاحب الرأي السديد والكل يأخذ برأيه ويوافق عليه ،
حتى لو كانت المسائل في قضايا القتل ، وكثيرا ما يسامحون القاتل .

وهذه الميزة عند زهران الأجداد الأولين تكثر ، يعزر القاتل ويكتفى بأخذ
القليل من دمه بواسطة الجنبية ، ويرضى الطرف الآخر ويسامح خاصة
الأمور غير المقصودة في القتل .

وعلى شان ما يطول الموضوع ، نختصر الكلام ونقول ان هذا الشي يكاد
ينعدم في هذا الزمان الأغبر ، جاءت الفتن والمصائب إلا ما رحم الله عز وجل
ودخلت كل بيت إلا ما رحم الله ،

وأصبح الكل متغاني عن الآخر ، ولا يزوره ويهجره يمكن سنة أو أكثر ،
كل شيء متوفر ، والحمد لله ، ولماذا نسأل عن غيرنا ، لكنا لا نعم العموم
لا زال هناك بقية باقية تسأل وتزور أصدقائها وأرحامها وأنسابها .

لكن ليس كما زمن الأجداد الأولين ، هناك في ذلك الزمن كانت تقدر الصداقة
ويقدر النساء بعضهن البعض ويتعبن التعب الحقيقي في الكد والزراعة والطبخ
وجمع الحطب ، والسقاية من الأبيار ، ورعاية الأغنام وغيرها .

والآن لا رعاية أغنام ولا حطب ولا زراعة ولا دمس ولا حرث ، زي قولة الشاعر

والله ما عاد شي حرث ولا دمسي
وابصر الناس كل في هوى روحه
عند رادي وفيديو وتلفزيوني

هذا الكلام أيام الرادي والتلفزيون والفيديو ، أجل الآن لو يدري كان قال عند دش وجوال ولعب كورة
وهذا هو الحاصل خلونا واقعيين ، ولا نهرب من الحقيقة ، كل في فلك يسبحون ، إما عند الكورة
وإما عند الأسهم وبيع الأسهم وخسرت وإلا ربحت ، وهذا ما فيه شيء لكن هناك أولويات في
حياتنا وأشياء أهم منها زيارة الصديق ، السؤال عن أحواله ، عيادة المريض ، وغيرها وغيرها
الكثير .

ما حبينا الإطالة في الموضوع ولكن نعطي فرصة للمشاركين في طرح ما لديهم في هذا الموضوع
المهم وهو هل زمن الأجداد أفضل من زماننا او العكس ، وأختم الكلام وأقول كل زمن فيه سلبيات
وإيجابيات ، ولكني أميل إلى زمن الأجداد بانه هو الأفضل من هذا الزمن ، ولكل زمن رجال ومواقف
ولا زال بقية قليلة تسأل عن الصديق وتواصل مع الصديق .

المـوج