..في زمن اللاهوية واللامعالم ، وفي أعنف مزج بين السكون والعاصفة .. اختلطت المفاهيم فأصبح الربا فائدة ، والتصنع دبلوماسيّة ، والنفاق سياسة ..

إنه زمن انهارت فيه القيم واضمحلت فيه الرؤى .. وأصبح الحليم فيه كالقابض على الجمر .. فيا له من واقع مؤلم يندى له الجبين !! ..

..

التصنع .. أصبح السمة الغالبة في هذا العصر .. وبدلا من أن يكون مثلبة أصبح محمدة .. أصبح هو السلّم الذي من أراد بلوغ القمة فعليه أن يتسلقه بابتسامة صفراءٌ فاقعه .. وبرأس مطأطئ راكع..

..

إذا كانت الحضارة الماديّة في هذا العصر قد بلغت القمة فإن الحضارة الأخلاقية قد انحسرت وذلت وذوت .. هل نقول بأن هذه ضريبة لتلك؟
..
لم نجد في حياتنا من هو مظلوم كالحقيقة .. فأين تختبئ؟
..

التصنع .. أمر يتقنه الساسة ، ويفشل فيه الشعراء والفلاسفة ..
إن صوت الحقيقة وإن خبا وانخفض فسيظل جذوة متأججة تحت جليد النفاق والدبلوماسية ..
..
وحتما سيذوب الجليد ويشق الصوت طريقه نحو الأعلى..
إنه صوت يهز مضاجع الحالمين ويزيزل عروش الحاكمين..
..
صوت أبلغ من قصيدة وأعمق من جرح وأصدق من نبوءة وأفصح من بندقية .. ولكن أين من يعي ويسمع..
..

كم من أقلام تجيد فن الملق وتذر الرماد في العيون والناس في شغل فاكهون .. تغريهم الكلمات البراقة الفارغة من محتواها..

إن مثل تلك الأقلام تكتب كلمات براقة أشبه ما تكون بالزهور رائعة اللون ولكنها بلاستيكية مع الأسف..

..
..كل ذلك مردّه إلى التصنع والنفاق...
.......

خارج النص .. الحقيقه توجّد في قمة الجبل ! هل تريد الوصول للحقيقه ؟
إذاً عليك السير لها بقديمك , القدم الاولى : " الإرادة الحقيقّية " , و القدم الثانية : " الطموح الأزلي "
بهما فقط تصل للحقيقة ، بدونهما تظل أسير الخرافة و الأوهام !

.........

همسة شوق:cupidarro