عرض مشاركة واحدة
قديم 20/05/2005, 12:20 PM   #8
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا


الصورة الرمزية نهرالعسل
نهرالعسل âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
 المشاركات : 3,254 [ + ]
 التقييم :  311
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي لطف الآباء و برالأبناء



كثيراً ما ننشد بيت حسان رضي الله عنه الذي يقول فيه:
و ينشأ نا شىء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
فنظن ذلك مستحيلاً لما نشاهده من تعب الآباء في تربية أبنائهم ،ثم ينسى ذلك في خضم متغيرات العصر ،و لكن الحقيقة أنها شيء ظاهر ،و قد كان الآباء في العصور السابقة يحرصون على عنصر الرحمة عند رغبتهم في تزويج أبنائهم و بناتهم ،حيث يرجع أثر ذلك على أبنائهم ،و مما قاله النبي صلى الله عليه و سلم: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) و هذا يشمل كل ُخلقٍ ،أو أدواء موجودة في الزوجين .
و من ذلك هذه القصة التي وقعت لرجل من بادية نجد ،حدثنا بها نفسه،و هو رجل مسن تحكي رقة قلوب البادية في الزمن السابق ، فقد حكى قصة و قعت له و هو فتى لم يتزوج بعدُ ،كان يرعى إبل والده ،فخلبت إحدى الإبل-غاصت في الوحل- فماتت ،فغضب عليه أبوه و ضربه ، و لكنه و هو الذي تربى على البر لم يحزنه ذلك ،لأنه يعلم أن ضرب والده شرف له لا يضره ،فما كان منه إلا أن توجه إلى ناقة حلوب فحلب منها قدحاً ،فأتى به إلى والده و هو متعب ،و قدمه إليه ،و كانا في الفلاة في المساء ،فتناوله أبوه و شرب منه ،ثم قال له: أين تريدنا أن نبيت ، قال: هنا يا أبي. و اشار إلى عواشز -شجرا من العِضاة- قريبة منهما ،فذهب والده إليهن و أصلح حظيرتهما التي سيأوون إليها هما و إبلهم من شدة البرد ،و قام الأب و أوقد ناراً ،و أتى بـ(زبيدي)-نبت الكمأة- معه ،فألقاه في جمر النار ،فصارا يأكلان منه و يشربان من ألبان إبلهم ،حتى ناما ،و والده غضبان عليه مع كل ذلك ،و لكن عندما أيقظه لصلاة الصبح ،لم يحتمل أن يغاضبه أكثر من ذلك ، فجاءه،و قبل رأسه و أحتضته و هو يبكي ،من بره به و حسن معاملته له و عدم غضبه منه،و قال لك يا بني (بطنة ناقتي فلانه لك -الحمل الذي في بطنها الآن-،جزاء احتمالك لي .
و لما ذهبوا إلى منزلهم بعد أيام أشهد أهله و كان جده حاضراً ،فقال: و الله يا أبنائي إن فعلكما هذا قد سبقكما عليه جدي و عمكما ،يقصد: والده و أخوه سلمان ،و قص عليهم قصتهما : فقال :كان جدكما و جماعة من رجال قبيلتهم جالسون في مجلس يتسامرون ، فقال: أحدهم قم يا سلمان فقص عليلنا بعض ما يسلينا لنضحك قليلاً ،فأشار بأدب جم إلى وجود أبيه ،و أنه مستحيي منه ، فاستأذنوا منه ،فأذن لهم بشرط أن لا يتعرض لأحد من الناس ، فقال: سلمان أجل ،لكنه مع حديثه ،جاء بما أغضب والده فقام إليه و ضربه بعصا معه ،فتنكد مجلسهم و غضب الحاضرون على الأب لأنه أفسد أنسهم ،فما كان من سلمان إلا أن قام إلى ناقة حلوب عنده ،و حلبها لأبيه ،و قدمها إليه ،على مشهد من الناس و هم ينظرون ،و قال: أتغضبون أن ضربني أبي ،و الله إن ذلك شرف لي ،فقد حذرني قبل و ما انتهيت ، عند ذلك قام أبوه و قبل رأسه و هو يبكي ،و قال –على مشهد من رفاقه- أشهدوا أن بطنة ناقتي لسلمان .
فهاتان القصتان متشابهتان ،و فيهما من لطف الآباء و بر الأيناء العجب ، و نذكر منه ما يأتي:
أولاً : رقة قلوب الأباء إذ أبكاهم هذا المنظر ،و هذا مما يبقى في نفوس الأبناء و يجعلها ترق لأي شيء .
ثانياً: أدب الأبناء و حسن تربية أهلهم لهم ،حيث عرفوا أن أدب الأباء لهم و ضربهم إياهم إنما هو لمصلحتهم و لا يضرهم و يشينهم ،و لذلك هم مباشرة قاموا إلى لبن و أسقوه و الدهم بل من الغضب عليه.
ثالثاً : ثم أثر الهدية في أنفس الأبناء حيث إعطاؤهم الناقة التي تناسلت عند الواحد منهم ،و فرح بها ،و بقيت عنده مدة طويلة و هي تنتج و كلما جاءه من نسلها تذكر هذه العطية.









 
 توقيع : نهرالعسل

ليت عند الباب نهرا من العسل
والسماء تمطر سحايسها ذهب
والفرح ثوبا عسى مابه طسل
والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب


رد مع اقتباس