استخدم النبي r العديد من الأساليب التربوية،والطريق المختلفة في تربية صحابته رضوان الله عليهم جميعا،فكان يستخدم عليه الصلاة والسلام في كل موقف تربوي الأسلوب الذي يلائمه،ولكن القدوة العملية التي كان يضربها r لأصحابه كانت من أشد الأساليب أثرا في النفوس،وفيما يلي نعرض بعض النماذج الحية من سيرته r والتي اتخذ فيها القدوة أسلوبا عمليا لتربية الصفوة المختارة من صحبه الكرام:
1/ ورد في صحيح البخاري من حديث قتيبة بن سعيد أن رسول الله r،صلى على المنبر فكبر وهو عليها،ثم ركع وهو عليها،ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر،ثم عاد فلما فرغ أقبل على الناس فقال:(( أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي[1])) هذا الحديث يبين كيف كان الرسول r يعلم أصحابه بأسلوب عملي محسوس وكان هدفه من ذلك أن يقتدي به أصحابه في أفعال الصلاة لأنه r يدرك تماما أن التطبيق العملي أبلغ من الوصف ألقولي.
2/ عن أبن عباس رضي الله عنهما قال:خرج رسول اللهe من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان،ثم دعا بماء فرفعه إلى يديه ليراه الناس،فأفطر حتى قدم مكة،وذلك في رمضان فكان أبن عباس يقول: قد صام رسول اللهe وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر[2].وفي هذا الحديث يبين r للناس حكم الإفطار في السفر بالأسلوب العملي حيث رفع الماء ليراه الناس ثم أفطر أمام أعينهم ليدفعهم إلى الاقتداء به والأخذ برخصة الله،فان الله يحب أن تؤتى رخصه.
3/ روى الإمام احمد بن حنبل في مسنده أن الصحابة ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاة لبني عبد المطلب تقوم الليل وتصوم النهار فقال e" ولكني أنا أنام وأصلي وأصوم وأفطر،فمن اقتدى بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني[3]000".

(مع تحيات د/احمد صالح زارب)

[1](صحيح البخاري:ج1،220)

)[2] صحيح البخاري:ج2،ص238)

[3](مسند الإمام احمد بن حنبل:ج5،ص409) (مسند الإمام احمد بن حنبل:ج5،ص382)