08/10/2004, 04:25 AM
|
#13
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 30/07/2025 (06:02 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
قضية السرقات الأدبية
اساس هذا الموضوع ان الحياة الانسانية كالحياة الطبيعية تسير على قانون الترقي والإستحالة سواء كان هذا في جانبها العلمي او الفني .
فقد وضع اباؤنا السابقون اسس النظم الحسية والمعنوية وأورثوها خلفهم يعقبون عليها او يكملونها ويتصرفون فيها بما يلائم حاجتهم التليدة او الطريفة .
واخذت مظاهر النشاط الانساني وىثاره تنتقل بين هذه الاجيال المتعاقبة خاضعة لقاعدة التغيير الدائم والوراثة الدائمة .
ومعنى ذلك ان هذه الآثار العلمية والفنية التي نتمتع بها الىن ثمرة الجد الانساني المتواصل من بدء الحياة ولم ينفرد بأكثرها جيل وحده بل تحمل طوابع الأجيال الغابرة ومن حق كل طبقة ان تستغل نشاط سابقتها.
هذا القانون ينطبق على الحياة الادبية باعتبارها ظاهرة انسانية ذات تيارات متشابكة متدافعه .
فكل عصر ادبي سلم آثارة الادبية والفنية الى خلفه او الى من ياتي بعده وهذا اما ان يزيد عليه او يحيله بحكم ماتوافر من عوامل جديدة
الموضوعات :
فالادباء ينتفع بعضهم من بعض في اختيار الفنون الادبية العامة فيقلدة هذا او يحاكيه في باب من الابواب .
الافكار والآراء:
وهي نوعان
عامة مألوفة :
يستطيع كل الادباء الفصل فيها وادراكها كتاثر الأدب بالبيئة وقانون الاستحالة ومحبة الفضائل الفردية والإجتماعية .
وخاصة :
تحتاج الى ذكاء وتفكير وهذه من حق مبتكرها والسابق اليها كما نسبوا لامرىء القيس معاني وتقاليد شعرية مثل الوقوف على الاطلال وغيرها
كما نسبو لابي تمام افكاراً ونظرات عميقة ولأفلاطون وأرسطو نظريات وحقائق فلسفية معروفة . وفي هذا الباب يصبح فيه توارد الخواطر كما يصح تناقظها .
وهناك ايضا الصور الخيالية الظهرة في التشبيه والاستعارة والكناية وحسن التعليل وهذه بطبيعتها قابلة ومعرضة للتجديد والبراعة تبعاً لدرجة العواطف
واشكالها ولتقدم العلوم والفلسفات
الاسلوب :
ويتناول الجمل والعبارت والوزن الشعري ويتمثل في الإيجاز والإطناب وحسن التقسيم واختيار الالفاظ والسهولة او الجزالة وغيرها ....
وتتلخص قضية السرقات الادبية في :
1-
هناك معاني يتساوى فيها الكتاب والشعراء وسماها النقاد بالمعاني المشتركة : وهذا النوع لايحكم بالسرقة فيه لانه متاح للجميع
2-
انما مايحكم فيها بالسرقة فهي المعاني البديعه المخترعه التي نتجت عن خيال وذكاء الكاتب او الشاعر فيكون صاحبها هو اول من قالها .
وهنا يستلزم الإشارة الى ضروب الاخذ والإنتفاع
مثل :
1- الاستيحاء :
وذلك أن يأتي الشاعر او الكاتب بمعان جديدة استدعتها قراءته لغيره من الادباء وهذا امر طبيعي بل هو علامة القارءة النافعة والفكر النشيط والرقي العقلي :
2- الاستعارة او أخذ الهياكل :
كأن يأخذ الشاعر او الكاتب موضوع قصيدته او قصته من اسطورة شعبية او خبر تاريخي ويبعث الحياة في هذا الهيكل حتى كأنه يبدو خلق من العدم .
3- التأثر :
فيأخذ الاديب بمذهب غيره في الفن او الاسلوب او يكون التاثر تلمذه . كما يكون من غير وعي وذلك حين يفرض اديب كبير اسلوبه او مذهبه على غيره .
الانتحال أو السرقة :
وهي التي يدعي فيها الاديب او الشاعر افكاراً ليست له او يدعي افكار غيره او بعضها دون الإشارة الى مأخذها وهذه الصورة قبيحة اقتضت حماية القانون للملكية الفردية .
حقوق الملكية الفكرية
حقوق الملكية امتدت إلى جميع الميادين..الموسيقي و الأدبي و الدرامي و كل ما فيه عمل خلاق و إبداع..اي كل ما هو ملموس و محسوس تستطيع ان تنظر إليه ان تلمسه او تحسه .. و هو بذلك يكون ملك لشخص واحد او مجموعة هي وحدها لها الحق في السماح أو عدم السماح بإستخدامه أو بيعه أو حتى نسفه ..و حتى لو كنت تستطيع الوصل إليه فليس من حقك استغلاله بدون علم صاحبه او نسبه لشخصك.
الــنــقــد
النقد هو دراسة الاعمال الأدبية والفنون وتفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها المشابه لها والكشف عما فيها من جوانب القوة والضعف والجمال والقبح ثم الحكم عليها ببيان قيمتها ودرجتها .
وهو التقدير الصحيح لأي اثر فني وبيان قيمته في ذاته ودرجته بالنسبة الى سواه.
تاريخ النقد :
في الادب اليوناني كانت الملاحظات النقدية قائمة على الذوق الساذج دون ان تكون هناك اصول نقدية مقررة يرجع اليها النقاد ثم جاء عهد تدوين الالياذة والادوسا باشارة سولون فكان وسيلة للنقد والتحقيق والتمحيص .
فلما كان القرن الخامس قبل الميلاد وقد وجد الشعر التمثيلي واستقر في اثينا ترقى النقد الادبي ومكن الشعراء ان يتناولوه بطريقة اشمل واعمق مادام الشعر التمثيلي نقداً للحياة وتقويما لشؤنها فوجد المجال لاتساع النقد والتعمق في جوانبه .
ثم ظهرت اراء ونظريات فلسفية اثارت الشك في الوثنية وفيما ورثة اليونان من افكار فظهر جيل جديد ينكر سابقه واشتد التناكر بين جيلي القرن الخامس قبل الميلاد حتى اثمر طائفة المجددين في الادب ايضا وخاصة في المآسي . وكتبت قصص نقديو تنعي الاقدمين ومذاهبهم في فهم التمثيل واساليبه وعباراته ومنها قصة (الضفادع ) لارستوفان . التي ظهرت سنه 406 قبل الميلاد والتي تشبهها رسالة الغفران للمعري.
وبجانب هذا النقد الذي نهض بين القدماء والمجددين من ادباء اليونان السابقين وجد نوع اخر كان له الحظ من الازدهار وهو النقد عند الفلاسفة عاشت عليه اداب اليونان والرومان واثر في الادب العربي القديم والادب الاوروبي الحديث .
اما الأدب العربي :
فقد نشا في الجاهلية وكان عبارة عن ملاحظات على الشعر والشعراء قوامها الذوق الطبيعي ..وقد مكن له تنافس الشعراء واجتماعهم في الاسواق وابواب الملوك والرؤساء وكان النقد يتناول اللفظ والمعنى الجزئي المفرد ويعتمد على الانفعال والتاثر دون ان تكون هناك قواعد مدونة يرجع اليها النقاد في الشرح والتعليل .وينتهي الى بيان قيمة الشعر ومكانة الشاعر .
فلما تقدم القرن الاول قويت نهضة الشعر وتددت البيئات والمذاهب الشعرية . وامتد النقد للنقد الجاهلي من حيث اعتماده على الذوق والسليقة .
وكان يدور حول فحول الشعراء كجرير والفرزدق والاخطل وذي الرمة وشعراء الغزل البادين والحاضرين كجميل وكثير ونصيب وعمر بن ربيعة وشعراء وبجانب هذا النوع الفني وجد نقد آخر لغوي نحوي نهض به اللغويون والنحاة من علماء البصرة والكوفة خاصة . ويقوم على الصلة بين الادب وأصول النحو واللغة والعروض .
وفي القرن الرابع بلغ الشعر العربي ذروته وبلغ النقد القديم فيه غايته سواء من جهة شموله وسعته ام من حيث جهة عمقة ودقته او من حيث جهة براءته من الحدود الفلسفية الى درجة واضحة. وذلك لتفرد النقاد الأدباء بهذا الفن ونضج ملكة الذوق عندهم من كثرة مادرسوا وكان نقدهم ممتازا بالعمق وسعة الآفاق وتحليل الظواهر الادبية وارجاعها الى اصولها الصحيحة وكسب النقد مؤلفات رائعة وعديدة منها :
الموازنة بين الطائيين- للآمدي
أخبار ابي تمام – للصولي
عيار الشعر – لأبن طباطبا
والوساطة بين المتنبي وخصومه – للقاضي الجرجاني
وكتاب الصناعتين – لابي هلال العسكري
والعمدة في محاسن الشعر وادابه ونقده- لابن رشيق القيرواني
والمثل السائر في ادب الكاتب والشاعر – لأبن الأثير
النقد الادبي في العصر الحديث
يمتاز النقد الادبي الحديث عن القديم بسعة مجاله وتعدد قضاياه وتنوعها
اتجاهات النقد الحديث:
1- الأتجاه الفني:
وهذا الاتجاه يسعى الى دراسة التركيبة الفنية والعناصر الفنية للنص ويجعل من العناصر الاخرى كالعناصر التاريخية والنفسية مجرد وسائل يستعين بها .
والاتجاه الفني اتجاه لايمكن للاتجاهات الاخرى في النص ان تستغني عنه . ولايمكن ان يدرس الادب بدون الاتجاه الفني وعندما يغفل الناقد عن الاتجاه الفني فانه يتحول على يدية الى مجرد وثيقة اجتماعية او نفسية او لغوية او فكرية عن الادب والمجتمع
فالاتجاه الفني مهم لاعطاء الاسس الفنية للنص والادب .
ومن سلبيات تطبيقه الاكثار من الاعتداد بالشكل الفني والانشغال عن المضمون .
لذلك نرى بعض النقاد يعضمون من شأن بعض النصوص ويكون هذا النص فيه كثير من التجني والاعتداء على بعض القيم والمبادىء . وحجة الناقد انه لايهتم الا بالجانب الفني . فيكون سببا في نشر امور سلبية ومن النقاد الذي أخذو في هذا الأتجاه : عباس محمود العقاد – ويحيى حقي – وزكي مبارك ...
2- الأتجاه التاريخي :
هو الاتجاه الذي يدرس فيه الناقد الـمؤثرات التي أثرت في النص ومن هذه المؤثرات دراسة صاحب النص وبيئته والظروف الاجتماعية والثقافية التي عاشها الاديب وتاثيرها على ادبه.
ويؤخذ على هذا الاتجاه الاستقراء الناقص ومن المآخذ عليه ايضاً الحكم بالأسبقية لشاعر ما في امر من الامور... وتؤكد بعدها البحوث عكس هذا...
3- الأتجاه النفسي :
ويهتم بدراسة الجانب النفسي في الأدب والنص المنقود ..ويبرز تاثر العمل الادبي او النص بنفسية الأديب وابراز مراحل العمل الفني وايصاله من نفسية الاديب الى نفسية القاريء وهناك دراسات في هذا الجانب ومنها دراسة مصطفى سويف ( الاسس النفسية للإبداع الفني في الشعر خاصة ) حيث استخدم المنهج التجريبي الموجه وقام بعمل استبيان على عدد من الشعراء تتضمن اسئلة عن وصف تجاربهم النفسية في اثناء ابداعهم الشعري .
ومما يؤخذ على هذا الاتجاه التركيز على الجانب النفسي مما يترتب عليه تلاشي القيم الفنية ...كما انه عند المبالغة في هذا الاتجاه يتساوى النص الجيد والنص الرديء لان النقد تحول حينئذ الى دراسة تحليلية نفسية .
3***
|
|
|