22/10/2008, 05:53 PM
|
#43
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 896
|
تاريخ التسجيل : Jun 2005
|
أخر زيارة : 23/06/2011 (11:34 PM)
|
المشاركات :
1,788 [
+
] |
التقييم : 21
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الدوسي
شكرا لك اخي الكريم ابي مشاري ..
سؤالك محير ومفتوح .. وقد ضيقت واسعا يااخي ... لماذا ستون دقيقه فقط .. عموما قد تكون الثانية الواحدة تساوي عمرا حسب اهمية وقدسية (اللحظه ) !
ستون دقيقه اتمنى لو عدت فيها الى العام 1405 وبالتحديد الى (ناصية ) رصيف بالقرب من مطار القاهرة.. حيث كنت اوصل زميل لي الى هناك عائدا الى الرياض .. وعند خروجي من بواية المطار رايت امراة ريفية تعلو وجهها مسحة من الحزن.. وفي عينيها دمعة حائرة كانها تقاوم الانسفاح على خديها المتوردين !! حزنها ونظراتها المتسمرة في الافق اشعلت حيرتي واججت حزني ايضا .. لم استطع نسيانها ابدا رغم السنين , ربما لاني فشلت في مقاومة (خوفي ) من سؤالها عن حالها , كنت بحكم كوني سعوديا والبس الزي السعودي آنذاك اتحاشى ان احدثها لكي لا يظن بي الناس الظنون!!!
مررت بقربها فلم تابه لي و(لسعوديتي) الواضحة والتي يسيل لها اللعاب عادة !! بدأت ابحث لها عن عذر واخمن سباا لحزنها ونظراتها المتسمرة في الافق .. لم تكن تلفت او حتى تتحرك كثيرا تكاد تكون مجسما لولا بضع ثوان تحرك فيها يدها لتمسح شفتيها بطريقة تشعرك ان روحها تكاد تخرج تلك اللحظه .. كم هي قاسية هذه الحياة احيانا .. لعلها ودعت غاليا او انها تنتظر غاليا لم يعد , او لربما تلقت خبرا سيئا عن غائب كانت تنتظره .. لا ادري .. قلت ايضا انها ربما تعاني فاقة شديدة جدا ولعل هناك طفلا يصارع الجوع اياما لم تجد ما تسد به رمقه او مريضا يصارع الالم لم تجد ما تشتري به دواء له .. افكار كثيرة تزاحمت في راسي .. تركتها متعثر الخطى الى سيارتي (التاكسي ) .. هممت بالعودة اليها وسؤالها ..لكني احجمت فقد تفهمني (غلط) خاصة واني سائح خليجي !! وتعرفون ماذا يعني سائح سعودي للاسف الشديد !! كنت وقتذاك مرافقا لاحد اقاربي وكان معنا شخص ثالث تعجل السفر فاوصلته الى المطار .
لهذا لو قدر ان اعود لتمنيت ان اعود اليها في ذات الزمان والمكان لاسالها خبرها وحكايتها واساعدها ماديا ومعنويا قدر استطاعتي !!
الذين فقتهم كثيرون يا ابا مشاري .. فقد فقدت اهلي كلهم الام والاب والجد الغالي الحنون والجدة الرقيقة الحنونة التي كانت اما بعد امي ثم اخيرا ابي الذي ودعته في مقبرة العود هنا في الرياض . رحمهم الله جميعا .. ثم قبل رمضان الفائت باقل من شهر توفي ابوا زوجتي معا في ذات الساعه تقريبا على إثر حادث مروري على طريق الجنوب .. رحلا دون ان نلقاهما ونصوم معهما كما كنا قد خططنا برغبة مني .. لم يفكرا ان يصوما هناك ابدا ولكن تقيرا لي وافقا واستعدا لذلك ولكن الله شاء ان يستل روحيهما قبل ان يصلا الى بيتهما هناك في تلك القرية الوادعة التي تشغل مساحة متواضعة من (مقاطعة دوس انجلوس ) !!
كانا يرحهما الله مثل ابوي تماما يحبانني كثيرا ويفرحان بقدومي اليهما ايما فرح .. يتلمسان همومي ومشاكلي ولا يبخلان علي براي ومشورة وعون معنوي ومادي ايضا .
لكني اختار ان القى جدي او اعود اليه رغم حبي لجدتي وتعلقي بها .. اعود الى جدي او يعود هو الي !! لا زلت اذكر ولن انس ابدا تلك اللحظة الرهيبة عندما حزمت حقائبي للسفر الى الرياض للدراسة او بالاصح للانتساب لجامعة الملك سعود (الرياض ) آنذاك . ودعته باكيا , فانفجر هو ايضا باكيا وهو ينوء بحوالي سبعين حولا !! الله ما اغلا دموع الشيخ الوقور !!! بكى فأدمى فؤادي .. وتمنيت لو توقف الزمن بل حتى لو توقف القلب ايضا فربما كان شرفا وكرما من الله ان اموت قبل اتركه .. ياااااااااااااااااااااااه كم كان حنونا رقيق اللقلب ذلك العجوز المهيب !!! عانقته وقلبي يكاد ينخلع من بين جنبي .. وناشدته الله الا يبكي !! فقلبي لا يحتمل رؤية دموعه الغالية تنتحر على ثرى ساحة منزلنا من اجلي .. شعرت وانا اعانقه ان جسدينا اصبحا جسدا واحدا .. واحسست انني اوجعته وانا اطوق رقبته بذراعي بقوة وبيدي الاخرى اشده الي وكأني اريد ان يتوحد جسدينا فلا نفترق ابدا , لكني كنت مجبرا وتركته وانا انظر اليه واتمنى لو فارقتني الروح دون ان افارقه .. لقد شاء القدر بعد سنوات عديده من تلك اللحظة ان يموت وانا امنحه تنفسا صناعيا .. كانت نظراته متسمرة على وجهي وهو يحشرج .. بضع ثواني فقط بعهدها توقفت الحشرجة وتوقف بؤبؤ عينه وهو لازال محدقا بي .. كانه كان يريد ان يقول شيئا .. كانه يريد ان يقول احبك !! ( دوموعي الان والله انها اربع اربع ) ماذا فعلت بي يا ابا مشاري !!!!!
عذرا ساتوقف هنا فلم اعد والله ارى ما اكتب !!
|
الاخ عبد الله الدوسي
سعيد بمرورك الكريم وتعطيرك موضوعي ويعطيك الف عافيه
|
|
|