إجابة سؤال المؤسس والمشرف العام الأخ الفاضل الكريم صقر الجنوب
أبدأ بالاسئلة بارك الله فيك وهو سؤال طويل لكنه في الحقيقة مهم جدا لما له من تأثير على شريحة كبيرة من الناس ..
---
هناك رجل أعمال مجبول على فعل الخيرات بصفة مستمرة فجزاه الله خير الجزاء وأثابه على كل مايقدم من أموال لوجه الله تعالى ..
تعود رجل الاعمال في كل عام من رمضان المبارك أن يخرج زكاة بمبالغ كبيرة لتوزيعها على المحتاجين والاربطة وما الى ذلك ويقوم بتسليمها نقدا لاكثر من شخص وبالطبع هذه مغريات للشخص الذي يأخذ هذه الاموال فقد يصرفها كلها وقد يصرف البعض منها ويحتفظ لنفسه بما تبقى بحجة او بدون ومن تلك الحجج الاستشهاد
بقوله تعالى إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
وقوله تعالى وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً
وقوله تعالى وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
وقوله تعالى إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ صدق الله العظيم
واستشهادهم بالعاملين عليها رغم انهم يتقاضون رواتب من رجل الاعمال عن اعمالهم في الشركة وتوزيع الزكاة خارج نطاق عملهم ..
فالمرجو من فضيلتكم تبيان الزكاة والصدقات ومستحقيها وهل تنطبق على امثال هؤلاء العاملين عليها وان يأخذوا منها دون علم باذل الزكاة وتبيان من هم العاملين عليها هل هم ( من يجمع ذلك المال من الناس لبيت مال المسلمين ) أم هم الذين يصرفون تلك الاموال للمستحقين . وهل رجل الاعمال او غيره بهذه الطريقة قد اعفي من اخراج الزكاة بإعطاءها أمثال هؤلاء وما الواجب على معطي الزكاة وموزعها خاصة مع فقد الثقة في الجمعيات الخيرية خاصة عندما تسمع ان الجمعية الخيرية بمنطقة الباحة مثلا قام احد منسوبيها بإبتعاث إثنان من ابناءه الى بريطانيا للدراسة على حساب جمعية البر ..
وتقبلوا فضيلتكم ترحيبنا مجددا وشكرنا الجزيل وفقكم الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الجواب:
قولك بارك الله فيك:
(((فالمرجو من فضيلتكم تبيان الزكاة والصدقات ومستحقيها وهل تنطبق على امثال هؤلاء العاملين عليها وان يأخذوا منها دون علم باذل الزكاة وتبيان من هم العاملين عليها هل هم ( من يجمع ذلك المال من الناس لبيت مال المسلمين ) أم هم الذين يصرفون تلك الاموال للمستحقين)))
أقول: جاء في الحديث عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: العامل عليها أو رجل اشتراها بماله، أو غارم، أو غاز في سبيل اللّه، أو مسكين تُصُدِّق عليه منها فأهدى منها لغني " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
والمقصود بالعاملين عليها هم العاملون الذين يشتغلون في جمع الزكوات وحفظها وتوزيعها من قبل ولي الأمر
أما من يوزع زكوات شخصية أو لجهة ما فهو كالوكيل المؤتمن لايجوز أن يأخذ منها شيئاً
قولك:(((وهل رجل الاعمال او غيره بهذه الطريقة قد اعفي من اخراج الزكاة بإعطاءها أمثال هؤلاء)))
الجواب:لايعفى من ذلك بل يجب عليه السعي في إبراء ذمته بنفسه أو بوكيل أمين يوكله على ذلك ويعطيه أجرة إن رغب لكن من ماله الخاص لا من مال الزكاة
قولك:(((وما الواجب على معطي الزكاة وموزعها خاصة مع فقد الثقة في الجمعيات الخيرية خاصة عندما تسمع ان الجمعية الخيرية بمنطقة الباحة مثلا قام احد منسوبيها بإبتعاث إثنان من ابناءه الى بريطانيا للدراسة على حساب جمعية البر ..)))
الجواب:
كما أن الإنسان يحرص على دنياه فيكد ويسعى ويجهد نفسه لأجل لعاعة من الدنيا فانية فالواجب عليه كذلك أن يحرص على أمور دينه فيسأل الثقات الأمناء العارفين عن وجود المحتاجين والفقراء والمساكين والمحرومين حولهم ويتثبت من ذلك ويبذل جهده (فاتقوا الله ما استطعتم فإن لم يجد في مدينته أو دولته فينتقل للمدينة أو الدولة الأخرى وفي هذه الأيام أصاب المسلمين مصائب ومجاعات وفقر مدقع في كثير من ديار الإسلام فلا مانع من إخراجها إليهم وله أجر عظيم
والواجب على موزعي الزكاة أن يتقوا الله حق تقاته وخاصة في أموال الزكوات فهي حق الفقراء على الأغنياء وهي أمانة وهي حسرة وندامة يوم القيامة إلا لمن أداها على الوجه الأكمل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)الآية
وينبغي التورع عن أموال الزكاة حتى وإن كان موزعها فقيرا فليؤثر غيره من الفقراء بذلك إلا إذا اضطر إليها
وهنا تنبيه:
أنه لا ينبغي أن نعمم هذا الموقف الشاذ على جميع الجمعيات الخيرية أو على فروع جمعية البر لأن هذا الموقف يقع في أي جهة حكومية أو خيرية او أهلية وخاصة مع ضعف الإيمان وغلبة الشح والحسد والطمع فالحقيقة أن القائمين على جمعية البر في الغالب أنهم موثوقون وأمناء
جزاهم الله خيرا
|