15/07/2008, 05:16 PM
|
|
لست أنا من تدار به تلك الرحى
عالم بدائي اصطنع لنفسه من الطبيعة ما يستطيع أن يصارع به تلك الحياة
اتخذ له من الأحجار ما أن يسحق به تلك الحبيبات ،سحقاً معها
يستطيع سد رمقه وأولاده كلما أحسو بألم الجوع ، لم تكن
تلك الصناعة وحدها استخدمها أولئك القدامى . من
الحجارة أيضاً استطاعوا إشعال نيرانهم ، وليس كل
حجرا رحى وليس كل حجرٍ تقرع به نيرانهم
على الدوم . تسحق تلك الحبيبات بين
فكي تلك الرحى ، الرحى ليست
بحجم تلك الحبيبات شتان
بينهما ، لكن صانعها
ادرك أهمية الكبر
في الحجم
والصلابة .
تتناثر بعضها حول تلك الرحى كسرُ من تلك الحبيبات نتيجة دوران تلك الرحى
التي لايكاد أحدُ أن يجهل صوتها المزعج سمعاً،المفرح إستبشاراً بالشبع .
تتتسابق النسوة على ادارة تلك الرحى ، لكنها تحتاج الى ساعد
فتي وحكيم في طريقة إدارتها والحفاظ على مابين فكيها
وإلاّ أتعب نفسه وزاد المنتظر جوعاً ، من يدرك أهمية
ذلك قليل ، قد يمسك بها متهور يقضي على أجل
تلك الرحى ومن ثم يفقد من كان يدار لسحق
ما بداخلها . قد يحتاج لجيرانه لعلهم
يفرغون من سحق حبيباتهم ،
إن عرفوا أن تهوره كان
سبباً في القضاء
على تلك الرحى
قد لايعيرونه
رحاهم .
تعلو تلك الرحى عصى تُدار بها يميناً وشمالاً ، يُحسن إدارتها من تعود
عليها ، لكن يقضي عليها من لايحسن ذلك . لامشكلة في تلك
العصا إن أصابها عٌطبُ يسهل استبدالها ، لكن من يختار
لابد أن يختار عصا ملساء ليس بها نتوءات تزيد تلك اليد
الناعمة جروحاً . من يُديرها غداً إن لم يُحافظ
على تلك العصا وتلك اليد . المهم أن من
يستخدم تلك الرحى عليه معرفة
الإتجاة التي يُسهل عليه
دورانها والا قد قضى
على الرحى والعصا
المهم في الأمر
لستُ أنا من
تُدار به تلك
الرحـــــى.
بسم الله الرحمن الرحيم {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً }الفرقان53
آخر تعديل دكتور الموسى يوم
16/07/2008 في 05:58 PM.
|