كثيرُ من الناس يضحك معك ويُبدي لك صداقته ، وتُحس أنه أخيك الذي لم تلده أمك
يُظهر مودته لك وتزداد يقيّناً أن الدنيا لازالت بخير وأن الناس بهم من الطيبة
ماالله به عليم ، لكنك تتفاجأ بتغيرات في الخفاء تُحاك ضدك لاتدري عن
مصدرها الحقيقي على الأقل في حيّنها ، تشك في من حولك ولربما
من أقرب قريب لك ، مستبعداً ذلك الشخص الودود في تعامله
معك . تبدأ الأمور في الظهور شيئاً فشيئاً حتى يصلك اليقين،
تتساءل ماذا فعلت له ؟ لم يحدث مني شيء تجاهه؟لم
أكن ساذجاً إلى هذه الدرجة؟ تجلس مع نفسك
برهة من الزمن ،تُعيد حساباتك وإذا بك كُنت
بطيبة قلب مع من لايستحق تلك الطيبة .
يعمل ذلك الشخص في الخفاء ليؤذيك ويُدبر المكايد مع غيره ليجعلك في زواية
لاتستطيع الخروج منها وإن قُدر لك وخرجت أشبه ما تكون بطائر قُصت
جناحيه . حسدٌ ،غيّرة، بُغض لاتعلم لها سبب . ناجح أنت مقارنة بغيرك
نجاحُك زاده توهجاً وإحتراق وصدق عزوجل إذ قال:،{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }آل عمران 119. قد يكون الله أعطاك مالاً أو جاهاً أو علماً وكم كان بوده أن يكون المتصرف في ذلك كُله حتى لايعطيك شيء وقد قال الله فيهم : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54
كثيرون هم في زماننا هذا وليس بالضرورة أنا المعني بهذا بل كل البشر وترونهم في مجالسنا في حفلاتنا وفي كل مكان ، تراهم تدور أعينهم وينظرون إليك من طرف خفي . لذا نصبحتي لهم:
1ـ اتقوا الله ربكم في غيركم واعلموا أن الله يعطي من يشاء ويقدر له .
2ـ فد تكون تلك النعمة التي أُعطيت لغيرك وبال على صاحبها وتمحيص له .
3ـ ابذل أنت الأسباب واترك لمن يُقدّر تلك الأسباب .
4ـ افرح لاخيك المسلم حتى تنال نصيبك من الأجر إن لم يُقدر لك الرزق .
وفقني الله وإياكم لخيري الدنيا والأخرة