عرض مشاركة واحدة
قديم 23/04/2008, 02:59 AM   #3


الصورة الرمزية رحاب الرحمن
رحاب الرحمن âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5380
 تاريخ التسجيل :  Dec 2006
 أخر زيارة : 08/05/2012 (02:57 AM)
 المشاركات : 5,918 [ + ]
 التقييم :  660
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




عطر الحروف بارك الله فيك و فى طرحك المميز الذى يجعلنا لا نستطيع او لا نقاوم مشاعرنا فى التعبير عن اعجبنا به و المشاركه فى موضوعك و اسمح لى ان اسهب فى الحديث
عندما نغفل المشاعر إنما نفعل ذلك تلقائياً وبصورة اعتيادية، دون أن نشعر بأن هناك خلل ما.
فإذا سألت أحداً، أو سألك أحدهم إشارةً إلى موقف معين: "بماذا أحسستَ؟" أو "بم شعرتَ؟"
يكون الجواب من قبيل "حسيت إن ودي أضربه" أو "شعرت بأني أريد أن أغادر المكان"...الخ.
ومن البديه أن مغادرة المكان أو الضرب هي من باب التصرفات (السلوك) لا المشاعر.
أما المشاعر فهي العواطف (أي الانفعالات) التي جاشت في الصدر واختلجت في القلب قبل الرغبة في الضرب أو مغادرة المكان بثوانٍ قليلة أو حتى بجزء من الثانية أحياناً.
وإذا كنتَ -مثلاً- في ضائقةٍ مالية ولجأت إلى صديق مقتدر ليقرضك فخيب أملك.
فإنك قد تنهي روايتك لما حدث بهذه الصورة:
"فأحسستُُ إنه دنئ، وسأتحاشى الحديث معه مستقبلا!ً".
إنه دنئ: استنتاج تم بعملية تقييم عقلية تدخل ضمن الوظائف الإدراكية (Cognetive)،
وتحاشي الحديث: تصرفٌ يدخل ضمن العمليات السلوكية (Behaivoure).
مرةً أخرى انزوت المشاعر في ركنٍ بعيد.
وفي الغرب، إذا وقع سؤ فهم، أو خلاف بين شخصين قريبين من بعضهما البعض، فإن أحدهما يبادر في اليوم التالي -أو في ذات اليوم- قائلاً للآخر:
"هل تود أن نتحدث عما حصل؟" عندنا لا يحدث ذلك أبداً،
ولو حدث فإن الآخر يرد بحزم:
"ليس هناك ما نتحدث عنه!".
والأدهى من ذلك لو قال أحدهما للآخر: "هل أنت غاضب؟"
فإن إجابة الآخر في أغلب الأحوال لن تتجاوز إحدى هاتين الإجابتين:" لا طبعاً! ولماذا أغضب؟! لا شيء يثير غضبي" (بينما هو في داخله يغلي من الغضب).
أو ينفجر قائلاً: "طبعاً غاضب وحانق! وتتبجح بسؤالك هذا؟ لو كان لديك قدر ضئيل من الإحساس بالآخرين لما بدر منك كذا وكذا".
فيشتعل الخصام من جديد.
بل لعل الطرف الآخر يتحاشى أن يجيب بهدؤ أنه غاضب، خشية أن يرد عليه الأول:
"إذاً اضرب برأسك عرض الحائط!"
ألم أقل لكم أننا نستهين بمشاعرنا!
الحاسة السادسة:
ويعود استخدامنا الدائم للألفاظ المعبرة عن الإحساس، أو الشعور، محل التعبير عن الأفكار والسلوك، إلى الحصار الذي نفرضه إلى المشاعر.
ولكنه يعود أيضاً، وبصورة جزئية، إلى أن نوعاً من الشعور قد يساعدنا أحياناً على اتخاذ قرارٍ ما، أو اختيار تصرف معين.
مثلاً قد يقول المرء أحسست أن الكلام يحوي فخاً لي فغيرت موضوع الحديث، أو شعرتُ بأن عليّ أن أفعل كذا وكذا.
بيد أن هذا الشعور الغامض والذي ينبعث فجأةً في النفس كلحظة كشف خاطفة (وليس نتيجةً لعملية استنتاج عقلية تحليلية)
هو من باب الحدس أو البديه.
وبالتالي لا علاقة له بالمشاعر أو العواطف، بل ويمكن أن يُسمى بالحاسة السادسة.
لنتغلب على جفاف الصحراء:
من المؤكد أن هناك أسباباً أدت إلى تجاهل ثقافتنا السائدة للمشاعر وازدراءها لها، ما يهمني هو أن نفتتح الباب للمشاعر، أن نحترم مشاعرنا، ومشاعر الآخرين من حولنا، مهما بدت لناتافهةً أو غير مهمة. وأن نحترم حقنا –جميعاً- في التعبير عن المشاعر، وأن نتعلم الاستماع لها.في داخل كل منا طفل بحاجة لأن يعبر عن عواطفه الإيجابية منها والسلبية .. عن همومه الصغيرة ..عن خوفه .. حزنه .. فرحه .. خجله أو شعوره بالذنب. وبحاجةٍ لأن يسمع كلمة أحبك، أو آسف، أو أشكرك، أو أشتاق إليك، ممن يحبهم أو يحبونه.
وفي نظري أن العديد من المشاكل الاجتماعية والأسرية بل والنفسية يعود إلى كبت المشاعر. وأن أهم عيوب سؤ التواصل (Communication) يكمن في الاستهانة بالعواطف، وعدم الإفصاح عنها. ألم جربوا - أن تستمعوا لمشاعر طفلك، أو أمك، أو زوجك، أو زميلك؛ دون أي موقف دفاعي منك، أو تبرير، أو نصائح، أو أية محاولة للإقناع.
جرب أنت أن تحدثهم عن مشاعرك دون أن تتوقع منهم أن يجاروك في ذلك.
فقط تعلم أن تتحدث عن عواطفك، وأن تقترب منها، وسيتعلمون ذلك مع الزمن.
إن لحديث المشاعر مفعول السحر في صفاء القلوب وتطهير النفوس.
ليس لمن حولك فحسب، بل لك أنت بالدرجة الأولى.
وفي نظرية أرسطو عن الدراما (التمثيل) أن أحد أهم وظائف التراجيديا (مسرحيات المأساة) هي مشاعر الخوف والشفقة التي تتلبس المتفرج عندما يتماهى (يتوحد) مع البطل المعذب، فتحدث للمتفرج حالة التطهر من تلك المشاعر الحبيسة داخله، وذلك بفعل خبرته لها أثناء الاندماج في متابعة للعمل التمثيلي وكذلك لتعبيره عنها.


 
 توقيع : رحاب الرحمن


التعديل الأخير تم بواسطة رحاب الرحمن ; 23/04/2008 الساعة 03:06 AM

رد مع اقتباس