09/09/2004, 12:36 AM
|
#22
|
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
|
المشاركات :
3,254 [
+
] |
التقييم : 311
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
صداقة الأم للأبناء
إن الصداقة بين الأم والأبناء هي من أكثر الأسلحة التربوية فعالية فالصداقة هي المنفذ الأمن إلى قلب الأبناء ومشاكلهم وبمساعدتها لا تحتاج الأم إلى الخطط لمعرفة أسرار الأبناء ومشاكلهم خاصة في سن المراهقة لآن إحساس الابن أو الابنة بالصداقة وشعوره بالأمان يدفعه إلى اللجوء إلى أقرب الناس إليه وأكثرهم تفهما. والصداقة بالطبع لا تأتي بشكل مفاجىء بل تأتي حصيلة جهود سنوات من سعة الصدر وتوصيل الحب ومنح الثقة وكسب الاحترام . فكيف تستطيع الأم أو الأب بناء الصداقة مع الأبناء ؟
1- من أهم عوامل الصداقة الشعور بالاحترام . ومن البديهي إن تبدأ صداقتنا مع أبنائنا حتى في السنوات الأولى من العمر بتوصيل هذا الاحترام لهم عن طريق الفعل والقول . إذ يجب إن يعامل الطفل كإنسان يحمل من المشاعر والأحاسيس ما يحمله الكبار فلا يصفع على وجهه ولا يوبخ أمام الناس أو يسخر منه وان حدث عن طريق الخطأ أو المزاح فلوحظ أن الطفل قد شعر بالإهانة فيجب الاعتذار له . إن اعتذار الوالدين للطفل إذا شعروا بأنهم اخطأوا في حق من حقوقه هو عنصر فعال جدا إذ انه يوصلنا إلى هدفين أولهما أننا نعلم الطفل أن الاعتذار عن الخطأ فضيلة مهما كبر الإنسان في مكانته وعلمه وثانيهما انه يوصل للطفل احترامنا لذاته فيعلمه احترام ذاته وتقديره لنفسه دون غرور أو تباهي . وإذا حدث ولجأ الطفل إلى أمه للتحدث إليها بأمر ما فعلى الأم أن تعطيه اهتمامها التام فلا تقل له مثلا: "تحدث أسمعك وأنا أطبخ " بل يجب عليها التوقف عن العمل إن استطاعت والجلوس مع طفلها لتسمع له كما تستمع لمشاكل صديقة لها . وان لم تستطع ترك العمل لفترة طويلة بسبب ضيق الوقت مثلا فيجب عليها التوقف للحظات والاهتمام بالطفل لتحديد موعد للحديث . يمكنها مثلا إن تعتذر للطفل بطريقة لبقة بقولها : " كم أود حبيبتي أن أستمع لما تقولين ولكنني مضطرة في هذه اللحظة إلى إنهاء الطبخ لآن لدينا زائر قد دعاه والدك للغداء ، ولكنني متشوقة لسماعك ولا أريدك أن تتحدثي فلا أسمعك ، فهلا أعطيتني مهلة بسيطة حتى أفرغ من الاهتمام بالضيف ونستطيع بعدها أن نذهب معا في نزهة إن شئت فتحدثيني بما ترغبين ".
2- إن الثقة بالحب والشعور بالأمان هما من أهم عناصر هذا النوع من الصداقة حيث تلغي حاجة الأبناء إلى الكذب للحصول على مزيد من الحب والرضا . فإذا شعر الطفل بأن حب والدته أو والده مرتبط بنجاحه وحسن أدائه شعر بالقلق والخوف من فقدان هذا الحب إذا أخطأ في تصرف ما وقد يدفعه هذا إلى الكذب ومحاولة إخفاء الخطأ . من هنا كان مهما جدا أن يشعر الأبناء بالحب المطلق باستمرار لذلك يجب الابتعاد عن مدح الطفل بجمل مثل : " كيف لا أحبك وأنت الأول على الفصل" " أحبك كثيرا لأنك مطيع لا تخطيء" واستبدالها بجمل مثل : " كم أحبك يا حبيبي وأفتخر بك وسعيدة أنا بكونك الأول على فصلك ولكني أحبك دوما مهما كنت " " أحبك بأخطائك وطاعتك وإنسانيتك لأنك جزء من روحي " فمتى شعر الأبناء بالأمان وعدم الخوف من تغيير المشاعر أدركوا أنهم يستطيعون اللجوء إلى ذلك الصدر الحنون والحب الذي لن يتغير أبدا مهما حدث .
3- الصداقة بين الأم والأبناء لا تعني التساهل والتهاون لكسب المودة . على العكس تماما , إن ما نصبو إليه هنا هو ثقة الأبناء بسداد رأي الوالدين وحزمهم حين يستوجب الحزم . لذلك كان ضروريا أن يكون العقاب مثلا مدروسا وليس عشوائيا يعتمد على حالة الأب أو الأم النفسية . فان استحق الطفل العقاب اليوم لبكائه في السوق مثلا فيجب أن يعاقب في كل مرة يبكي فيها في السوق . وان وعد الطفل بعقاب مثلا كفرد من مجموعة ( إن أحسنتم التصرف جميعا سأشتري لكم الايس كريم ومن يسيء التصرف لن أشتري له ) فان أحسن اثنين التصرف ولم يحسن الثالث ، يجب تنفيذ العقاب في ذلك اليوم مهما شعر الوالد أو الوالدة بالضيق لحرمان الطفل من الايس كريم مع إعادة النظر في هذا النوع من العقاب مستقبلا . الغرض من العقاب هو تعليم الطفل فان كان عشوائيا ، لم يفهم الطفل متى يكون البكاء في السوق مثلا مقبولا ومتى يكون غير مقبول . وان تم اتخاذ القرار بأمر ما يجب عدم العودة عنه مهما توسل الأبناء وحاولوا تغييره حيث نطمع هنا بالوصول إلى احترام الأولاد لقرارات الأم وثقتهم بسداد رأيها .
إن الوصول إلى المثالية هو لاشك أمر مستحيل ، فمهما حاولنا الإضافة إلى جعبة العلم والمعرفة ومهما حاولنا الالتزام بكل تعليمات علم النفس وخبراء التربية نجد أننا معرضين للخطأ أحيانا فلا يوجد بشر على وجه الأرض يملك المقدرة على ادعاء المثالية . إن ما ندعو إليه هنا هو محاولة جادة للنظر في طريقة تعاملنا مع أبنائنا ومن ثم محاولة تحسين طرقنا في التربية مدركين بالطبع أن المحاولة قد تعني ارتكاب الأخطاء أحيانا . فلا تشعري أيتها الأم بالإحباط من ارتكاب الأخطاء وتذكري إن ارتكاب الخطأ شيء إنساني ويمكن استغلاله كوسيلة تعليمية جيدة . فمن خلال الخطأ نستطيع أن نقترب من أبناءنا بالاعتراف به والاعتذار عنه فنجعل منه درسا لنا كما هو لا بناءنا فلا تخجلي من الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه للأبناء فأنت تعلمينهم النظر إلى الذات بواقعية والسمو بالذات من خلال التعلم من الخطأ وتجنب ارتكابه مجددا . وكذلك فأنت أيضا تساعدينهم على رؤيتك كأم بواقعية أكثر فلا تصدمهم إحدى أخطائك بسبب صورة مثاليه قد تكون رسمت لك . كوني طبيعية ومحبة ومعطاءة ، عبري عن الحب وعبري عن الحزم فلا تبتذلي ولا تمثلي فكل ما ندعو إليه هو رسم الطريق وليس حفرها . إن حب الأم للأبناء لا يشك به عاقل فهم فلذات الأكباد التي تسير على الأرض ولكننا إن رسمنا الطريق وصلنا إلى غايتنا فاقتربنا بأمومتنا إلى أقرب نقطة ممكنه من المثالية وان تخبطنا فيه قد نضل الطريق .
|
|
ليت عند الباب نهرا من العسل والسماء تمطر سحايسها ذهب والفرح ثوبا عسى مابه طسل والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب
|