تطرق عبدالواحد لجميع أغراض الشعر منخلال قصائدة الرنانه والمحبوكه بعنايه ومن تلك الأغراض :
المدح:
للمدح على لسان عبدالواحد نكهه مختلفه تميزه عن غيره منالشعراء فإن مدح أجاد ،وإن تجلا في شعره ساد.
فهو الذي يقول في مدح خادم الحرمينالشريفين في عرض قصيده له :
ياملكنـا طـول الله عمـرك يافهـد
مايعرف فهد بن عبدالعزيز إلاالنجاح
ماهو صعبه تحمل الشعب كله فيعيونك
وأنت في قلبك تشيل العروبـه كلهـا
وهو الذي قال في مدح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز:
لوكانوا كل حكام العـرب مثلـك إلا مثلضلـك
وإلا مثل إسمك الي لاطرى مسمع إبليسإرتجف
أصبح الما جليد وعالم المسلمين الثالـث اول
وأصبح الغرب شرق وكفت الأرض عندورانها
الفخر:
تجاوز شاعرنا بأسلوبه في الفخر تجاربكثيره سبقته في شعر العرضه الجنوبيه ، فالفخر لديه أغنيه معلقه في السحاب يسوقهاالمطر بأنغام الرعد ولمعان البرق .
يقول في الفخر بوطنه الحبيب المملكه العربيهالسعوديه:
أدمغ المجد بالسيفيـن والنخلـه
وامنح المجد جنسيـه سعوديـه
ويقول في الفخر بقبيلته زهران:
إن عقدنا الشور ميه مثل واحد
وإن عقدنا العزم واحد مثل ميه
وحال فخره بنفسه من جانب الشعر يقول :
إن تغيبت أصبحت ديرتي قفـراً بدونـي
وإن حضرت أصبحت سلطان يحكم سلطنه
الوصف:
يتناثر الوصف من شفتي عبدالواحد كالدررالتي لاتملك إلا أن تنصت مبهوراً بما تسمع:
واليك هذا الأبيات في الوصف :
قطع الليل ولّت مسرعه كنّها خيـلٍ سوابـق
واقبل الفجر يسعى والطريق اتضحوالنهج بان
والقمر والكواكب كنّها ريش داخل عش هامه
والشفق مثل داب ٍيحمل الجوهـره بينالحيـاه
ومما قاله أيضاً في الوصف :
الفشل حاجزٍ شفاف بين الهزيمه والنصـارى
والقوي والضعيف اشبه بقصة ولد يامره ابوه
الرثاء:
ربما لا تحزن لخبر مؤسف سمعته أو منظرشاهدته لسببٍما !, ولكنك ستعيشه قلباً وقالباً حين تسمع تلميحاته أو تفضيلاته في قصائد عبد الواحد التي تقطر دمعاً وحرقة حينما يشعلها في مسامعنا .
ومما قاله في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمة الله عليه -
والله إنالحـزن بعـدك .. لا يفارقنـا .. ولا يتركنـا
لو تشوف الحزن بعدك في وجوه النـاس وش تـرك
موت أبن باز أو قـظ إنسـان الهـوى .. وأصحابـه
موت أبن باز.. أخرج الدمعه من أقصى الخاطرالونسان
ومما قاله في رثاء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد:
كلهم يبكون فيصل كلهـم يبكـون أبونـواف
كيف مايبكون زرِّاع ابتسامات الرضىوالطيبه
جعل عين مابكت فيصل يبدل دمعهـا بلهايـب
جعل قلبٍ مارجف من موت فيصل ماعدأرتجف
الحكمه:
عندما تقرأ أبيات عبدالواحد وأنت لاتعرف عنه شيئاً لا يراودك الشك أنه لا يقل عمره عن خمسين ، فالحكمه التي لايحملها بيت شعرهل تصدر إلا عن شاعر له خبره كبيره في الشعر وتجارب كثيره مكنته من قول مثل هذه الآبيات التي تنوء بها قوافي الشعر.
ومما قاله في ذلك:
عين الأعمى تعز عليه .. لو كان مايبصر بها
وقال ذلك:
في رأيي واحداً يوقد لنا فيظلام الليل شمعه
خير من ميتين ألف آدمي يسبون الظـلام
يعني في طابور الا قزام وأنت اطويل قامه
قالوا خارج عن القانون وإلا تمرد عالنظام
أما تنقص حتى مستوى الروس وإلاتنحني
الغزل :
لا أبالغ حينما أقول أن عبد الواحد منأفضل من تغنى بشعر الغزل في ساحات العرضة
وأعني هنا الغزل العفيف الذي لا يخرج عن نطاق الأدب
فعندما يشدو بقصائد الغزل يزرع في صدرك وجد المحبين وشمس الحنين , فتهطل أبياته كهطول المطر لينبت عشب الوجد وأغصان الشوق وأروراق الحنين :
دعونا نعيش معه هذه الأبيات :
لا باس يا قلبي اللي حط فيه الحب قـروح
لا باس يا قلباً أغداه الهوى والحب أقسام
على الوليف اللي أراضيه ويحـب قتلـي
وأقول أنا سـد وجـه اللهونعنـا عيونـه
ومما قال على على طرق لعب بنب شهر :
عزوا الناس فـي قلبـي مـا بعـد مـات
وادرجوني في الا كفان واللي مات غيري
السخريه :
تجلت سخرية عبد الواحد في كثير من قصائده , ولكن بعيداًعن التجريح , فهو عندما يسخر يضع الميسم على الجرح ويتميز في الطرح .
لنسمع ما قاله في إحدى قصائده :
ما سمعتوا بكذبة عام الالفين .. ما حيٌ ضحك؟!
قال قايل : تراب جنوب لبنان من قيده تحـرر
قلت ما ظن يتحرر من القيد شي اسمه جنوب !
وقوله لأحد الشعراء:
الفقر ما يدري إن ابوك خال الوزير
والموت يدري انك حارس المقبـره
السهل الممتنع :
من الصعب تركيب المفردات البسيطة الدارجة في حديثنا فيقالب شعري موزون ومقفى , ولكن عبد الواحد يمتلك هذه الموهبه الفذة .
يقول:
إحنا وانا اخوك نفهمها قبل ما تطير
إن كنت شاطر وتفهما وهي طايـره
وقـــــــولـــــــه :
أحسبكم تقلون مثل البشر تكبروتنسى
واثركم تقلون تكبر وتاكـل غيرهـا
الا جتماعي :
ناقش عبد الواحد كثير من هموم مجتمعه بأسلوب واقعي ركزفيه على الجمل التقريريه الواضحه بعيداً عن التعقيد .
ومما قاله وكان له بمثابة جواز السفر للشهرة قصيدة "خط الجنوب " التي كان لها أبلغ الأثر في الالتفاته لشاعريته الفذة ,ومنها :
يقولون إن نهر النيل في كل عام ٌ لـه ضحيـه
وَضحاياك يا نهر الشقا والعنا عـدات ألـوف
وَمقاتيلك أكبر من ضحايا الحروب وم الكوارث
أسـرةٌ تختطفهـا واسـرةٌ شملهـا يتبعـثـرا
هموم :
لم يقتصر عبد الواحد على هموم مجتمعه القريب بل تناول هموم الأمة الإسلامية ووضعها تحت مجهر الفكر الإسلامي الصافي , فخرجت قصائد بثوب يليق بالشاعر الذي يحمل قضية إسلامية تؤرق مضجعه وتكشف مطمعه , فتناول قضية البوسنا :
الذي مسلمٌ دينه على نهـج ديـن يصاراخـي
ديني يفرض علي آمد كفي لجاري وانصر آخي
حتى لو نفقد الأرواح في نصرهم ماشي غبون
واخوتنا في بلاد البوسنة تغتالهم حرب العقيدة
والنصارى بغوا يستبدلون المنـارة بالصليـب
وتناول القضيه الفلسطينية :
حسبنا الله على شارون وأعوانـه ونعـم الوكيـل
حسبنا الله على المبني الذي يدعونه البيت الا بيض
جسمه أبيض ولكن قلبه أسود مثـل بيضةغـراب
الهجاء :
مثلما أجاد عبدالواحد أضرب الشعر المختلفة فإن إجادته للهجاء لا تقل عن الأضرب الأخرى , فكلما ته في هذا المجال كالسوط الذي يسرق الضرب سرقاً فلا يشعر المضروب بألمه حتى يعود السوط في يد الضارب :
يقول في ذلك :
والغريب إن ما يهزا بنا إلا حثالـة مجتمعنـا
ناس ما عندهم حاضر مشّرف ولا ماضي تليد
ما دام إن الهدف قتل المواهب وتجريح الكرامه
نعلبوا واحدٌما يحمل السيـف ويناضـل لهـا
ومن ذلك قوله :
كنه أمس وكلنتون يلزم الصمت فيقصة لو نسكي
حايراٌ مثل خصله من شعرها تهفهفـه الريـاح
ما هدفهم ولا عنوانهم غيـر ترويـج الرذيلـه
والأفن الهوى واللهو في طبعهم ماهـو غريـب
عالماٌ كنه الشطرنـج فيـه الهزيمـه شيعـاي
الطابع الديني :
للبيئة التي تربى فيها الشاعر أثر كبير في حياته بشكل عاموشعره بشكل خاص , فنبرة التدين جليه في جل قصائده , فلا يبدأ مشوار الشعر في أي مناسبة إلا وقد ذكر الله وأثنى عليه بادئ ذي بدأ من ثم يتجلا في محاوراته الشعرية .
مما قاله فيبد اية المناسبات :
ياالله إن اطلبك يا منشي السحاب
ياالذي ما تخضع لغيره الرقـاب
يالله اجعل قسمنا الحظ والتوفيق
والسعد في كل معنـى حليفنـا
وبنظرة زاهدة في الدنيا يقول :
يـاالله أرزقنـا بيوتـاً فيالجنـه
جنة الفردوس الأعلى هي الدارا
مهمـا زيـنـا منازلوشيـدنـا
بكره نهجرهاتقـل مـا سكنهـا
المجهر الشعري :
يمتلك عبدالواحد شفافية باصرة للوصول إلى دقائق المعاني وترجمتها في أسلوب شعري مبهر يستوقفك من أول وهلة يمربك :
مما قاله :
اترك اللي ماضحك في وجهي إلا ريالي
كنـه الـدولار لا وقـع فيـد خاينـه
الصور الفوتوغرافيه :
أبيات عبدالواحد كالصور ثلاثية الأبعاد التي ترها مجسدة أمامك يقول في أحد أبياته:
شبيه الأطرش في المعراض في ظني
لا شاهد الصف يعرض هز مشعابـه
همه الخاص:
عبدالواحد شاعريحمل تجارب كبيره أختزلها من خلال قراءاته واطلاعاته، وهو شاعر حساس نشعر به من خلال مقولاته وقصائده . في أواخر عام 1418هـ في إحدى حفلات العرضه قبل ان يعتزل ومن ثم يعود إلى الساحه ، وهذه القصيده تعتبر من القصائد القلائل التي تكشف بعض ا لسرارفي حياة الإنسان الشاعر عبدالواحد الزهراني ألا وهي قصيدة "المرآه" حيث كانت بمثابةالعزاء له تجاه مالاقاه في مشواره الشعري في حفلات العرضه .
وعندما بدأ بدأ تنهيدته الشعريه بقوله "ياهلي "وقد بدأ بحرف نداء وكأنه يستنجد ويصر على إمكانية الإنصات إلى سماعه من قبل مجتمعه الذي عبر عنه بلفظه الأهل الأقربين .
وعندما أزال حاجز الوحشه المحيط به بدأيفرغ مافي خلجاته بكل عفويه وصدق ، حيث توصل إلى نتيجة مفادها أن الشعر هو الذنب الكبير الذي أقترفه في حياته .
الشعر هذا الفن الراقي الضارب بجذوره في التاريخ ،ولاكن ولو تساءلنا عن هذه النتيجه وعن هذا الأتهام من قبل شاعرنا للشعر لوجدنا :
أولا :
أن عبدالواحد تظهر في قصائده ملامح النزعه الدينيه التي كانت بمثابة القاعده لإنطلاقة نحو عجله الشعر ومن ثم قناعاته يما يقوله في قصائده ، بالإضافه إلى طاحونة الصراع التي حملها معه منذ الطفوله ، فعبدالواحد لم يتمتع بطفولته كالأخرين بسبب دخوله دوامة الشعر في سن مبكره ، كما أن الوضع الآجتماع يالمحيط به بشكل عام كان له بالغ الأثر في نفسيته.
على شفاههم تستعر بالأسئله فأخذ يهذي بكلامه العاقل ويعزي نفسه عن الذنب الذي أقترفه [ ذنب الشعر ] ويحاول إقناع الجميع بأنه
ليس إلا طفل قلبه أبيض ومطامعه لا تتعدى نظرة حنان من والدته أوهمسة عطف من والده أوثناء من أخيه أوقبله من أخته بعيداً عن زيف الدنيا ،
كما عبر عن صوت الحكمه بالشيخ الذي يسكن الطفل والذي يظهر في روح الأمل المتلبسه بثوب الوفار ، وهنا يجعل حتى من حاول مقاضاته يعيش في حيره من أمره . كما ان العلاقه تبدو واضحه مابين ماقاله عبدالواحد وماقاله الأمير الشاعر خالد الفيصل :
قامت تجاذبني على درب الأسباب
روح الشباب يحدها عقل شايـب
وقد وصلت مرحلة القلق والتوجس داخل الشاعر أن الضحكه وهي أقل مايعبر بها الإنسان عن فرحه وسروره كانت محط تنازع فيداخله بين إطلاق وهضم، بين طفل يريد المرح والسرور وبين شيخ يحكمها بالعقل .
وبع ذلك يأخذ من قول سيد قطب نبراساً لعيشه في مقولته المشهوره
"من عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً ، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً ..
وبعد هذا كله ينتقل إلى مرحلة أخرى يدلي فيها بمزيد من المعاناه التي ربما تكون له مبرراً لأي قرار ، وكأنه يمهد لقرارإعتزاله آنذاك.
ثم يعود مره أخرى ليضرب على وتر الطفوله وبراءتها وقلة درايتها بالأمور حينما قال "مادريت"
وفي خضم هذه الأحداث وهذه المعاناه وهذه الشكوى يرفع رأسه المثقل وينهض من جثوته بلغه متهدجه مليئه بالحكمه ويجيب على نفسه بقوله:
واثر ماعاد لك في الناس ياصدق الأحساس أيقيمه
واحتراق الكبـد ماعـاد يشعـر بقيمتـه آدمـي
والحقيقه أن هذه القصيده
يتجسد فيها الصراع بين رغبة الطفل البسيطه ونظرة الشيخ الحويطه
وبين ألم الإنكسار وعنفوان المناضل
في جو خطابي بسيط ومؤثر خلق فيه التضاد صوره شعريه رائعه . يتبع وفي البيت الثاني بعد أن وضعنا بعض العلاقات التي توصلن الجواهر النص ـ أخذ الشاعر يعبر عن نفسه ويجثو على ركبتيه أمام مطرقة القضاه بعض أن رأى علامات الأستفهام في بداية صيف1418هـ