أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - بعض ما يمكن غرسه من الصفات عن طريق القدوة:

وبعد أن بيناأهمية القدوة في تربية الأولاد والشباب،نورد بعض الصفات التي يجب غرسها في نفس الطفل أو الشاب عن طريق القدوة وهي مجرد أمثلة فقط.
أ- صفة الصدق:
ويكفي أن يدرك الباحث ليسوق الحديث الذي رواه أبو داود بسنده عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال:"دعتني أمي يوماً ورسول الله e قاعد في بيتنا فقال: يا عبدالله تعالى أعطيك،فقال لها:(ما أردت أن تعطيه)؟ فقالت تمراً فقال:أما أنك لم تعطه شيئاً،كتبت عليك كذبه[1] أليس هذا الموقف من النبي e يدل على حرصه أن يظهر المربي بمظهر الصدق إمام من له في عنقه حق التربية،ليكسبهم هذا الخلق الكريم...وفي المقابل قد يكتسب الطفل أو الشاب صدفة الكذب ويتساهل فيه،لذا رأى ذلك من أبيه وأمه وأستاذه ومن في مكانتهم.
ب- صفة العدل:
ويسوق الباحث مثلاً آخر يوضح كيف تظهر الأم بمظهر العدل أمام أولادها..عن عائشة رضي الله عنها قالت:"دخلت على امرأة ومعها بنتان وهي تسأل فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة،فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها،فدخل علي e فأخبرته فقال:"من ابتلى في هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار[2] " لذلك على المربي أن يسلك كل سبيل حسن أمام من يقوم بتربيتهم لينشؤوا على الأخلاق الفاضلة ويتربوا على المكارم.
جـ- وبالقدوة يتعلم الطفل أو الشاب بالألفاظ الحسنة، إذ لا شك أن ما يتفوه به إنما يعد صداً لما يسمعه من أمه وأبيه ومن حوله،فلا بد إذاً أن تردد على مسامعه ألفاظ التحية الإسلامية والرد عليها.وغيرها من الأذكار.وإلا فأثر القدوة أكبر وأعم،فكل خير يسلكه المربي سيكون له أثر في الناشئ فالقدوة من أعظم وسائل التربية تأثيراً،وترسيخاً.

[1][ رواه أبو داود ،كتاب الأدب.باب في التشديد في الكذب،ج5 0 ص265]

[2] [ رواه مسلم ،كتاب البر والصلة،باب فصل الإحسان ،جـ2،ص446.)