أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   الصلاة (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=499)
-   -   ((صلاة الفجر وفضلها العظيم)) (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=98362)

لؤلؤة زهران 03/09/2013 10:24 PM

((صلاة الفجر وفضلها العظيم))
 





وبعدَ ظلام الليل الحالك يتنفَّس الصبح بضيائه، ويُرسل إلى الكون خيوط الصباح الأُولى مؤْذِنًا ببدء يوم جديد، ويَشهدُ الكون في تلك اللحظات المهيبة صراعَ النور والظلمة، واعتراكَ الليل والنهار، ويُبصِر ميلادَ يوم جديد، ويُقبل الفجر في زُهُوِّه وبهائه يتهادَى اختيالاً، مِلء عينيه أسرارٌ وأخبار.


وفي هذا الوقت البديع المبارك يُدوِّي في سماء الكون النداءُ الخالد، نداءُ الأذان لصلاة الفجر، فتهتف الأرض كلُّها: "الله أكبر الله أكبر"، "الصلاة خير من النوم". وتكون صلاةُ الفجر فاتحةَ اليوم في حياة المسلم، وكأنَّما يُعلِّم الإسلام أهلَه أن يبدؤوا كلَّ أمر بطاعة الله والإقبال عليه والإنابة إليه، وكأنما هي شكرٌ لله على نعمة الإصباح بعد الإظلام، ويبدأ وقت صلاة الفجر من ظهور الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، والسُّنَّة فيها التعجيل، فيُصلِّيها بغَلَس قبل الإسفار.


أيُّها المسلمون:
ما من جديد سأذكره عن صلاة الفجر، ولكنَّها كلماتُ نُصْح أُوَجِّهها لكم عن هذه الشعيرة بالذات؛ فنحن نعيش أيام الصيف حيثُ يقْصُر الليل ويطول النهار، وحيث يتمتع قطاعٌ عريض من مجتمعنا بإجازة لا عملَ فيها، فيكثُر السهر؛ ومن ثَمَّ يكثُر النوم عن صلاة الفجر.


إنك لو وازنت بين عدد المصلين هذه الأيَّام في صلاة الفجر وفي غيرها من الصلوات لرأيت عجبًا! هل لي أن أطالب نفسي وإيَّاكم بأن يُحصيَ كلُّ فرد مقدارَ ما فاته من صلاة الفجر في جماعة منذُ بداية شهرنا هذا، هل حاولتَ إحصاء ذلك؟ كيف كانت النتيجة؟ أليست محزنة؟! وإذا كنتَ أدركت الفجر جماعة، فهل لي أن أسأل عن سُنَّتها القَبْلِية؟!


لقد جرى مرة استفتاءٌ محدودٌ شمل عددًا ممن نَحسبُهم راغبين في الخير فكانت النتيجةُ مرعبة؛ ستةَ عَشَرَ في المائة - فقط - هم الذين لم تفتْهم صلاةُ الفجر خلال أسبوعين!
فهل يسوغ لنا ويُقبل منا مثل هذا التفريط؟!

أيُّها المسلمون:
لقد سَمَّى الله هذه الصلاة العظيمة: (قرآن الفجر)؛ فقال - سبحانه -: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، قال ابنُ كَثير - رحمه الله -: "يعني صلاة الفجر"، ورَوى البخاريُّ في "صحيحه" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تجتمع ملائكةُ الليل وملائكةُ النهار في صلاة الصبح))، يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.

وهكذا تكون صلاة الفجر مجتمعًا للملائكة، ومحفلاً من محافل الخير والطاعة والعبادة، لا يحضُرُه إلاَّ كلُّ طاهرٍ مطهر من الأبرار، يستحقُّ أن يكون في ضيافة الرحمن؛ عن أبي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن توضَّأ ثم أتى المسجدَ فصلَّى ركعتين قبل الفجر، ثم جلس حتى يُصلِّيَ الفجر، كُتِبت صلاتُه يومئذٍ في صلاة الأبرار، وكُتِب في وفد الرحمن))؛ رواه الطبراني - بإسناد حسن.

وليست هذه فضيلة صلاة الفجر الوحيدة، بل قد تكاثَرتِ النصوص بما لهذه الصلاة من فضائل، فهل تعلم - يا عبدَالله - أنَّ صلاة الفجر تعدِلُ قيام الليل؟! روى مسلم في "صحيحه" عن عثمانَ بنِ عفان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن صلَّى العشاءَ في جماعة، فكأنَّما قام نصف الليل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعة، فكأنَّما صلَّى الليل كلَّه))، ورَوى مالك - بسند صحيح -: أنَّ عمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه - فَقَدَ سليمانَ بنَ أبي حَثْمَةَ في صلاة الصبح، فمَرَّ على الشِّفاء أمِّ سليمان فقال لها: "لم أرَ سليمان في الصبح!" فقالت: إنه بات يصلِّي فغلبتْه عيناه، فقال عمر: "لَأَنْ أَشْهدَ صلاةَ الصبح في جماعة أحبُّ إليَّ من أن أقوم ليلة"، رَحِمك الله يا عمر! ورحمك الله يا سليمان، بتَّ تُصلِّي فغلبتْكَ عيناك!
فكيف بالذين يغلبُهم النوم وهم أمام القنوات الفضائية ينتقلون من قناة إلى أخرى؟!
وكيف بالذين لا يغلبُهم النوم، ولكنْ تغلبهم الشهوات؟!
كيف بالذين يسهرون على الأرصفة أو في بطون الأودية والشِّعَاب لا يرجون لله وقارًا؟!





لؤلؤة زهران 03/09/2013 10:29 PM

إن المحافظة على صلاة الفجر وصيَّةُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصحابة من بعده لأمة الإسلام؛ فعن أبي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - أنه لما حضرتْه الوفاةُ قال: أُحدِّثُكم حديثًا سمعتُه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن استطاع منكم أن يشهدَ الصلاتين: العشاء والصبح ولو حبوًا، فليفعل))؛ رواه الطبراني في "الكبير"، وهو حديث حسن.

إن خروجك للمسجد في صلاة الفجر نورٌ يكون لك يومَ القيامة؛ عن سهل بن سعدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((بشَّرِ المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنُّور التَّامِّ يوم القيامة))؛ رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.

إن صلاة الفجر أمانٌ وحفْظٌ من الله لعبده؛ فعن سَمُرَةَ بنِ جُنْدُب - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الصبحَ في جماعة، فهو في ذمَّة الله - تعالى))؛ رواه ابن ماجه بسند صحيح.

إن محافظتَك على صلاة الفجر في الجماعة وملازمتَك على ذلك سببٌ يؤدِّي إلى نظَرِك إلى وجه ربِّك - تعالى - في دار كرامته، وهذا أعظمُ نعيمٍ أنْعَم الله به على أهل الجنة؛ ففي "الصحيحين" من حديث جريرِ بنِ عبدِالله البَجَلِيِّ- رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أمَا إنَّكم سَتَرَون ربَّكم كما ترون القمر لا تُضَامُّون في رؤيته؛ فإن استطعتُم ألاَّ تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا))؛ يعني: صلاة العصر والفجر، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130].

إن محافظتَك على صلاة الفجر في الجماعة أمْنٌ لك من عذاب الله، أمنٌ لك من سَخَط الله، سببٌ لرضا الله عنك؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث جُندُب بن عبدالله - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه مَن يطلُبُه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم)).

إن صلاة الفجر سببٌ للفوز بجنَّات ربِّ العالمين؛ عن أبي موسى - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى البَرْدَيْن دخل الجنة))؛ رواه البخاري ومسلم، والبَرْدَان: هما الصبح والعصر.

إن صلاة الفجر في الجماعة سِترٌ لك من النار؛ فعن أبي زهير عِمَارة بن رويبة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لن يَلِجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))؛ يعني: الفجر والعصر؛ رواه مسلم.

أيُّها المسلمون:
ولمَّا كانت صلاة الفجر بهذه المنزلة العظيمة، كان التفريط فيها جرمًا كبيرًا وغفلة غير يسيرة؛ قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كنا إذا فقدْنا الرجلَ في الفجر والعشاء أسأنا به الظنَّ"، وعن أُبَيِّ بنِ كعب - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا الصبح فقال: ((أشاهِدٌ فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((أشاهدٌ فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأَتَيْتُمُوها ولو حَبْوًا على الركب))؛ رواه أحمد وأبو داود بسند حسن.

أيُّها المسلمون:
لقد تعلقَّتْ قلوبُ السلف - رضي الله عنهم - بهذه الصلاة؛ لِمَا علموا من جليل فضلِها وسوء عاقبة التخلُّف عنها، فكانوا أحرصَ الناس عليها، حتى لقد قال عبدالله بنُ مسعود: "ولقد رأيْتُنَا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتَى به يَتَهَادَى بين الرجلين حتى يُقامَ في الصف".

وها هو رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نبي الأمة وهاديها يمرُّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: ((الصلاة يا أهلَ البيت، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]))؛ رواه الترمذي، إنه حرْصٌ نبويٌّ وتربية لابنته على أن تحرص على صلاة الفجر في وقتها.

وكان عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه - يمرُّ في الطريق مناديًا: "الصلاةَ، الصلاة"، يوقظ الناسَ لصلاة الفجر، وكان يفعل ذلك كلَّ يوم.

وحين اشتكى الإمام سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ عينَه قالوا له: لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة، لوجدْتَ لذلك خفَّة - يدعونه للتَّنَزُّه في ضواحي المدينة حيثُ الخضرة والجو الطليق - فقال لهم: "فكيف أصنع بشهود العَتَمَة والصبح"؟!

وتزوَّج الحارث بن حسَّان في ليلة من الليالي، فحضر صلاة الفجر مع الجماعة، فقيل له: أتخرج وإنما بَنَيْتَ بأهلك الليلة؟! فقال: والله إن امرأةً تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأةُ سوء، وقام عبدالرحمن بن مهدي ليلة حتى جهد، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى عليَّ الفراش، فجعل على نفسه ألا يجعل بينه وبين الأرض شيئًا شهرين، ومكث الإمام مدين بن أحمد الحِمْيَرِيّ دهرًا إلى حين وفاته لا تفوته التكبيرة الأولى من صلاة الصبح، ويمكث في مصلاَّه وهو على طهارة إلى أن يركع الضحى وربما جلس بعد ذلك، وبقي الشيخ الغرناطي نحوًا من عامين أو أزيد يخرج للصلوات الخمس يُهَادَى بين رجلين لشيءٍ كان برجله، حتى كان بعض أصحابه يقول: الغرناطي حجةُ الله على مَن لم يحضر الجماعة.

وكانوا يرون فَوْتَ صلاة الفجر في الجماعة خَطْبًا جَلَلاً يستحقُّ العزاء؛ قال حاتم الأصم: فاتَتْنِي صلاة الجماعة، فعزَّاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزَّاني أكثر من عشرة آلاف؛ لأنَّ مصيبة الدين أهونُ عند الناس من مصيبة الدنيا.

فأين نحن - معاشرَ الأحبة - مِن هَدِي مَن سبقونا؟! وهذا شيء يسير من أخبارهم.

منقول للفائده


لؤلؤة زهران 03/09/2013 10:30 PM

إن هذا الكمَّ الهائل من النصوص والآثار في صلاة الفجر والجماعة - لهو رسالةٌ موجَّهة إلى النفس التي حجبَتْها الشهواتُ والشبهات عن طاعة الله، فتقاعست عن صلاة الفجر، وهي الشعار الصريح والفيصل الواضح بين الصالح والمنافق.


هل من محاسبةٍ للنفس قبل أن تُحَاسَب؟! هل تأمَّلْنا قولَ المؤذن: "الله أكبر"، وتساءْلنا: هل الله أكبر من كلِّ شيء؟! أكبر من السهر على المعصية؟! أكبر من متعة الفراش؟! أكبر من البيع والشراء؟! أكبر من الدنيا بأسرها ومشاغلها الفانية؟!


يا عبدَالله، يا عبدَالله:
ربما تُصلِّي الفجر في جماعة فيُصلَّى عليك في الظهر، فكن في ذمة الله وجواره ولا تنقض العهد؛ فكم من نفس أصبحت في الدنيا وأمست في الآخرة! وكم من نفسٍ أمست بفرح وأصبحت بحزن! اغتنمْ صحتك قبل مرضك؛ قيل لأحد المقعدين المشلولين نتيجة حادث: ماذا تتمنَّى؟ قال: صلاة الجماعة، فاحْمَدِ الله يا عبدَالله، واعمل قبل أن يُحال بينَك وبين العمل.

عباد الله:
إن هذا النداء نوجِّهُه إلى كلَّ مؤمن ممن لا يزال في قلبه خوفٌ من الله، ويُعلن صباحَ مساءَ أنه من أهل المساجد، وأنه يُحافظ على كثير من الصلوات، لكنه يتخلَّف عن صلاة الفجر، وإن هذا التخلُّف ظاهرةٌ سيئة، وبادرة خطيرة تُنْذِر بالعقوبة، وتبعث على الخوف، وتستدعي النصح والإرشاد، وتوجب بذل الأسباب المعينة لتلافيه وتعاطي العلاج قبل أن يستفحلَ المرض، ويعظُم الداء، ويعزُّ الدواء.

ولعلَّ أهمَّ خطوة في طريق العلاج: استشعارُ أهمية هذه الصلاة، وإدراكُ قيمتها، وأن تركَها والتهاونَ فيها سمةٌ من سمات المنافقين، وعلامةٌ من علامات الخاسرين. وعليك بأذكار النوم، ودعاء الله في الوتر أن يوفِّقك للقيام، وابتعدْ عن المعاصي جملةً وتفصيلاً؛ فإن المعاصي تقيِّد المرءَ عن الطاعة، وهي سلاسل وأغلال في عُنُق صاحبها تمنعه من العمل الصالح.




لؤلؤة زهران 03/09/2013 10:42 PM




كما أنَّ الله - سُبحانه وتعالى - يتبرَّأ من أولئِك الَّذين يتركون الصَّلاة المفروضة؛ لقولِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((لا تَترك الصَّلاة متعمِّدًا، فإنَّه مَن ترك الصَّلاة متعمِّدًا فقد برِئَتْ منه ذمَّة الله ورسوله))؛ رواه الإمام أحمد في مسنده.


ولكن من باب التَّحفيز والتَّشجيع - نعرِض لكم الفوائدَ الصِّحيَّة والجوائز الشَّرعيَّة لِمن يسعى إلى تسلُّق قمم المعالِي ويدوس سفاسِفَها:


الجوائِز الدنيويَّة والأخرويَّة لمصلِّي الفجْر:
أفضل جائزةٍ على الإطْلاق: عن جَرير بن عبدالله البجليِّ - رضِي الله عنْه - قال: كنَّا عند النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فنظَر إلى القمر ليلة البدْر، فقال: ((إنَّكم ستروْن ربَّكم كما تروْن هذا القمر، لا تُضامون في رؤْيَته، فإنِ استطعتم ألاَّ تُغْلَبوا على صلاة قبل طلوع الشَّمس، وقبل غروبِها، فافعلوا))؛ رواه البخاري ومسلم.


• جائزة الجنَّة وبراءة من النار: عن أبي موسى الأشعري - رضِي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن صلَّى البردْين دخَل الجنَّة))؛ رواه مسلم، والبردان: الصبح والعشاء.

وعن أبي زُهَيْر عمارة بن رويبة - رضِي الله عنْه - قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((لن يَلِج النَّارَ أحدٌ صلَّى قبل طُلوع الشَّمس وقبل غروبِها))؛ يعني: الفجر والعصر؛ رواه مسلم.

وعن أنس - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الغداةَ والعشاءَ الآخِرة في جَماعة لا تفوتُه ركعة، كُتِب له براءتان: براءةٌ من النَّار، وبراءةٌ من النِّفاق))؛ رواه البيْهقي وابن عساكر وابن النَّجَّار والخطيب.

جائزة الجنَّة! ما أفضلَها من جائزة! يكْفي الإنسانَ المسلمَ فخرًا أن يَقِف عندَها ولا يبحث عن المزيد، لكن لأنَّ النَّفس البشريَّة ضعيفة، يأبَى الله - سبحانه وتعالى - إلاَّ أن يَمنح الإنسان المسلم جوائزَ أُخْرى - سبحانه وتعالى - ﴿ وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

جائزة الزيادة في الأجر: عن عُثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن صلَّى العِشاء في جَماعةٍ فكأنَّما قام نِصْفَ الليْل، ومَن صلَّى الصُّبْح في جَماعة فكأنَّما صلَّى اللَّيل كله))؛ رواه مسلم.

•جائزة التأمين الدنيوي والأخروي: عن جندب البجلي - رضي الله عنه - عنِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الصُّبح فهو في ذمَّة الله، فلا يطلبنَّكم الله من ذمَّته بشيء، فإنَّه مَن يطْلبه من ذمَّته بشيء يدْركه ثم يكبُّه على وجهِه في النَّار))؛ رواه مسلم وأحْمد والتِّرمذي.

جائزة الطمأنينة النفسيَّة: وذلك من خلال الإحْساس بالطمأنينة في كنَف الله، تلك الطمأنينة التي وعده الله بها؛ فعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - : ((مَن صلَّى الصبح فهو في ذمَّة الله))رواه مسلم.


جائزة الانتصار على الشيطان: عن أبي هُرَيْرة - رضي اللّه عنه -: أنَّ رسولَ اللّه - صلَّى اللَّه عليْه وسلَّم - قال: ((يعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِية رأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلِّ عُقْدَةٍ مَكانَها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فارْقُدْ، فإنِ اسْتَيْقَظَ وذكَرَ اللَّه تعالى انْحَلَّت عُقْدَةٌ، فإن تَوْضَّأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُه كُلُّها، فأصْبَحَ نَشِيطًا طيِّب النَّفْسِ، وإلاَّ أَصْبحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ))؛ رواه البخاري ومسلم.

جائزة البركة: عن صخْرٍ الغامدي قال: قالَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الَّلهُمَّ بارِكْ لأمَّتي في بكورها))؛ رواه الترمذيُّ وابنُ ماجه والإمام أحمد.
هذا طبعًا، غيْض من فيض، لكن يكْفي من القلادة ما أحاطَ بالعنق.




ولله درُّ الشَّاعر إذ يقول:
وَإِذَا العِنَايَةُ لاحَظَتْكَ عُـيُونُهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
نَمْ فَالمَـخَاوِفُ كُلُّـهُنَّ أَمَانُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فَاسْتَمْسِكَنَّ بِحَبْلِ اللَّهِ مُعْتَصِمًا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْـكَ أَرْكَانُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



لؤلؤة زهران 03/09/2013 10:57 PM



ومِن بركات صلاة الفجر: أنها تفيض منَ النور على وُجُوه أهلها ما يُمَيِّزهم عن غيرهم، وكيف لا، وهذا هو أعز الأماني عند أحدهم وهو في طريقه إلى مسجده؟! ((اللهُمَّ اجْعَل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فَوْقي نورًا)).


وعند لقاء الله تعالى يَفُوزون بِمطلبهم، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بشِّر المشَّائينَ في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التَّامِّ يوم القيامة))؛ رواه التِّرمذي، وابن ماجه.



وعلى هذا؛ فمَن أدمَنَ المسيرَ إلى المساجد، زاد الله له في النور، فيعمُّه الضياء يوم القيامة، وقد ورد في ذلك: ((فيعطون نورهم على قدْر أعمالهم، فمنهم مَن يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم مَن يعطى فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة، وينطفئ مرة))؛ المنذري عن عبدالله بن مسعود.




قال الله - تعالى -: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12].



- تقرير عن أهل صلاة الفجر:


إنَّ مَن يحافظ على صلاة الفجر يتشرَّف برفع اسمه في تقرير ملائكيٍّ إلى الله - تعالى - قال - صلى الله عليه وسلَّم -: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله - وهو أعلم - كيف وجدتُم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلّون))؛ رواه البخاري بسندٍ صحيح عن أبي هريرة.


- قيمة صلاة الفجر:


سبحان الله! يستيقظ العبد من نومه في اختبار يباعد بينه وبين راحته؛ مِن أجْل ركعتينِ منَ الفريضة، تسبقهما ركعتان منَ النافلة.


وما أدراك ما قيمة النافلة في الصُّبح، فضلاً عنِ الفريضة؟ يقول النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((ركعتا الفجْر خيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها))؛ رواه مسلم عن عائشة بسندٍ صحيح.



تأمَّل - أخي المسلم - وأعد التفكير في هذا البيان النبوي الكريم، الذي يُبَيِّن أنَّ ركعتي السُّنَّة خير منَ الدنيا وما فيها، فما قيمة الفريضة؟ شيءٌ يستعصي على الخيال إدراكه، فالحمد لله على مزيد الأجر.



- الرِّزق والبَرَكة:


ومن بركات صلاة الفجر: أنها تنزل العبد في مقام الطاعة وقت البكور، الذي هو ذاته وقت البركة في الرِّزق؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لأمته بقوله: ((اللهُمَّ بارك لأمتي في بكورها))؛ رواه التِّرمذي بسندٍ صحيح، عن صخر الغامدي.


- البشرى بالجنة:


قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صلَّى البردَينِ دخل الجنة))؛ رواه البخاري، عن أبي موسى الأشعري، بسند صحيح؛ والبردان هما: الفجر والعصر.


وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لن يلجَ أحد النار صَلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))؛ رواه مسلم، عن عمارة بن رؤيبة بسند صحيح.




هذه أهم الكُنُوز الإيمانيَّة لأهل صلاة الفجر في جماعة




لؤلؤة زهران 03/09/2013 11:03 PM

آثار وعقوبات ترْك الفجر:
وكما أنَّ للمُحافِظ على صلاة الفجر كُنُوزًا منَ الحَسَنات، فإنَّ هناكَ آثارًا؛ بل عقوبات مخيفة لِمَن ضَيَّعَ هذه الصلاة:


- من صفات المنافقينَ:
قال الله - تعالى - عنِ المنافقينَ: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء: 142].


وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس صلاة أثقل على المنافقينَ من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوًا))؛ متفق عليه.

ومِن كلام ابن مسعود - رضيَ الله عنه - الذي يثير الإشفاق والخوف: "لقد رأيتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلاَّ منافق معلوم النِّفاق".

ويُؤَكِّد ذلك ابن عمر - رضي الله عنه - حيث يقول: "كنَّا إذا فقدنا الرجل في الفجر، أسأنا به الظن".

- الويل والغي:
قال الله - تعالى -: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].

وكما قال ابن عبَّاس - رضيَ الله عنهما -: "أما إنهم لم يتركوها بالكليَّة؛ ولكن أخَّروها عن وقتها كَسَلاً، وسهْوًا، ونومًا".

والغيُّ: وادٍ في جهنَّم - أعاذنا الله منها - تتعوَّذ منه النار في اليوم سبعين مرة؛ فكيف بمن يُلْقى فيه؟!

وقال الله - تعالى -: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5].

- بول الشيطان:
ومِن مساوئ ترْك الفجْر أن تارِكه يبُول الشيطانُ في أُذنَيْه؛ كما ورد عنِ ابن مسعود، قال: ذُكر رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلَّم - نام ليله حتى أصبح، قال: ((ذاك رجلٌ بال الشيطان في أُذُنَيْه))؛ رواه البخاري، عن عبدالله بن مسعود
ومعنى هذا: أنَّ الشيطان قدِ استولى عليه، واستخفّ به، حتى جَعَلَهُ مكانًا للبول - والعياذ بالله.

- الكسل وخبث النفس:
ومن آثار ترْك صلاة الفجر أن يصبحَ الشَّخص كَسُولاً؛ كما ورد في الحديث: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام - ثلاث عقد، يضرب على كلِّ عقدة: عليك ليل طويل، فإنِ استيقظ فذَكَر الله انحلَّتْ عقدة، فإن توضَّأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّتْ عقده كلَّها، فأصبح نشيطًا، طيب النفس، وإلاَّ أصبح خبيث النفس كسلان))؛ رواه مسلم.

- منْع بركة الرِّزق:
قال الإمام ابن القيِّم: "ونومة الصبح تمنع الرِّزق؛ لأنَّه وقت تقسَّم فيه الأرزاق"، وقد رأى ابن عبّاس - رضي الله عنه - ابنًا له نائمًا نوم الصبح، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تُقسَّم فيها الأرزاق؟!
منقول جزاء الله كاتبه كل خير

اتمنى ماقدمت حاز على رضى الجميع
لا تنسوني وبنائي من دعواتكم الطيبه ولمن كان له الفضل
بعد الله في طرحي لهذا الموضوع القيم





طير حلحال 03/09/2013 11:05 PM


أختي الفاضلة لؤلؤة زهران بارك الله فيك وأسعدك في الدنيا والآخرة على هذه الخطبة الرائعة حقاً والمؤثرة ، والتي تلامس القلوب وتستحثها بكلامٍ بديعٍ وأسلوبٍ شيّـق وجميل ، ومما يُـؤسف له أن نرى الشيوخ الذين أنـحنت ظهورهم من الكبر هم السباقون إلى هذا الفضل العظيم ، وأما شباب اليوم إلا من رحم الله فهم يغطون في نوم عميق عن أداء هذه الصلاة وفضلها ، فهي أثقل صلاة على المنافقين ، قال صلى الله عليه وسلم ( أثقل صلاة على المنافقـيـن صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً .
دمتي في صحة وسعادة وحفظك الباري .


لؤلؤة زهران 03/09/2013 11:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طير حلحال (المشاركة 719147)
أختي الفاضلة لؤلؤة زهران بارك الله فيك وأسعدك في الدنيا والآخرة على هذه الخطبة الرائعة حقاً والمؤثرة ، والتي تلامس القلوب وتستحثها بكلامٍ بديعٍ وأسلوبٍ شيّـق وجميل ، ومما يُـؤسف له أن نرى الشيوخ الذين أنـحنت ظهورهم من الكبر هم السباقون إلى هذا الفضل العظيم ، وأما شباب اليوم إلا من رحم الله فهم يغطون في نوم عميق عن أداء هذه الصلاة وفضلها ، فهي أثقل صلاة على المنافقين ، قال صلى الله عليه وسلم ( أثقل صلاة على المنافقـيـن صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً .
دمتي في صحة وسعادة وحفظك الباري .



اخي الفاضل طيرحلحال جزاك الله كل خير على مرورك العطر
بارك الله فيك
ورزقك من حيث لا تحتسب
نسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا مقيمين الصلاة

همسة شوق 03/09/2013 11:18 PM

جزاااااااك الله خير في ميزان حسسناتك حبيبتي

دمتي بالف خير

لؤلؤة زهران 03/09/2013 11:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة شوق (المشاركة 719150)
جزاااااااك الله خير في ميزان حسسناتك حبيبتي

دمتي بالف خير

همسة شوق
اسعدني مرورك الغالي بارك الله فيك ورزقك من فضله


الساعة الآن 12:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w