أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   سوالف وقصص الاولين (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=458)
-   -   النسـاء قبل نصف قرن . (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=80768)

طير حلحال 02/05/2012 01:44 PM

النسـاء قبل نصف قرن .
 

إخواني وأخواتي الأكارم أسعد الله أوقاتكم بكل خير وبعد :
كان للمرأة قبل نصف قرن من الزمان سجل حافل بالكدح والكفاح والتضحية والعطاء ، إذ كانت كالنحلة العاملة لا تهدأ عن الحركة ، ولا تـتـوقف عن النشاط ، قدّمت جهدهاً ، وبذلت وقتهاً في خدمة زوجها ، ورعاية أبنائها ، فحافظت بذلك على نفسها ، وارتقت بأسرتها ، وساهمت في بناء مجتمعها .
كانت المرأة ( القروية والبدوية ) تقوم بالأعمال الشاقة ، وتـتولى المهام الصعبة ، وتـتحمل المسؤوليات الكبيرة ، وتقضي الأشغال الكثيرة ، خذوا مثلاً :
كانت تجلب الحطب .
وتوقد النار للطبخ والتدفئة .
وتجهّز الأكل والقهوة .
وتطحن الحب بالرحاة .
وتصنع الخبز .
وتحبس البهم .
وترعى الغنم .
وتلقّم البقر .
وتحلب الشاة .
وتمخض الحليب .
وتطرح العلف للدواب .
وتدهن البيت ، وتصلّح تراب سقفه وجدرانه وأرضيته .
وتشارك في الحرث والتسميد والري والصرام والدياس .
وتجلب الماء من البئر .
وتـنظف البيت بمحقة من أغصان الشجر .
وتخيط الملابس .
وتنسج الصوف .
وتعـتـني بالعيال .
وتصنع كل شيء ، ورضيعها في جنبها بالميزب.
وقبل كل هذا ، تهتم بإرضاء بعلها ، وتسعى في خدمته ، وتحرص على إسعاده ولا تغضبه بأي كلمه أو تـنغّص حياته .
عملت المرأة قديماً بهمّة متوثبة ، وروح متحمّسة ، ونفس راضية ، كان عليها لباس الحشمة ، ورداء العِفة ، ووشاح الطهارة ، يساعدها الرجل في أعمالها ، ويساندها في تنفيذ مهامها ، إلا إنها كانت تشتكي من الضنك ، والجور ، والإذلال ، وكان في زمنها بعض البدع والخرافات ، وذلك نـتـيجةً لضعف الإلتزام الديني ، وقلة الوعي الثقافي ، وشيوع الأميّة والفقر بين أفراد المجتمع .
وأما حالها مع حال المرأة في زماننا هذا ، فلا مجال للمقارنة بـيـنهما ، المرأة اليوم محمولة ، مكفولة ، مخدومة ، ومعززة ومكرمة ، لا نصب ، ولا تعب ، ولا جور ، ولا معاناة .
وكان للنساء فيما مضى ، عطاء أدبي مميــز ، له خصائصه وسماته وموضوعاته الخاصة التي لا يمكن للرجل أن يصل إليها ، فالعاطفة لدى المرأة أكثر غزارة من الرجل ، إذ نجد في أشعارها هواجس وهموم ، وحب وحنين ، وتوجيه ومناصحة ، وفيها كذلك صورة لبعض الجوانب الثقافية والإجتماعية للبـيـئة التي عاشت فيها .
وكانت ألسنة النساء تردد الشعر في مواقف كثيرة ، وفي مناسبات عديدة ، فهو أسلوب إتصال ، وناقل أفكار ، وناشر أخبار ، فكان له من الإهتمام الحيّز الوفير ، وكان للشاعرات المكانة المرموقة ، والكلمة المسموعة .
وفيما يلي مقتطفات موجزة ، من أبـيات وأهازيج شعرية ، كانت تُقال في بعض المواقف النسائية ، والمناسبات الإجتماعية ، والتي نلمس فيها معانٍ قيّمة ، وإبداعات جميلة .

صلوا على المصطفى واقروا معي سورة الناس * شريفة يا خاتم الفضة ويا خاتم الماس

سلام يا صُـفّـة البسكوت ومهلبـيّه * ياليـتـني مثلكم والشّيب ما حَـنّ فـيّـه

شَـرَط لنا في دارنا ذبْـح ناقة * وآثاره ما يلقى لثوبه بناقة

إلعبن يازينات يا سمن عُـكّـه * وإن كان ماجا صيف فالجغن لُـكّـه

إلعبن يا سلحات تحت الحماطة * وبعضكنه ما يمش المخاطة

والله لو نغسل بصابون مكة * يا خِلقة الله ما معي مِـنـك فـكّـه

صفيّه يا مَحسَن الحِـنّـا في أقدامك * أهلك حكومة وباقي الناس خُـدامك

ياويل ذي تأخذ منـكِّـس عِـقـاله * خذي من الزُّراع مستـور حاله

رفيعة يا كادي الأصدار لا فاح ريحه * أمك تقل لا رِضِي بالك فأنا مستريحة

يا ما طردنا في الدنيا ويا كم لحقنا * ماهـيـب قواتـنا لكن ربي رزقنا

أما بنات السوق ما يـنـقـرِبـنه * إن جِعن صِحنه و إن شبعن أنبطحنه

يا تاج لا تبكين ينهل كُحلك * والكحل غالي ما يجي إلا لمثلك.

شريفة يا سيف مطـلي بالذهب ينبدا به * أبوك مثل الملك فيصل في أول شبابه

أمك تقل يا قازتي وين تغدين * ودّعـتـك الرحمن من حيث تلفين

بالله يا كُلّ شاعر تـبـتـعد عن طريقي * خلّوني أمدح في الأبطال حتى الغروبي

والله ما دوّر الفـتـنه ولا ابغي المشاكِل * واقول ياذا سترت اليوم تستر لباكر

ملحوظة مهمة :
هذه المقالة بـيان عن حُقبة زمنية قديمة ، لكنها ليست دعوة إلى إقحام النساء في أعمال تخص الرجال ، وإنما هي دعوة إلى زيادة تحمّل المسؤولية الأسرية والإجتماعية ، راجياً أن نجد في بناتـنا وأخواتـنا من تهتم بدراسة هذا المجال ، وذلك بإبراز الجوانب المضيئة من حياة الأمهات في الزمن الماضي .



عين الجمل 02/05/2012 08:49 PM

لله درك يا طير حلحال ، في هذا السرد البليغ والقصائد التي فيها من الدعابة والنصح والمديح

،،،، أعتقد لو تنشد احد بنات هذا الجيل سيــــــدة ماذا قيل من قصائد في عرسها ، كانت اجابتها > هذا رقم الطقاقة

ورح أسألها ......، وابوصالح سرا ليله يهل الدمع من عينه حوااجب

وش دخل ابوصالح مسكين في كل عرس يبكي ويهلها اربع ... صار عزاء هذا بس فيه طق وزيران

أمك تقل يا قازتي وين تغدين * ودّعـتـك الرحمن من حيث تلفين

ياحليل تيه الكهلة تودع نور البيت (بنتها ) ... وشوفوا كيف ودعت الله بنتها ... ونعم بالله ،

طير حلحال 02/05/2012 11:35 PM


أخي الغالي عين الجمل تشرفت بمرورك بموضوعي والله يعطيك العافية ويسعدك وأشكرك من أعماقي على الثناء علي وعلى ما أطرحه من مواضيع ومنك نستفيد ، وبالنسبة لبنات هذا الجيل والله ما جابت خبر عن الحفلة كل همها الزفة والكوشة وفستان العرس والأصباغ اللي ملطخة بها وجهها ، أما الطقاقات فلا حلوى والله لا صوت عليهم ولا أغاني ، وإلا ديجيه يفقّع الأذان ( طبعاً كل المعلومات هذه عن الكوشة والزفة والطقاقات والديجيه والخيجيه ) أستفدتها من كهلتيه لا تعوّدوا تقولوا وش يدري طير حلحال عن تيه آهروج ، وإذا جيت تسأل كهلتك هااااه وش من عرس قالت بايخ زي وجيههم وديجيه أصمخنا وفقع أذاننا والله ما تسمع ذا جنبك وإنك ما تشوف إلا براطمها تـتحرك من قوّة الصوت وطقاقات ما يعرفنه يغنينه وأغانيهم مثل وجيههم ، قلنا لهم إلعبوا لعب الديرة أحسن من الديجيه اللي أصمخنا وفقّع رؤوسنا قالوا ما نعرف ، طبعاً كهلتيه من جيل اللعب وتكره شئ إسمه طقاقات وإلا ديجيه ، تبغى دف ولعب وقصائد مثل القصائد السابقة لكن ما جت في إيدها وإيد واحدة ما تصفق أغلب اللي حولها من جيل البلاك بـيـري والآي فون .
أما بالنسبة لهذه المرأة اللي تودع بنتها فالجود من الموجود وهذا يـتضح أن ما كان يضئ بـيـتهم في ذلك الوقت إلا القازة وتشوفها شئ عظيم وهذا يدل أن في وقتهم ما بعد جاء زمن العدنيات والفوانيس والأتاريك وإلا كانت شبهتها بشئ نوره أقوى من نور القازة ، والله يازين تلك الأيام ويا زين أهلها والحمد لله على كل حال .
دمت في خير وسعادة وحفظك الباري .



rola 03/05/2012 02:16 AM

جزاك الله خير الجزاء على هذا المقال الرائع الذي يُبين لنا صورة المرأة الرائعه في الماضي وهي المرأه العربيه التي يحثُنا عليها الإسلام دوماً
وليست المرأه العصريه الموجوده حالياً التي تتبع الموضه وتتبع الغربيات للأسف وكما ذكرت في ردك عن الأفراح فإن كل ما يحدث فيها والله حرام من الدي جي ومن كل شئ
وكما ذكرت في الموضوع المرأه اليوم مخدومه و مكفولة ومعززة ومكرمة ولا تعب ولا نصب ولا جور ولا معاناة للأسف الشديد


والله يهدي الحال ويكفينا شر عصر الفتن الذي نعيشه


بارك الله فيك على هذا المقال الرائع وله مني التقييم

طير حلحال 03/05/2012 01:19 PM


أختي الفاضلة رولا تشرفت بمرورك بموضوعي والله يعطيك العافية ، وأشكرك على ردك الشافي الوافي عن المرأة قديماً وحديثاً بارك الله فيك وكثّر من أمثالك ونفع بك وبما يخطه قلمك .
دمتي في خير وسعادة وحفظك الباري .



ابوفيصل المنتظر 03/06/2012 06:45 AM

تعجبني اطروحات هذا الطير وبقوة
اجدت يااخي بارك الله فيك ولاعدمناك وامثالك الكرام
مواضيع مميزة ومنها يستفاد وينقل ويفتخر به
حدث ولاحرج في الامهات والاخوات ممن كبر سنهن
وندعي الله ان يستر ويسعد نساء اليوم
فمن هن الامهات والاخوات والعمات وكلهن ان شاء الله
الى خير رغم ما فرضه العصر والاوان من تغيرات
وهذه اشياء اتت مع النقلة الحضارية في كل مكان
والحمدلله
يافاطمة اوصيك كوني صخرة صما
هنياي صفة رديه ينخلون الماء
وسلامتكم


الساعة الآن 01:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w