الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




بخروش بن علاس الزهراني

تاريخ زهران وغامد


إضافة رد
#1  
قديم 28/01/2012, 02:49 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » 14/04/2024 (10:30 PM)
مشآركاتي » 64,139
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
افتراضي بخروش بن علاس الزهراني



هذي سيره بخرووش بن علاس الزهراني


نسبهُ : لأسباب طول الأثر بين حياة الأمير بخروش بن علاس الزهراني الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري وبين الباحثين التاريخيين , كان لزاماً على أقوال التاريخ والمؤرخين أن تختلف وتتعارض وتتضاد في بعض المواقف التاريخية , فالمشهور عن نسب شخصيتنا الكريمة هو اسم { بخروش بن علاس } , غير أن الحقائق التاريخية التي تُحَدثُنا عنها بعض المصادر التاريخية القريبة من حياة ذلك الأمير , تُثبت أن اسم بخروش بن علاس اسم شهرةٍ أطلقه رواد التاريخ على تلك الشخصية الفريدة .. بينما أن الاسم الحقيقي والكامل لشخصيتنا التاريخية على أصح الروايات هو :

بخروش بن مسعود العلاسي البخروشي القرشي العامري الزهراني .

وتلك الشخصية الحربية التي حاربت طويلاً جحافل القوات العثمانية , شخصيةٌ كريمة من بيت شياخةٍ وحكم , فـ" جدهُ " الثاني المسمى بالبخروشي ( رواية شعبية ) كان ذا منصبٍ وشياخة على قومه من قريش بني عامر , وأستمر حكم تلك الأسرة حتى بعد مقتل بخروش بن علاس حيث اقتصرت شياخة تلك الأسرة على قبيلة بني عُمر في شخصية الشيخ عيظة بن جبران البخروشي , أما الأمير بخروش بن علاس فقد كان شيخاً على كافة قبائل زهران , وأسماه كثيرٌ من كُتاب التاريخ باسم الأمير عندما أضافوا إليه حكم بلاد غامد و زهران في دلالةٍ واضحة على امتداد حكمه , ورغم تتبعي لكثيرٍ من مصادر التاريخ إلا أنني لم أقف على حقيقةٍ تاريخية واضحة المعالم تُثبتُ حكم بخروش بن علاس لقبيلة غامد سوى خبر هزيمة بخروش بن علاس في بسل وانكسار { قومه } من غامد و زهران ..

توليه الحكم : في عام 1218هـ توجه عثمان المضايفي بحملة كبيرة لإخضاع بعض المتمردين على حكم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود , وفي وادي الحمى ببادية بني كبير من بلاد غامد وقعت المعركة الفاصلة بين أولئك المتمردين وأرباب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب , حيث استطاع عثمان المضايفي من إخضاع قبيلتي غامد و زهران لحكم الإمام عبدالعزيز بن محمد , وأختار عثمان المضايفي تعيين الشيخ بخروش بن علاس أميراً على كافة بلاد زهران ( العام 1218هـ) بعد أن كانت إمارته مختصةً بأبناء قبيلته من قريش .


شجاعته وأقول المؤرخين في ذلك :

جيوفاني فيناني .. مؤرخٌ ايطالي كان من أوائل الأوربيين الذين شاركوا في جيش محمد علي باشا , شاهد كثيراً من الوقائع الحربية بين الدولة السعودية الأولى وبين قوات محمد علي باشا , وهو من المؤرخين القلائل الذين حضروا معركة بسل , حيث كان شاهد عيان لبطولة بخروش بن علاس الزهراني حينما قال
( لم يشهد العرب أشجع من بخروش في زمانه )


جيرالد دو غوري صاحب كتاب " حكام مكة " ينقل عن المؤرخ السويسري بوركهات الذي حضر مقتل بخروش بن علاس وكان شاهد عيانٍ أيضاً على شجاعة بخروش .. بعد أن وقع بخروش بن علاس الزهراني في أسر محمد علي باشا , تمكن بخروش من الهرب , وبعد القبض عليه أمر محمد علي باشا كل جنديٍ من جنوده المحيطين به جرح بخروش بن علاس بالسيف جرحاً رقيقاً حتى يطيل فترة تعذيبه , يقول بوركهات (وظلوا عاكفين عليه هكذا إلى أن هلك , دون أن يشتكي )

• محمد آل زلفة مؤرخٌ سعودي ترجم لموريس تاميزيه كتابه " رحلةٌ في بلاد العرب " يقول آل زلفة عن بخروش بن علاس الزهراني ( أبرز زعماء قبيلة زهران , وهو واحدٌ من أشهر محاربي الجزيرة العربية , وفرسانها المعدودين ) .


بعضٌ من أخباره ( حكم بخروش ) : جميع الأخبار التي تتبعتها عن حكم الشيخ بخروش بن علاس أخبارٌ شعبية , يتناقلها رواة المنطقة من كبار السن , والمهتمين بتاريخ قبيلة زهران , وأنا حين أذكر تلك الأخبار القديمة , أهدف إلى محاولة الإحاطة بأكثر جوانب هذه الشخصية التاريخية , ورغم أن تلك الأخبار التي نقلها رعية بخروش بن علاس ممن عاصروه إلى من بعدهم ليست بتلك الصورة الجيدة , إلا أنني أرد كثيراً منها ولا ألفت لها بالاً ..

قلعة بخروش بن علاس بقريش الحسن : روى كثيرٌ من كبار السن حادثةً مفصلة عن أسباب بناء تلك القلعة , حيث تذكر الروايات .. بأن بخروش بن علاس قد طلب من بعض عُرّافِ وعُرفاءِ قرى قبيلة زهران تسجيل مطالبهم العامة , واحتياجاتهم الخاصة , وذلك بشأن دفعها إلى الشريف غالب (كان يدين بالولاء للدولة السعودية الأولى بعض الوقت , والبعض الآخر ينتكس على عقبه فيعود لتجديد الولاء والبيعة للدولة العثمانية ) .. غير أن بعض أكابر القبيلة قاموا بالاتفاق فيما بينهم لإبعاد بخروش بن علاس عن مركز رئاسة القبيلة , فقاموا بإرسال بعض الرسائل السرية إلى الشريف غالب تُخبره عن مدى سخط وغضب الأهالي من ديكتاتورية بخروش بن علاس , وأخذوا يكيلون له في تلك الرسائل التآمرية الكثير من التُهم والإسقاطات , منها على سبيل المثال لا الحصر " تهاونه في جباية الزكاة من بعض قرى زهران .. تطبيق الحدود الشرعية على بعض الأفراد دون بعض ... إلى غير ذلك من الاتهامات " .

بعد ذلك قام بخروش بن علاس بجمع مطالب الأهالي , وسار بها في عيد 1220هـ إلى الشريف غالب بمكة , وهناك في قصر الشريف غالب بدأ بخروش متحمساً في إعلان مطالب أهالي قبيلة زهران , والتي كان من أهمها تخفيض مقدار الزكاة السنوية , غير أن الشريف غالي فاجأ بخروش بسؤالٍ ذكي قائلاً له : ما رأيك بأفراد قبيلتك ..؟ فأجابه بخروش ببديهته الأصيلة : زهران ونعم , عند ذلك بدأ الشريف غالب باستعراض الرسائل السرية التي قام بعض الأهالي بإرسالها ..
وبعد الانتهاء من قراءة الرسائل كان الشريف غالب يتوقع من بخروش بن علاس دفاعاً طويلاً لإثبات عكس تلك التُرهات , إلا أن بخروش بن علاس بدأ صامتاً لم تنطق شفتاه إلا بعبارة : أنت أعرف بي منهم .
وهناك أطبق الصمت قليلاً على الشريف غالب قبل أن يعود ليقول " رغم ذلك فأنا أجدد ثقتي بك , وأسألك أن تُحسن الأمر برعيتك "

ماذا حدث بعد ذلك ..؟

بعد عودة بخروش بن علاس إلى بلاد زهران بدأ بالتحضير للانتقام من معارضيه , فأمر عَبدَهُ الحبشي المسمى " نويري " بجمع أولئك القوم في باحة منزله المبسط .. وما أن أجتمع القوم حتى بدأ بخروش يخطب في جمعهم مفنداً تلك الترهات التي بعثوا بها إلى الشريف غالب , وبعد الانتهاء أخبرهم أن في نيته بناء حصن شامخ , وأنه أختار أولئك القوم لمساعدته في بناء قلعته التاريخية .
حيث قام بخروش بن علاس بإنزال عقابه التاريخي على أولئك المعارضين , فأمر بعضاً منهم بالإتيان بالحجارة على ظهور الجمال من وادي ليّة بالقرب من الطائف , والبعض الآخر أمره بالإتيان بالحجارة على ظهور الجمال من فج الغواة بالقرب من منطقة مكة المكرمة , والبعض الآخر وهم أشد القوم خيانة أمرهم بإحضار الحجارة على ظهور الجمال من مسافاتٍ بعيدة اتفقت بعض الروايات على أنها من مناطقٍ معروفة على خط المدينة المنورة .

يقول أحد شعراء المنطقة ..

لا سلم الله بو مساعد فلا أبغي حُكم بخروش
يقول غدّه يانويري ولا أعجبني غداهم
أثار ذا كايه الغداء يقطعون الرأس بالسيف
وزاد ربي زوّل أمره ورى حُكم الضلالي



أعماله الحربية : إذا قرأنا صحائف تاريخ الدولة السعودية الأولى , وجدنا أن كثيراً من معارك الثوار الجنوبيين دائماً ما تأتي في إشارات بسيطة لا تعطي انطباعاً كاملاً أو واضحاً عما كان يدور في الجنوب , ورغم تصفحي لكثيرٍ من كتابات النجديين في تلك الفترة الحرجة , لم أجد وصفاً دقيقاً أو اهتماماً واضحاً بثورة الجنوب , رغم أن تلك الثورة والمقاومة الجنوبية كانت باعتراف أولئك المؤرخين النجديين ( أحسن الله إليهم ) سبباً من أسباب تأخر انهيار الدولة السعودية الأولى .
والأعجب من ذلك أن قراءتك لصحائف المؤرخين الغربيين كأمثال جيرالد دو غوري وموريس تاميزية وجيوفاني فيناتي وجورج سادلير ترسم لك الملامح التفصيلة الكاملة لما كان يحدث في الجنوب , وأجد لمؤرخي الدولة السعودية الأولى من أبناء الإحساء ونجد , عذراً عندما أقول ربما كان في بُعد المسافة , ومشقة السفر عذرٌ مقنع , وسببٌ واضح لما حدث في كتابات تلك الفترة .

معركة القنفذة :

تمهيد : قارئ التاريخ .. عندما أتحدث عن معركة القنفذة كفقرةٍ أولى من فقرات هذا المبحث , أجد في كتابة أستاذ الوثائق التاريخية السيد أحمد مرسي عباس عزاءً عندما بدأ كتابه الجميل عن تاريخ الدولة السعودية الأولى بقوله ( التاريخ لا ينشد إلا الحقيقة سواءً كانت من وثيقة أو من شهادة شاهد العيان ) .
وأقول بأن ذلك القول الرائع كان بمثابة العزاء لان كثيراً من كتابات المؤرخين على اختلاف مشاربهم وأوطانهم تحدثوا عن دور البطل العسيري طامي بن شعيب في تلك المعركة , رغم أن شاهد العيان التاريخي , وبعض كتابات المنصفين أثبتت بطولة بخروش بن علاس في تلك

المعركة الساحلية , فالكثير من أبناء غامد و زهران يسمعون إلى الآن بمقولة ( سَلّب القنفذة ) أو ( سَلّب البندر ) .. إضافةً إلى أن الوثيقة الدورية التي بعث بها القائد سيوم أوغلو إلى محمد علي باشا والموجودة بقصر عابدين بك بمصر تُثبت اشتراك بخروش بن علاس وقبائله على رأس جيش ( الوهابيين ) على حد تعبير الوثيقة .

إرهاصات المعركة : كان محمد علي باشا الوالي العثماني بمصر يطمع إلى الغنى والثراء لدولته العليّة , حيث تمكن ذلك الباشا الشقي من وضع مخططٍ شيطاني للقضاء على الدولة السعودية الأولى عن طريق احتلال الحجاز وبلاد غامد و زهران وأرض عسير .. لكن كيف تم ذلك ؟
بعد أن استطاع محمد علي باشا من الاستيلاء على الحجاز ( المدينة ومكة وجدة والطائف) بدأت أنظاره تتوجه شوقاً إلى أرض زهران وغامد و العسييريين , إلا أن قوة الثورة والعصيان في تلك الأراضي الشامخة , دفعت بمحمد علي باشا إلى التفكير بالاستيلاء على مناطق أخرى ستساعده مستقبلاً في حربه التوسعية , لذلك قرر محمد علي باشا توجيه عساكره الشيهانية إلى بلدة القنفذة للاستيلاء عليها في عام 1229هـ , 1814 م .


المعـركة : كانت بلدة القنفذة قبل استيلاء محمد علي باشا عليها , تخضع لحكم الثائر العسيري طامي بن شعيب , حيث حاميتهُ الصغيرة والتي تُقدّر بأربعمائة فارس تُسيّرُ أمر تلك البلدة وتراقب مجال المد البحري باعتبار بلدة القنفذة ميناءً بحرياً هاماً .
وقبل وصول قوات محمد علي باشا إلى القنفذة فَضَلَ البطل الثائر طامي بن شعيب الانسحاب من البلدة , تحت اعتبار أن قواته البسيطة لا تستطيع مقاومة قوات محمد علي باشا في تلك الفترة .
وبعد وصول القائدان حسن آغا , وسيوم أوغلو على رأس قواتهم المحمولة بحراً عن طريق ميناء جدة اكتملت صفوف الجيش الباشوي في بلدة القنفذة بجيشٍ لا يقل عن ألفٍ وخمسمائة جندي مدربين على مواجهة أشرس المخاطر وأشدها هولاً .
وهناك في بلدة القنفذة بدأ القائدان حسن آغا وسيوم أوغلو بتفقد تحصينات المدينة , فـ" أزداد" سرورهم انشراحاً بوجود أسوارٍ عالية تُحيط ببلدة القنفذة , ذلك لأن الجيوش الشعبية التي لا تمتلك البنادق لن تتمكن من اختراق تلك الأسوار الغليظة , غير أن المشكلة الوحيدة التي واجهها القائدان العثمانيان هي مصادر الماء , حيث أن مصادر الماء لبلدة القنفذة تبعُد ما يقارب ثلاث ساعات بالقرب من الجبال . وبعد تفكيرٍ طويل اتفق القائدان على بناء تحصينات محمية بعدّة أبراج متصلة من آبار الماء حتى أسوار بلدة القنفذة , ووضع القائدان بالقرب من مصادر المياه ما يقارب من مائة وخمسين جندياً من الأرناؤوط ( ميليشيات حربية , خطيرة التسليح , ذات أصولٍ مقدونية ).
وبعد استقرار القوات العثمانية في بلدة القنفذة بدأ الأمير العسيري طامي بن شعيب في الاتصال برفيق دربه الأمير بخروش بن علاس الزهراني , وذلك من أجل التخطيط سوياً للقضاء على تلك الحامية التركية المتواجدة في بلدة القنفذة .
وبعد مضي عشرين يوماً تحرك طامي بن شعيب على رأس قواته العسيرية قاصداً بلدة القنفذة , بينما كان بخروش بن علاس الزهراني وقبائله قد جدوا في المسير وفضلوا الاستقرار في أرضٍ ليست بالبعيدة عن بلدة المظيلف , وبعد تقابل الحليفين بخروش بن علاس و طامي بن شعيب تحركت قواتهم باتجاه بلدة القنفذة ليفاجئوا القوات الأرناؤوطية بالقرب من مصادر الماء بجيشٍ ضخم يُقارب العشرة الآلاف بطلٍ جنوبي .. لتبدأ المعركة ولتقاوم الميليشيات الأرناؤوطية رابعةً من نهار , ذلك لأن الجيش الشعبي بقيادة بخروش و طامي لا يمتلك الكثير من الأسلحة

المتقدمة وهم في ذلك يستخدمون السلاح الأبيض الخفيف ( السيوف _ القنا ) وأنواعاً قليلة من البنادق البدائية .
وبعد أن دارت رحى المعركة بدأت القوات الأرناؤوطية بالتقهقر رويداً رويداً , ليفضل بعضُ منهم النجاة والهرب باتجاه بلدة القنفذة , وهناك وبسبب هرب القوات الأرناؤوطية انتشر الذعر سريعاً بين القوات المتبقية تحت إمرة حسن آغا وسيوم أوغلو , وفي محاولاتٍ يائسة بدأ القائدان العثمانيان في توجيه صفوف جيشهما , غير أن الوجل والوهل الذي أصاب الجيوش العثمانية جعل من أمر التوجيه والتنظيم أمراً مستحيلاً , وتحت نظرات الاضطراب وصيحات الفزع فضلت القوات العثمانية السلامة والنجاة بعد أن قَرُبَ الموت , وضاق العيش , واضمحلت رباطة الجأش .. فانطلقت أقدام القوات العثمانية تسابق الريح باتجاه مياه البحر في محاولةٍ يائسة للصعود على أسطح السفن الراسية في الميناء .
أما البطلان الجنوبيان بخروش بن علاس و طامي بن شعيب فقد ساقا بجيشهما نصال الرماح , وصافحا بشجاعتهما بيض الصّفاح , وبعد وصولهما إلى داخل البلدة تمكنوا من القضاء على عددٍ من الجنود العثمانيين والخدم التابعين لهم .
وأترك للكاتب التاريخي جيرالد دو غوري إكمال صورة ما حدث .. عندما قال

( وقد ذُبح كثيرٌ منهم " يقصد بذلك القوات العثمانية " داخل الماء وبالقرب من السفن )

وأكمل رسم ذلك المنظر الرهيب عندما قال ( سبحوا خلفهم والسيوف بين أسنانهم وحاربوهم داخل الماء )

ثم أخبر عن أحد القواد الأتراك قائلاً ( وقد نجا القائد التركي بنفسه , وأصبح على ظهر السفينة آمراً للتو أن تُرفع الأشرعة استعداداً للانطلاق السريع تاركاً للموت كل من لم يستطع الصعود إلى السفينة ) .

لم يكتفي جيرالد دو غوري بأحاديث تلك الكارثة المفزعة بل أخبرنا المزيد عن تلك الحامية المشئومة فقال
( كانت السفن لا تحتوي على كثيرٍ من الماء والزاد وقد توفي كثيرٌ من البحارة والجنود في هذه المسافة القصيرة بين القنفذة وجدة ) .

أما عن الغنائم التي وقعت في أيدي بخروش و طامي فقد قُدرت بالكثير من الذهب والخيول والجمال , والكثير الكثير من البنادق والذخائر , ولذلك أسمى أهل المنطقة تلك المعركة بالسلّب


معركة قريش الحسن

ارهصات المعركة : بعد الانتصار الكبير لمحاربي الدولة السعودية الأولى من أبناء الجنوب , والمتمثل في انتصار بخروش بن علاس و طامي بن شعيب على القوات العثمانية في سواحل بلدة القنفذة , بدأ محمد علي باشا حانقاً وغاضباً على شخص بخروش بن علاس وقبائله , ولذلك بدأ محمد علي باشا في التفكير جدياً للقضاء على بخروش وتأديب قبائله , خصوصاً وأن بخروش بدأ في تغيير خطط هجومه على القوات التركية , واستخدم في طريقة حربه الجديدة طرائق حرب العصابات , حيث كان يُغيرُ كثيراً على خط الإمدادات العثمانية , ويضرب الأهداف المتحركة والساكنة ذات الدفاعات المتماسكة و التحصينات القوية .

لذلك كله كان كثيراً ما يكتب محمد علي باشا لرؤساء جنوده بضرورة الانتهاء من بخروش بن علاس , وفي تلك المراسلات المكتوبة نَجِدُ محمد علي باشا يصف بخروش بعدّة أوصاف منها ( الكافر – الملعون – الشقي – المفسد – المحرش ) ... ولا أبالغ إذا قلت " ورب المتقدمين والمتأخرين " ما كان استخدام محمد علي باشا لتلك الأوصاف إلا دلالة واضحة على شدّة كربه وضيق نفسه من صمود البطل الثائر بخروش بن علاس .


الاستعداد للمعركة : من أجل الانتهاء من بخروش قام محمد علي باشا بتجهيز السلاح والعدّة الحربية اللازمة , إضافةً إلى توفير الكمية المناسبة من الغذاء والدواء والخيام , واستأجر لذلك عدداً كبيراً من الجمال والخيول , ووضع عشرين ألف مقاتل من الأتراك والمغاربة والمصريين تحت إمرة عابدين بك رجل الحرب الأول وضابط الرتب العليا في الجيش العثماني .

أما البطل الثائر بخروش بن علاس فقد كانت تجهيزاته على نحوٍ من البساطة لا يمكن تصديقه , فقد عمد الرجل إلى عقد ألوية قبيلة زهران , وجمع أعدادهم التي لا تتجاوز الثلاثة آلاف مقاتل في وادي قريش الحسن , وأظهر بخروش استعداداً صامداً للحصار والمقاومة فبدأ بتجهيز عدة الحصار الأولية من الماء والغذاء والسلاح , وعمل على تدريب مقاتليه على طريقة حرب الدفاع والهجوم .
وعندما تناما إلى الإمام عبدا لله بن سعود ( آخر حكام الدولة السعودية الأولى ) خبر استعدادات محمد علي باشا للقضاء على بخروش , أرسل أوامره إلى حلفائه في عسير بسرعة الوقوف مع بخروش لصد أخطار هذه الحملة الجائحة , فهب من عسير الثائر طامي بن شعيب مع أفراد قومه من العسيريين ورجال ألمع , وتوافد الأمير محمد بن دهمان الشهري بأفراد قومه من رجال الحجر , وشارك الشيخ شعلان أمير الفزع و شمران وبعض من قومه أيضاً لصد الزحف التركي ..

وهناك في وادي قريش الحسن بدأ بخروش في تنظيم الصفوف , فقام بتقسيم الجيش الجنوبي المشترك إلى ثلاثة فرق ..
الفرقة الأولى : ومهمتها القتال من داخل القلاع والحصون المنتشرة بوادي قريش الحسن , وذلك من أجل تكوين نقطة " حرب " لإقناع الجيش التركي بأن النصر لن يأتي سوى بالقضاء على أولئك المتحصنين , إضافةً إلى أن بخروش بن علاس كان يهدف أيضاً بتلك الفكرة إلى إشغال الجيش العثماني الكبير بمعارك جانبية , ومحاولة تقسيم صفوفهم إلى عدة أقسام .

الفرقة الثانية : وهي فرقة الهجوم , أو فكّ الكماشة , وتلك الفرقة تتخذ من أعالي جبال وادي قريش مقراً خفياً لتواجدها , حيث تعمل على مبدأ الخطة الحربية المعروفة بالهجوم السريع والمباغت على الخصم , ويبدأ عمل تلك الفرقة مع بدء معارك القوات العثمانية مع جنود الثورة الجنوبيين المتحصنين في القلاع والحصون .

الفرقة الثالثة : وهذه الفرقة هي الأقل عدداً والأكثر خطراً , حيث تعتمد على مبدأ الحرب القائل ( أقتل وأهرب ) ومهمة تلك الفرقة هي محاولة ضرب الإمدادات الخلفية للقوات العثمانية قبل وصولها إلى ساحة المعركة .


قلعة بخروش بن علاس

قلعةٌ تجاوز عُمرها الحالي مائتين وسبع سنوات (207س ) مبنيةٌ بالحجارة , وتتكون تلك القلعة الشامخة من أربع قلاعٍ دائرية ( شرق - غرب - شمال - جنوب ) ومن جوانب تلك القلاع يمتد سورٌ متين من الحجارة , وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً شبيهاً بقصر المصمك في ضواحي الدرعية ...

معركة قريش الحسن : في شهر شوال من عام 1229هـ سارت العساكر الشيهانية العثمانية من مكة والطائف باتجاه بخروش , لتبدأ المعركة التي وصفها كثيرٌ من كُتاب التاريخ بالمعركة الكبيرة , حيث قامت القوات العثمانية في بداية الأمر بضرب حصارٍ شديد على القلاع والحصون , وقامت بتبادل إطلاق النيران الكثيفة مع الجنود المتحصنين , حتى غربت شمس ذلك النهار على ليلٍ طويل مرهق من القتال المتفرق بين الجنود المتحصنين والقوات العثمانية .
وفي الصباح الباكر لليوم الثاني كانت الفرقة التي اتخذت من أعالي الجبال مركزً خفياً لتواجدها , تنهال على رؤوس القوات العثمانية بنيران كـ "كيزان " برد الثريا , مما جعل القوات العثمانية تتحول من مركز الهجوم إلى مركز الدفاع , وذلك التراجع الدفاعي للقوات العثمانية كان سبيلاً مساعداً لخروج القوات الجنوبية المتحصنة داخل الحصون والقلاع , ولقد أدى ذلك الخروج للقوات الجنوبية إلى تكوين فك كماشة أخرى على صفوف الجيش العثماني .
وبعد ساعاتٍ من الالتحام الدموي في ساحة المعركة بدأ الخوف والتقهقر واضحاً على صفوف الجيش العثماني , الذي سقط منه في ساعات معدودة ما يقارب ألف جندي .. وفي تلك اللحظات الحرجة لم يجد عابدين بك بُداً من الانسحاب , غير أنه وقبل أن يُصدر عابدين بك أوامره بالانسحاب كانت الجيوش العثمانية تولي الأدبار هاربةً في هزيمةٍ وصفها كثيرٌ من كتاب تاريخ الدولة السعودية الأولى بأنها ( شنعـاء ) .
كتب صلاح الدين المختار قائلاً ( ولولا وفرة الخيل لدى القوات المعتدية " يقصد القوات العثمانية " لما سلم من رجالها أحد )
ورغم ذلك كله لم يقتنع رجل الحرب الأول بخروش بن علاس بهزيمة العثمانيين , بل بدأ بمطاردة فلولهم المهزومة , وقتل منهم خلقاً قبل أن تصل القوات العثمانية إلى أسوار مدينة الطائف , حيث قام بخروش بن علاس بضرب حصار شديد على أسوارها , وهناك أرسل بخروش بن علاس الزهراني رسالته التاريخية إلى محمد علي باشا والتي قال فيها ..
( إذا كانت هذه جنودك , فخيرٌ لك أن تعود إلى حرمك , والتمتعْ بمنظر مياه النيل , و إلا فأحضر رجالاً غيرهم ) .


- معركة ناصرة بلحارث


في أواخر شهر شوال من عام 1229هـ نما إلى سمع الأمير بخروش بن علاس تقدم فرقةٍ كبيرة من الجيش العثماني إلى ناصرة بلحارث , حيث قامت تلك الفرقة العثمانية ببناء الثكنات العسكرية , وجعلت من بلدة الناصرة ببلحارث حصنا منيعاً ومركزاً عسكرياً تستطيع من خلاله القوات العثمانية الهجوم على بلاد زهران وغامد و العسييريين في أي وقتٍ شاءت , بل والأهم من ذلك أن القوات العثمانية أصبح بمقدورها الانسحاب والرجوع إلى ذلك الحصن المنيع بدلاً من الانسحاب إلى بلدة الطائف البعيدة بعض الشيء .


عند ذلك أحس بخروش بن علاس بالخطر من وجود ذلك الحصن العسكري , فقام بجمع ألوية مقاتلي قبيلة زهران وغامد ونظّم صفوفهم الشعبية , استعداداً للرحيل بهم إلى بلدة الناصرة .

وهناك بالقرب من حصن الناصرة ببلحارث قام بخروش بتوزيع مقاتليه إلى عدّة فُرق , حيث كان الهدف من ذلك التوزيع المنظم القضاء على مكامن قوة الحامية التركية . خصوصاً وأن بخروش قد أدرك بحنكته الحربية المعروفة أن أفضل طريقةٍ للقتال هي طريقة الهجوم السريع والمباغت , بعد أن أخبر مقاتليه .. بأن حرب الاستنزاف وتبادل النيران لا تخدم وجودهم المكشوف خارج أسوار حصن الناصرة .

وفي ساعة الصفر المحددة تقدم بخروش بن علاس بمقاتليه في تنظيمٍ حربي دقيق إلى أسوار الحصن التركي , حيث انقسم جيش بخروش البسيط إلى عددٍ من الفرق المعدة مسبقاً , وذلك من أجل زيادة عنصر المباغتة , ومن أجل إحداث ثغرات كبيرة في خطوط الدفاع الأولى , وأيضاً لتسهيل عمل بعض الفرق الصغيرة التي كانت خطة عملها محددةً بمحاولة تجاوز الأسوار وجذب الأتراك إلى الانشغال بساحات الحصن الداخلية للقيام بعملية " تطهير الساحات من العنصر الدخيل " ..

كانت خطة بخروش بن علاس الحربية محكمةً لدرجة أن الحصن التركي سقط سريعاً في أيدي مقاتلي غامد و زهران , واستطاع بخروش بمن معه من المقاتلين القضاء على فلول الحامية العثمانية المختبئة داخل جنبات الحصن , بعد أن تم احراق وتهديم أجزاءٍ كبيرة من الحصن ..
وللتاريخ فهذه هي المرة الثالثة التي يتمكن فيها بخروش بن علاس الزهراني من هزيمة العثمانيين , خصوصاً وأنه تمكن أيضاً من الاستيلاء على جميع ممتلكات الحامية التركية من البنادق والذخائر والخيول بل وحتى البزّات العسكرية .


فزع الموت

بعد الهجوم المباغت والسريع لبخروش بن علاس على الحامية التركية المتواجدة ببلدة ناصرة بلحارث , بدأ محمد علي باشا محبطاً وحانقاً على بخروش , خصوصاً وأن ذلك الثائر الجنوبي " وللمرة الثالثة " قد أدب القوات العثمانية وأذاقها ويلات الحروب في معارك لم تفصل بينها سوى بضعة أسابيعٍ قليلة .

لذلك كله تقدم عابدين بك بطلبٍ إلى محمد علي باشا يسأله فيه عن إمكانية السماح له بمهاجمة بخروش بن علاس وقبائله مرةً أخرى , وإذا كنتم تذكرون أيها القراء الكرام فـ " عابدين بك " هو القائد العثماني المنهزم في معركة الأطاولة , وهو بذلك الطلب الانتحاري يطلب رضا محمد علي باشا في المقام العام , إضافةً إلى أن الرجل يبحث عن الانتقام والثأر الشخصي لهزيمته السابقة ..


وأمام ذلك الطلب الكريم من عابدين بك لم يكن لمحمد علي باشا بُداً من الموافقة الفورية على الهجوم , بل أمر محمد علي باشا قائده عابدين بك أن يختار لجيشه أفضل الجنود العثمانيين , وأن لا يبخل على جيشه بأفضل أنواع الذخائر والخيول , وأن يعمل على وضع خطة حربية متقنة للقضاء على بخروش.

وأمام تلك التسهيلات الحربية فَضّلَ عابدين بك اختيار جند جيشه من فئة الجند الأرناؤوطية وهم كما أسلفت سابقاً يُعدون من أخطر فئات الجيش العثماني لقوة تسليحهم , ولخبرتهم الطويلة في حروب البلقان ومقدونيا .. إضافةً إلى أن هؤلاء الجنود الذين تم الاستعانة بهم هذه المرة يسمّون في عُرف مقاتلي أوربا بمقاتلي الجبال حيث هم الأفضل والأقوى بين محاربي أوربا .

وفي شهر ذو القعدة من عام 1229هـ سار عابدين بك بجيشه المكوّن من خمسة آلاف مقاتل أرناؤوطي إلى بلاد زهران , حيث استطاع الجيش الأرناؤوطي احتلال مناطقٍ صغيرة في الطرف الشمالي لقبيلة زهران , وقام عابدين بك بإحراق مسافة أربعين ميلاً من الأرض الخضراء , وذلك من أجل تكوين صحراء صناعية بين قواته وقوات بخروش بن علاس لمنع الهجمات اليومية ولإقناع مقاتلي زهران بأن لا فائدة من المقاومة .

لكن ما الذي حدث لبخروش بن علاس ؟

كان بخروش يعلم تمام الثقة بحنكته الحربية أن لا طاقة له ولا لمقاتليه في مقاومة الجيش العثماني وجهاً لوجه , وما ذلك إلا للفرق الشاسع بين تسليح الفريقين , فعمد إلى الخطة القائلة ( تظاهر بالهزيمة , وأقنع خصمك بالنصر ) .


وفي صبيحة يومٍ بارد من أيام شهر ذي القعدة كان الجند الأرناؤوطي يغط في نومٍ عميق , بينما بخروش ومقاتليه يجدّون السير ليلاً لمفاجئة القوات الأوربية في " قِرّة " الصباح الأولى .. حيث تسلل بخروش بن علاس ومقاتليه في خفاءٍ إلى وسط المعسكر العثماني , وفجأةً وقبل أن تطلق المزامير الحربية أصواتها المكلومة , بدأ بخروش ورفاقه في تدمير كل شيء .. يُخبر الكاتب جيرالد دو غوري عن تلك المفاجأة الدموية قائلاً ( هرب كل الجنود إلى خيولهم ) .. ( ولحق بهم بخروش لمدة يومين ) .. ثم أضاف قائلاً ( وهكذا فإن الأتراك قد أضاعوا كل خيامهم مرةً أخرى , وكل معداتهم الحربية الثقيلة , وحوائجهم الشخصية وتموينهم ) ثم أخبرعن عدد القتلى من الجند الأرناؤوطي العثماني فقال ( وقتل في هذه الواقعة ثمانمائة جندي تركي من المشاة وثمانيين فارساً ) .. أما عن عدد القتلى من صفوف قبيلة زهران فقال ( ستين من الوهابيين ) ..

ثم أخبر جيرالد دو غوري عن حالة الجيش العثماني بعد هروبه إلى مدينة الطائف قائلاً ( كان الجيش يرتجف من الخوف بين أسوار المدينة ) .

بداية النهاية
بعد تلك الهزائم المفجعة لجنود محمد علي باشا والي دولة بني عثمان بمصر , بدأ محمد علي باشا بالتفكير جدياً في قيادة القوات العثمانية بنفسه لإنهاء تلك البطولات التاريخية للمجاهدين الشجعان من أبناء الجنوب , وللقضاء كُلياً ونهائياً على الدولة السعودية الأولى .

ولأجل ذلك كله وبعد الهزيمة النكراء التي حظي بها عابدين بك بدأ محمد علي باشا في حشد الدعم حينما استقدم الفرسان الليبيين البدو مع خيولهم وجمالهم المتدربة على أشد المصاعب , واشترى محمد علي باشا من قوافل حجيج الشام ثلاثة آلاف جمل , بالإضافة إلى أن حجيج محمد علي باشا القادم من مصر قد أحضر بصحبته ألفان وخمسمائة جمل بالإضافة إلى ألف فارس , واستطاع طوسون ابن محمد علي باشا شراء ألف جمل من قوافل حجيجٍ أخرى .

لم تكن تلك التجهيزات التي بدأ محمد علي باشا في جمعها هي الوحيدة , فهو الى جانب ذلك لديه آلاف الجمال والخيول وعشرات الآلاف من الجنود المنتشرين في المدينة و مكة وجدة والطائف بالإضافة إلى قبيلة عتيبة في الجنوب .

كان الإمام فيصل بن سعود على الجانب الآخر قد بدأ في تجهيز حُلفائه للمعركة الأهم , فأرسل إلى حلفاء الجنوب وعلى رأسهم طامي بن شعيب العسيري و بخروش بن علاس الزهراني ومحمد بن دهمان الشهري وأمير بيشة و قحطان فتوافد القوم للقاء في المنطقة المعروفة اليوم بـ " غزايل " على طريق الطائف في أول محرم عام 1230هـ .

وفي اليوم الموافق 27 محرم عام 1230هـ أمر محمد علي باشا كل جنوده وكل خيله وجماله التي جمعها , بالإضافة إلى جميع قواده في الطائف حسن باشا وعابدين بك ومحمود بك وأحمد بونابرت وطوبور أوغلو والشريف راجح بالتقدم إلى منطقة ( بسل ) بالقرب من الطائف .
وتحرك الإمام فيصل بن سعود على رأس خمسة وعشرين ألف مقاتل , وخمسة الآلاف جمل .

وأمرّ على كل قبيلة من القبائل المشاركة شيخها وأميرها الذي تُدين له بالحكم .

وفي اليوم الأول من المعركة الشرسة بدأ القتال الدموي من جانب قوات الإمام فيصل بن سعود وذلك من أجل إضعاف الجانب العثماني , حيث تمكن الجيش السعودي من إرغام الجند العثماني على التراجع والتقهقر , وما هي إلا جولاتٌ قلائل حتى سيطر السعوديون على أرض المعركة , بعد أن تمكنوا من قتل عددٍ كبير من القوات التركية المصرية ( يُقدّر بخمسائة جندي عثماني ) .

وفي اليوم الثاني 28 محرم عام 1230هـ حضر محمد علي باشا بنفسه إلى ساحة المعركة , وأعاد ترتيب صفوف مقاتليه , و فكر طويلاً في خطة حربية محكمة لمحاولة استدراج القوات السعودية للنزول عن المرتفعات الجبلية , فقام بتوجيه أوامره إلى جنوده بالانسحاب والتراجع , ليس للهرب بل من أجل التمويه والخداع , وعندما رأى بخروش بن علاس انسحاب القوات العثمانية تقدم سريعاً بشجاعته المعروفة إلى سهل بسل تاركاً تحصينه الجبلي , وذلك من أجل إثخان الطعن والقتل في قوات محمد علي باشا . وما هي إلا سويعات من نهار حتى أمر محمد علي باشا جنوده بالتقدم , ونصب المدافع مرةً أخرى لضرب القوات السعودية التي كانت في مرمى نيران المدفعية خصوصاً وأنها في سهلٍ منبسط , وعمد محمد علي باشا إلى الضغط بكل ما أوتي من عتاد الحرب على قوات بخروش بن علاس الزهراني الذي قـُتل فرسه في ميدان المعركة , فخاطر بنفسه حتى تمكن من الوصول إلى أحد
الجنود العثمانيين فقتله وأمتطى فرسه بعد أن تمكن من قتل ضابطين من ضباط جيش محمد علي باشا .
وهناك في وادي بسل ذاقت القوات السعودية مرارة الهزيمة على يد محمد علي باشا , وتفرقت جموعهم , بعد أن عَقَلَ مئات الأبطال الجنوبيين أقدامهم لمواجهة الجيش العثماني تحت رحمة المدافع وسنابك الخيول , أما المتبقين منهم فقد أخذوا كأسرى حرب , ليُمثل بهم محمد علي باشا عندما أعدم خمسين شجاعاً منهم بالخازوق على أبواب مكة وجدة احتفالاً بالنصر


وهذي قلعه الاميربخروش بن علاس









قلعةٌ تجاوز عُمرها الحالي مائتين وسبع سنوات (207 س) مبنيةٌ بالحجارة , وتتكون تلك القلعة الشامخة من أربع قلاعٍ دائرية ( شرق - غرب - شمال - جنوب ) ومن جوانب تلك القلاع يمتد سورٌ متين من الحجارة , وتشكل تلك القلعة الأثرية شكلاً شبيهاً بقصر المصمك في ضواحي الدرعية

منقول






 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 785 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 718 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 480 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 934 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 596 28/12/2023 04:54 PM

قديم 28/01/2012, 07:27 PM   #2
شاعر مبدع مراقب المنتدى ومشرف المحاورات الجنوبية


الصورة الرمزية حسن القرشي
حسن القرشي âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23913
 تسجيلي » Nov 2011
 آخر حضور » 25/07/2018 (04:49 PM)
مشآركاتي » 2,963
 نقآطي » 15450
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



يعطيك العافيه يا أبواحمد في هذه التفاصيل القيمه والإيضاح عن حياة هذا البطل ( بخروش بن علاس ) وقد تبين لنا الكثيروالكثير من خلال متابعة هذا الموضوع الشافي والوافي واتقدم لشخصك الغالي بالشكروالتقديروالأحترام ،،،،،،،،،،،


 
 توقيع : حسن القرشي



رد مع اقتباس
قديم 29/01/2012, 03:51 AM   #3
نائب الرئيس الفخري لمنتديات رباع


الصورة الرمزية عادل حمود
عادل حمود âيه ôîًَىà

 عضويتي » 1948
 تسجيلي » Jan 2006
 آخر حضور » 15/07/2015 (02:30 AM)
مشآركاتي » 123
 نقآطي » 10000
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



يعطيك العافيه ابواحمد ولاكن ولد محمد علي باشا قتل في المعركه الاولي ورجعوه مصر قال محمد علي باشا لااحد يعرف بان بخروش قتله وارسله قولو مات بطاعون...
ووالدي الشيخ محمد بن عايض العبلج لديه القصه كامله وعدة قصص اخرى لهذا البطل وباذن الله ارتب معك ونطلع له سواء لتوثيق كثير من القصص والروايات الشيقه والممتعه...
اشكرك اخي الغالي ويعطيك العافيه...


 

رد مع اقتباس
قديم 29/01/2012, 11:11 AM   #4
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن القرشي الزهراني [ مشاهدة المشاركة ]
يعطيك العافيه يا أبواحمد في هذه التفاصيل القيمه والإيضاح عن حياة هذا البطل ( بخروش بن علاس ) وقد تبين لنا الكثيروالكثير من خلال متابعة هذا الموضوع الشافي والوافي واتقدم لشخصك الغالي بالشكروالتقديروالأحترام ،،،،،،،،،،،


شكرا لك أخي والامير بخروش بن علاس بطل من أبطال زهران أرض البطولات ومولد الابطال


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 29/01/2012, 11:12 AM   #5
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل حمود [ مشاهدة المشاركة ]
يعطيك العافيه ابواحمد ولاكن ولد محمد علي باشا قتل في المعركه الاولي ورجعوه مصر قال محمد علي باشا لااحد يعرف بان بخروش قتله وارسله قولو مات بطاعون...
ووالدي الشيخ محمد بن عايض العبلج لديه القصه كامله وعدة قصص اخرى لهذا البطل وباذن الله ارتب معك ونطلع له سواء لتوثيق كثير من القصص والروايات الشيقه والممتعه...
اشكرك اخي الغالي ويعطيك العافيه...

أخي الغالي أبو حمود يسعدني ماتقول وانا رهن الاشارة لأي شي يهم زهران او ينشر تراثها وتاريخها العريق


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 :
, , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 12:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w