من القلب

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون يموت المعلم ومايتعلم ...مع مرور الايام وأختلاف مراحل العمر نجد أنفسنا نمر بكل مرحله وبعد تركها نجد بأن هذه المرحله كان لها مزاق خاص بها ونكهه خاصه ،كمرحلة الطفوله مثلا ،الجميع يتمنى ان ترجع هذه المرحله ويعيشها من جديد ..لكن تختلف المعاني بعد ذلك للمراحل العمريه التي تلي مرحلة الطفوله ،فمرحلة المراهقه لها مزاقها الخاص وهي اخطر مرحله يمر بها الانسان وكلما مر منها بسلام وقد تخطاها بنجاح كلما كان موفق بحياته بنسبة كبيره ،وسبحان الله كلما نظر المرء للمرحلة الماضيه التي مر بها يجد نفسه وقد تمنى ان يرجع مرة اخرى ليصحح بعض الاخطاء التي وقع فيها وبوقتها كان ينظر لها على انها صائبه ولكن بعد ان كبر تصححت لديه المفاهيم وأدرك انه كان خاطأ في شئ ما وقرار ما ،فيقرر أن ينتبه ويركز بحياته الحاضره حتى لايقع في أخطاء كالتي سبقة ويأخذ المرحله السابقه عبره ..ولكن بعد مرور المرحله التي يعيشها وينتقل لمرحلة جديده يجد نفسه وقد يتمنى نفس الامنيه التي تمناها سلفا وهكذا ....!
السؤال الى متى يقف هذا التكرار بالاخطاء بالمراحل العمريه ....؟
بوجهة نظري هي ليست اخطاء ولكن هكذا سنة الحياه وكل مرحله ولها ظروفها ومقوماتها ووقتها ...ولابد من انك ستجد اخطاء ما عندما تنظر لمرحله وقد مرت ..حتى ان يلقى الانسان ربه وهو ايضا لم تكون افعاله كامله بوجهة نظره ..تماما عندما يفكر المرء بأنشغال الناس بالدنيا وباي وقت تنتهي هذه الانشغالات وباي مرحله ..؟ وما هي المقومات التي تحددها هل الغنى ، الفقر ، الخ الخ
لكن لاتنتهي هذه الانشغالات الا مع اخر نفس بحيات الانسان ..ولكن لابد من ان يكون هناك اتزان بكل شئ حتى لانظلم أنفسنا ونعطي الدنيا اكبر من حجمها ومكانتها على حساب الاخره التي هي الاساس والباقيه والمر اليها والحساب فيها ..! كان هناك رجلا بخيلا اكبر همه جمع الاموال ،وكان يطلب من ابنه البار مالاطاقة له به ،ولأن الابن بار بوالده كان يتحامل على نفسه ولم يرفض لوالده طلبا ولكن تخطى الامر ووصل به الحال انه اصبح لايجد وقت لقضاء واجباته الدينيه كالصلاة ..وجلس الابن يفكر كيف يعالج هذه المشكله التي لانهاية لها فكلما ينهي عملا طلبه منه والده الا ويجد غيره بأنتظاره ..وهداه ربه لفكرة حققت اماله في التخلص من هذذه المشكله ،وبيوم طلب منه والده ان في الصباح الباكر بأسند اليك بعض المهام فأستيقظ مبكرا ..فقال له الابن سوف اقضيها بعد ان اقضي حاتي انا وانت فاستغرب الرجل وعندما سأله عنها قال له الابن سوف نذهب الى حاجة ما لن افصح عنها الان ووافق الرجل بعد ان يئس من معرفتها ...!
وفي الصباح خرج الأبن مع والده الى المقبره وكان الرجل مندهشا كبيرا ومستغربا لماذا اتى بي الى هنا ....؟ وعندما وصلا قال الابن لوالده يا والدي اترى كل هذه الامورات التي تسكن هذه القبور ..؟
قال الاب نعم ..قال الابن البار ياوالدي ان كل من يسكن هذه القبور ماتوا ولم ينهوا اعمالهم وتركوها لغيرهم ليواصلوا مسيرتهم ..ياوالدي "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا "فساعة وساعه "..هنا أنتبه الأب لكلام ابنه البار وقال نعم بني لقد أصبت وعادا وأنصلح حال الوالد بصلاح حال الابن البار ...!
ونرجع لجوهر الموضوع واهمس الى احبائي وأخواني وأخواتي في الله ...حتى نمر من هذه المرحله التي نعيشها بسلام أركز على شئ نواجهه ونتعاممل معه في هذه المرحله وبقدر ما هو ايجابي لكن الجانب الاكبر منه سلبي ، وكل حسب طريقت نظرته له وطريقة استعماله ....ّ!
ويحضرني هنا وصية حكيم لأبنه :
جوجل والفيس بوك وتويتر والواتساب والاسناب شات والاستقرام وجميع برامج التواصل الاجتماعي بحرٌ عميق ضاعت فيه أخلاق الرجال والنساء.. وسقطت فيه العقول منهم الشباب والشابات منهم ذو الشيبة. ومنهم دون ذلك أبتلعت امواجه حياء العذاري وهتكت فيه الكرامه وهلُك فيه خلقٌ كثير من الناس.
فأحذر التوغل
وكن كالنحلة فيه ، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات لتنفع بها نفسك اولاً ثم الآخرين ..
بني .. لاتكن كالذباب يقف على كلّ شي الخبيث والطيب فينقل الأمراض من دون أن يشعر..
بني... إن الإنترنت هو سوقٌ كبير ولا احد يُقدم سلعته مجاناً !
فالكل يريد مقابل !
فمنهم من يريد إفساد الاخلاق مقابل سلعته.
ومنهم من يريد عرض فِكره المشبوه ..
ومنهم طالبُ الشهرة .
ومنهم المصلحين فلا تشتري حتي تتفحص السلع جيدا ..
اي بني:
إياك وفتح الروابط فإن بعضها فخٌ وتدبير وشرٌ كبير وهكر وتهكير ودمارٌ وتدمير..
اي بني ..
إياك ونشر النكات والإشاعات واحذر النسخ واللصق في المحرمات.
واعلم إن هذا الشيء يُتاجر لك في السيئات والحسنات فأختر بضاعتك قبل عرضها.. فإن المشتري لا يشاور .
اي بني ..
قبل أن تعلّق أو تشارك فكّر إن كان ذلك يُرضي الله تعالى أو يغضبه ..
اي بني .
لا تُعول علي صداقة من لم تراه عينك .
ولا تحكم علي الرجال من خلال ما يكتبونه .
فإنهم متنكرون فصُورهم مدبلجة
واخلاقهم مجملة ..
وكلماتهم منمقة ..
يرتدون الأقنعة ويكذبون بصدق فكم من رجل دين هو اكبر السفهاء
وكم من جميل هو اقبح القبحاء
وكم من كريم هو ابخل البخلاء
وكم من شجاع هو اجبن الجبناء
إلا من رحم الله .
فكن ممن رحم الله.
يابني ..
إحذر الاسماء المستعارة
فإن اصحابها لا يثقون في انفسهم فلا تثق فيمن لا يثق في نفسه..
وإياك أن تستعير إسما
، فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى.
اي بني ..
لا تجرح من جرحك ، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه.. وانت تمثل اخلاقك وليس اخلاقه فكل. إناءٍ بما فيه ينضح ..
يابني ..
انتقِ ما تكتب .. فأنت تكتب والملائكة يكتبون
والله تعالى من فوق الجميع يحاسب ويراقب...
فإنها والله حسرة وندامة
بني .. إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الأنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام ولقطات الفجور والانحراف ، .فإن وجدت نفسك قد تخطيت هذه المحرمات فاستفد من هذا النت في خدمة نفسك والتواصل مع مجتمعك ، واسع في نشر دينك وعقيدتك ، وإن رأيت نفسك متمرّغا في أوحال المحرمات ، فاهرب من دنيا الانترنت هروبك من الضبع المفترس ، فالنار ستكون مثواك وسيكون خصمك غدا مولاك.
بني أن من أهم مداخل
الشيطان الغفلة والشهوة وهما عماد الانترنت.. واعلم إن هذا الشيء لم يخلق لغفلتك إنما لخدمتك .. فأستخدمه ولا تجعله يستخدمك .. وابني به ولا تجعله يهدمك ..
واجعله حجةً لك ولا تجعله حجة عليك.
اللهم اصلح شباب المسلمين وعف بنات المسلمين وألبسهم لباس الستر والعفه
وأجمعنا جميعا مع حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام بالفردوس الاعلى
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين .
جزاكم الله خير .