الطفيل بن عمرو ( الصحابي )

من هو الطفيل بن عمرو...... سيرته ونسبه

أســـمه ونســــبه ..

هو طفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن نصر بن الأزد فهو أزدي دوسي ..

يلقب ذا النور ..

نشـــــأته ..

نشأ الطفيل بن عمرو في قبيلة دوس بين أسرة شريفة كريمة..
كان شاعرا طار صيته بين القبائل ..
كان في موسم عكاظ يأخذ مكانه في مقدمة الشعراء حيث يأتي شعراء العرب من كل بلاد..
كان يتردد على أم القرى حيث كان يزور صديقه عمرو بن حممة ..

إســـــــــلامه

قدم طفيل مكة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد جهر بدعوته – بعد ثلاث سنوات من البعث- إلى الأسلام ..

فخشى أشراف قريش أن يلقى الرسول ويسلم ثم يضع موهبته الشعريه في خدمة الأسلام ..

من أجل ذلك مشى إليه رجال من سادات قريش من بينهم عمرو بن هشام فقالوا :

يا طفيل أنك أمرؤ شاعر وسيد مطاع في قومك ونحن قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل أي محمد صلى الله عليه وسلم فيصيبك ببعض حديثه فانما حديثه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل عليها وعلى قومنا فأنه يفرق بين المرء وزوجه وبين المرء وأبيه فلا تكلمه ولاتسمع منه ...

يقول الطفيل : فوالله ما زالو بي حتى أجمعت على ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه حتى حشوت أذني كرسفا – قطنا –

ذهب طفيل بن عمرو إلى المسجد فرأى الرسول قائما يصلي فأقترب منه ..

يقول الطفيل : فأبى الله إلا يسمعني قوله فسمعت كلاما حسنا

سمع سورة الطور ..

فقلت في نفسي : وأثكل أمي والله أني لرجل شاعر لبيب ما يخفى على الحسن من قبيح فما يمنعني أن أسمع هذا الرجل ما يقول : إن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته ..

ونزع الكرسف من أذنيه وألقاها وعاد يسمع فلم يسمع كلاما قط أحسن من كلام يتكلم به فقال الطفيل في نفسه :
يا سبحان الله ما سمعت كاليوم أحسن منه ولا أجمل منه

ثم أنتظر رسول الله حتى أنصرف فتبعه فدخل عليه بيته فقال:
يا محمد أن قومك قالوا لي : كذا وكذا ثم أن الله أبى إلا أسمع قولك فسمعت قولا حسنا فأعرض علي أمرك ..

يقول الطفيل : فعرض علي الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا علي الفرآن فوالله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمر أعدل منه فأسلمت ..

ولما نطق الطفيل بالشهادة قال:

يا رسول الله أني أمرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فأدع الله أن يجعل لى آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه ..

فقال الذي لاينطق عن الهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

اللهم أجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير

العـــودة إلى دوس

العودة إلى دوس

لما تهيأ الطفيل بن عمرو للسير إلى دوس لقيه أبو جهل فقال له :
ياطفيل بلغني أنك ذهبت إلى داره وسمعت شعره
فقال الطفيل :
لقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآن الله العزيز الحكيم
فقال أبو جهل ساخرا :
قرآن الله؟ رسول الله ؟ لقد صبأت – غيرت دينك –
فقال الطفيل بن عمرو :
بل أتخذت لنفسي أمرا وهداني الله عزو وجل إلى نوره حين سمعت كلامه الطيب الحسن
فضرب أبو جهل بن هشام كفا بكف وقال:
واللات والعزة لقد سحرك محمد خيبك الله

إســــــلام بيت أهــــل طفـــــــــيل

أنطلق الطفيل بن عمرو إلى دوس .. فلما نزل أتاه أبوه وكان شيخا كبيرا فقال له الطفيل :

إليك عني فلست مني ولست منك
فتساءل الأب :
وماذاك يا بني ؟
قال طفيل :
أسلمت وتبعت دين محمد صلى الله عليه وسلم
قال الأب :
أي بني فديني دينك

قال طفيل : ثم أتتني صاحبتي – يقصد زوجته –
فقالت :
إليك عني فلست منك ولست مني
فقالت :
وماذاك بأبي وأمي أنت ؟
قلت :
أسملت وأتبعت دين محمد فلست تحلين لي ولا أحل لك
قالت :
فديني دينك
فقلت :
فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي منها وتطهري
فقعلت ثم جاءت فأسلمت وحسن أسلمها..

ولما أطمأن الطفيل بن عمرو إلى أسلام أهل بيته أنتقل إلى عشيرته فلم يسلم منهم أحد إلا رجل ذو لحية حمراء هو عبدالرحمن بن صخر ..

وأخذ الطفيل بن عمرو يدعو قومه في رفق واناة وصبر كما أوصاه أبو القاسم صلى الله عليه وسلم

هجـــــــــــرتـــــه

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ووقعت غزوة بدر واحد والأحزاب ..
بينما كان الرسول في خيبر بعد أن فتحها إذا بموكب حافل من دوس يضم ثمانين أسرة أقبلوا على نور الظلمة يتقدمهم الطفيل بن عمرو الذي ظل مع النبي حتى فتح مكة ..

الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين – صنم دوس –
شهد طفيل يو الفتح الأعظم مع الرسول ورآه يهدم ثلاثمائة وستين صنما كانت حول وفوق الكعبة ..

تذكر الطفيل صديقه عمرو بن حممة لقد كان له صنم يسمى ذو الكفين فستأذن الطفيل الرسول فقال :

يا رسول الله أبعثني إلى ذى الكفين حتى أحرقه
فقال الرسول :
أجل فأخرج إليه وأحرقه
يقول الطفيل :
فخرجت حتى قدمت عليه فجعلت أوقد النار وهو يشتعل بالنار وأنا أقول

ياذا الكفين لست من عبادكما ميلادنا أكبر من ميلادكما
إني حشوت النار في فؤادكما

مـــع الخليـــفة الأول

لما بعث أبو بكر الجيوش لمحاربة المرتدين ومدعي النبوة خرج الطفيل وابنه عمرو مع جيش خالد بن الوليد لمحاربة مسليمة الكذاب وفي الطريق إلى اليمامه

رأى الطفيل رؤيا فقال لأصحابه :
أني رأيت رؤيا عبروها – أخبروني عن مضمونها وفسروها –
فقالوا : مارأيت

قال :
رأيت رأسي حلق وانه خرج من فمي طائر وأن أمرأة لقيتني فأدخلتني في بطنها ورأيت أبني عمرا يحاول أن يخلصني فلم يستطع وقد حيل بيني وبينه

قالوا :
خيرا أن شاء الله

فقال : أما أنا فقد فسرتها أما حلق رأسي فقطعها
وأما الطائر فروحي
وأما المرأه التي أدخلتني بطنها فهي الأرض تحفر فأغيب فيها
وأما أبني وطلبه لي فهو محاولته أن يلحق بي شهيدا

صدقت رؤيا ذي النور

عندما ألتقى الجمعان أخترق الطفيل بن عمرو صفوف المرتدين حتى غاص في أمواج بن حنيفة وقاتل قتالا مشرفا وكأن يبحث عن مصير عظيم