طفل يرسل رسالة إلى أمه التي رحلت

باسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي القرأ رسالتي هذه ليس عاديه ، أحاسيسي الخمس الست تشارنكي في كتابتها... كياني وجداني يصارعني ..كي اعبر عن حالها...وأرجوا أن لا أخذل حواسي .وأن أستطيع ان أصل بالقارئ العزيز الي قمه معاناه طفل فقد أحب مخلوق الي قلبه... فقد امه ..!!!
في ليله غاب منها القمر وكتب بها القدر كان لام هذا الطفل موعد مع الزائر الغير مرغوب به
.. الا وهو الموت الذي لا مفر منه .

واليكم نص الرساله التي خطها الطفل بيده الي روح امه ..لعله يجد السلوي في كلامات مبعثره وأحرف مبلله بدموع ساخنه..

أمي... يااغلى مخلوق الي قلبي أمي يا اجمل ما نطق به فؤادي قبل لساني... رحمك ربي وطيب ثراك الطاهر وأسكنك فسيح جناته.. اللهم امين

أمي لم أشبع ولن أشبع من مناداتك.. ومن يصبر عن الماء يا سلسبيل حياتي.. وقرت عيني وملاذي... ياااااااااااه ماذا أقول ويعجر لساني عن وصف حالي .تفداك نساء الدنيا كلها يا امي
وبعدك عقمت كل نساء الارض ان يلدن مثلك يا والدتي...

فقدتك وانا في امس الحاجه اليك والي حنانك... فقدت حظنك الدافي وبسمتك العذبه واريج عطرك.... اغتصبك القدر مني واللهم لا اعتراض ..سامحني ياربي . وشدّ من عزمي وقوي اماني...

يأأأأه يا أمي لو تدرين كيف كان وقع الخبر علي .ولو تدرين كيف عشت تلك اللحظه...ما امرها من ساعات وما اقساها من لحظات...تمنيت لو ان الف الف خنجر يطنعني ولا أسمع ما سمعت تمنيت ان يكون حلما مزعجا وافيق منه بين ذراعيك... ما أشد الم الفراق يا حبيبتي وخصوصا بدون مقدمات.....
مازلت يا امي اتذكر نظره المعزين ونواح المقربين من الاهل والاصحاب.... ووجوه تلتهمني بنظره عطف ... ويد تسمح على راسي لاغتنام الاجر..!!!

ولا احد يشعر بحالي .... لان الذي كان يشعر بي وبخلجات فؤادي رحل مع رحيلك...

ولن تسطع اي كلمه عزاء ... ان تخفف من مصابي وتواسي حزني الذي لا يعادله حزن ولن يعادله حزن بعد اليوم...

أمي ياغاليتي في بدايت صدمتي نسيت ان اقول لك . كنت اكذب الخبر واكذب نفسي ..أقول مسافره سترجع...حتى يا امي اذا جرس الهاتف رن أسابق..رجلى للوصول اليه لعلي أسمع صوتك العذب... عشت حاله ضياع وضباب كثيف احجب عني الرؤيا..

وأصبح الأرق نديمي .. وعندنا يهدني السهر أضيع في أحلام تهز كياني وتتلاطمني امواجه بين الحقيقه المره والامل المفقود... واصحوا .. وانا في حاله ذهول ...أصحيح اني بعد اليوم لن اسطيع ان انام في حظنك الدافئ..؟؟؟

أمي أريد أن أشكو لك بعض تصرفات أهلى وخالاتي.. اتدري يا امي انهم حرموني من أن أحتفظ .. بأغراضك وبعض ملابسك وانهم اخذوها ... كلها ,أبعدوها عن المنزل من قبل أن افيق من صدمتي..كأنهم يريدوا ان يمحو اثرك من البيت ولم تشعر عقولهم السخيفه انك ساكنه بين حنيا اضلعي.. ومحياكي الكريم لا يفارق عيوني...

أمي سأقول لك امرا وأرجوا ان لا تغضبي مني ... أمي صرت اتغيب عن المدرسه كل عام في اليوم الذي يصادف فيه عيد الام .. ليس بيدي حيله الامر اكبر من ان اتحمله... سامحيني..يذكرني بفقدي لك..وانا أنظر الي أصحابي والكل يتسابق في شراء هديه لوالدته
أشعر بمراره الحرمان...

أشدّ ما يقلني يا أمي تعرفي ماذا..؟؟ يوم زفافي صحيح أن الامر مبكر لكن تصدقي من الان أفكر فيه.. صحيح يا امي مايقال ان اسعد ايام الام هو يوم زفاف ابنها...؟؟
ماذا سيكون شعوري تصدقي سوف يتضاعف حزني وتتجدد احزاني ... وسوف ادور عليك بين وجوه المهنين... لعلي اجد طيفك ..!!!

سوف اذكر مادامت الروح في جسدي... وسوف احدث عنك اباني واحفادي ... وادعوا لك في سجودي وصلاتي...وفي الاخير يعتصر قلبي وانا أقولها...أشتقت.....أشتقت اليك...ويجمعني ربي بك ان شاء في اوسع جناته واعلى درجاته وما اجمله من لقاء بعد ضياع وحرمان.. وسامحيني...


ابنك البار... .

منقول ..