شاهد ما شفش حاجة! *انيس منصور

شاهد ما شفش حاجة!

إن كان في متناولك كتاب «الشاه وأنا» وهي مذكرات وزير البلاط (أسد علم) فاقرأ السنوات بل الشهور الأخيرة لحكم (شاهنشاه اريا مهري) أي ملك الملوك سيد الآريين..

شيء عجيب ما حدث للشاه في آخر أيامه. ولكي تفهم ما حدث تذكر ماذا تعمله الأسماك الصغيرة لكي تهرب من الأسماك الكبيرة. إنها تعكر المياه وتختفي في هذه العكارة. وفي حالة الشاه، فإن السمكة الكبيرة هي التي تعكر الماء حتى لا تستطيع الأسماك الصغيرة أن تجد ملجأ أو مهرباً من أنياب السمكة الكبيرة. والسمكة الكبيرة هي أمريكا!

فكان في إيران اضطراب في السلطة وانفصال عن الشعب. وعن الملالي.. وانقطاع التيار الكهربي والمياه أيضاً. حتى مدينة (قم) وهي بلد الخوميني، كانت تعاني من انقطاع الكهرباء والماء أياماً..

وهناك خلافات بين كل الأسلحة. ومن أشهر الخلافات: من الذي يخدم طائرة الإمبراطور؟ هل هو سلاح الطيران الإمبراطوري أم شركة الطيران الإيرانية.. وارتفاع أسعار البترول، وقبل ذلك موافقة الرئيس نيكسون على بيع طائرات متقدمة لإيران بألوف ملايين الدولارات أي بكل ما لديهم من فلوس..

ثم جاء الرئيس كارتر وزوجته.. ورقص الرئيس مع الشاهبانو ـ أي الإمبراطورة ورقص الإمبراطور مع زوجة كارتر.. وأثناء الرقص قال الرئيس للإمبراطورة: إن إيران هي جزيرة الأمان في الشرق الأوسط..

ولم يكن يعلم أن المخابرات المركزية قد أعدت كل شيء لاستقبال الخوميني قادماً من باريس ـ والشاه لا يدري فقد عكروا حوله الحياة الاقتصادية والسياسية والعائلية. ولم يعد يعرف رأساً من قدمين وشمالا من جنوب. وأصبح جاهزاً للسقوط. وسقط!

وتذكرت صلاح الشاهد وزير البلاط في مصر، فقد أصدر مذكراته وانطبق عليه اسم المسرحية الشهيرة «شاهد ما شفش حاجة»..

فكلا الوزيرين كان في قلب الأخبار والأحداث، ولكنهما عندما كتبا.. كان ما كتباه تافهاً. وهذا الشيء التافه كان أكبر دليل على غربة الإمبراطور.. غربته عن بلده، كما كانت بلده غريبة عنه!




التعليــقــــات
يحيى العمري، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
كثيرون هم الأغراب عن أوطانهم ولكن أكثر من يتجرع مرارة الغربة هو ذاك الذي يصنعها بيديه بل ويسعى لها حثيثا، الأستاذ أنيس ليتهم يعوا أن الأمر ليس إلا تعكيرا للمياه حولهم.

م . إستشارى /محمد عبد الحميد خطاب ( السع، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
أوافقك الرأي يا استاذ أنيس فمنذ زمن بعيد أمريكا هي اللاعب الرئيس لعرائس الماريونيت ونحن كشعوب نفهم ان هذه ثورة شعبية وهذا مكافح كبير والكل صنيعة قوى كبرى وربما هو نفسه لا يدري والشيء المهم جدا إذا كنت داخل الأحداث ربما لا ترى مثل الخارج عن الأحداث ومن الممكن ان يكون هذا ما حدث للشاهد اللي ما شفش حاجة.

جيولوجي/ محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
استاذ انيس تولى شاه ايران الحكم في ظروف غريبة وايضا تركه في ظروف غريبة ففي عام 1941 تخوف الاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى من تعاون والده محمد شاه مع النازية الألمانية، مما دفعهما إلى احتلال جزء كبير من إيران وإكراه رضا شاه على التنازل عن مسؤولياته ونفيه خارج البلاد، واستدعوا ابنه محمد شاه لتولي الحكم بدأ محمد رضا شاه حقبة جديدة من الحكم وكان عليه أن يواجه فوضى عارمة في السياسة والاقتصاد. ونجا في عام 1949 من محاولة اغتيال محققة من قبل أحد أعضاء حزب توده وفي بداية الخمسينيات تطور خلاف بينه وبين محمد مصدق أحد المتحمسين القوميين مما اضطره إلى الهرب لفترة وجيزة عاد بعدها ليبدأ برنامجه الإصلاحي عام 1963 بالتعاون مع الولايات المتحدة أطلق عليه الثورة البيضاء وفي بداية السبعينيات شدد محمد شاه من سياسته القمعية، وانتهج سياسة سرية وحشية (سافاك) لمحاولة قمع النزاعات الداخلية. أثارت تلك السياسة شغبا واسعا في إيرن، وفي عام 1978 تنامى التأييد الواسع للقائد الديني في المنفى روح الله الخميني في 16 يناير/ كانون الثاني 1979، هرب شاه بهلوي خارج البلاد وتوفي في القاهرة عام 1980


هيثم جابر.....من مصر، «مصر»، 04/06/2007
علي القادة أن تتبع منهج الشفافية مع شعوبها لأن اميركا تستخدم تلك الشعوب في الاطاحة بأي حاكم تراه لا يرضي اطماعها التي لا تنتهي في منطقتنا. وشكرا للكاتب الكبير انيس منصور.

يحيي صابر شريف _ مصري، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
أستاذنا الجليل حينما ينفصل الحاكم عن شعبه ويبتعد عنه تحدث الثورات وحينما يعيش الحاكم في بحبوحه من العيش ورعاياه لا يجدون ما يقتاتون به يفترشون الارض ويلتحفون السماء تأتي المصائب على رأس الحاكم وأعتقد ان هذا هو الذي حدث للشاه واذكر جيدا ما كتبته في مجلة آخر ساعة حينما حضرت احتفال الشاه بمرور ألف عام على امبراطوريته تلك الحفلة التي تناول فيها ضيوف الشاه أطياب الطعام التي كانت تأتي ساخنة من باريس أذكر ذلك جيدا وفي تلك اللحظة ادركت ان الشاه في وادي وشعبه في وادي غير واديه ولم أتعجب حينما ثار الشعب عليه وخرج ذليلا من ايران ولم يجد من يأويه غير الزعيم الراحل انور السادات برجولة ولاد البلد متذكرا وقوف الشاه معه في حرب اكتوبر وتحويله ناقلات النفط التي كانت متجهة الى اوروبا الى مصر.

حيدر الهلالي، «ايرلندا»، 04/06/2007
لا ادري لماذا يلح العرب على الترويج أن ثورة الامام الخميني كانت بمساعدة اميركا وهم بذلك يجافون الواقع وبشكل صارخ فالخميني قاد ثورة شعبية عارمة وهي الثورة الوحيدة التي حصلت في المنطقة بل ان الكثير من المنصفين شبهوها بالثورة الفرنسية فلم تكن انقلابا عسكريا كما حدث في مصر وسموها ثورة يوليو او انقلابات العراق المتكررة والتي يسمونها ثورات او انقلاب القذافي والذي يسميها بثورة الفاتح وغيرها من الانقلابات العسكرية في العالم العربي والتي يسمونها ثورات وكلها كانت مدعومة من دول اجنبية كبرطانيا وامريكا او روسيا. اما الامام الخميني فلقد وجه صفعة للغرب بثورته العارمة حيث صرح مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل عشيتها قائلا الآن بدأ عصر الظلمات طبعا الظلمات بالنسبة للاسرائيليين وهذه الثورة هي التي دعت االدول العربية لتقف صفا واحدا ومن خلفهم امريكا ليدفعوا صدام كالعربة باتجاه شن حرب ضد ثورة الخميني الاسلامية.


د. عادل سالم القاهرة، «مصر»، 04/06/2007
هذا المقال يحتوي عناوين موضوعات عن فترة هامة جدا من التاريخ المعاصر يجهل معظم الناس تفاصيلها وأسرارها، نرجو من الأديب والمفكر أنيس منصور المزيد عن الفترة الأخيرة في حكم شاه إيران وأن يتكرم بأن يروي لنا عن شاهد يكون شاف كل حاجة.

احمد الحربي، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
للأسف يا أستاذ منصور هذا ما حدث مع صدام حسين فقد شاهدنا أحد أهم ضباطه في قناة عربية والمذيع يسأله بعد سقوط بغداد لماذا لم تبلغوا الرئيس بضعف امكانات جيشكم المادية والنفسية فقال الضابط (الكبير) ومن يجرؤ يقول الحقيقة للرئيس. ولكن من يتعلم الدروس؟!

خالد مرضي، «المملكة العربية السعودية»، 04/06/2007
ما قاله الأستاذ توثيق لما أصبح معلوماً عند القاصي والداني وهو أن الملالي وأمريكا في خندق واحد ومن مكنهم من تسيير هذه الدولة الهامة في المنطقة هي أمريكا، وميزة هذا التوثيق أنه جاء من كاتب مطلع قريب من الأحداث وصانعيها، فهل لا زال من يعتقد ان ( الجمهورية الإسلامية ) في حالة عداء مع ( الشيطان الأكبر ) كما تحاول التمثيلية الدائرة الآن اقناعنا بها.

عبد الوهاب جعفر، «ايطاليا»، 04/06/2007
يا استاذ انيس ..لم يكن في مصر ابداً منصب او وظيفة (وزير البلاط) ففي ايام المملكة كان هناك منصب رئيس الديوان الملك ( التشريفاتي) وكان هو المسؤول عن مقابلات الملك وحفلاته وتنظيم استقباله لرجال الدولة والضيوف الاجانب واخر من شغل هذا المنصب في عهد الملك فاروق كان حافظ عفيفي باشا.. بعد ثورة يوليو بُدل الاسم إلى كبير الياوران. وعند وفاة عبد الناصر كان صلاح الشاهد يشغل هذا المنصب .. ولم يكن وزيرالبلاط الا اذا كنت تلمح الى ان عبد الناصر كان مثل الشاه وصلاح الشاهد وزيراً لبلاطه، وهذا اما انه خطاً او اهانة لعبد الناصر، متعك الله بالصحة والعافية.

الحاج عبدة، «ايطاليا»، 04/06/2007
تلميحك بأن ثورة الخميني كانت صناعة المخابرات المركزية الامريكية فيه استخفاف بعقول القراء الا اذا كان عندك دليل ولديك شاهد شاف اي حاجة.

هاشم إبراهيم، «فرنسا ميتروبولتان»، 04/06/2007
إن هناك الكثير من تلك الاسرار السياسية التى لم تنشر بعد عن الكثير من الاحداث فى سقوط الانظمة سواءا اكانت ملكية او جهمورية، حيث ان السياسة ليس لها كبير، وإنها قد تهلك الكثيرين وقد فعلت ذلك بالفعل. حكمت فعدلت فأمنت فنمت، قيلت فى عهد عمر بن الخطاب، حيث انه من المعروف من على رأس السلطة والمسئولية ايا كان حجمها فإنه يظل قلقا لا ينام، خائفا مترقبا، وإنها قيادة دولة وشعوب وهذا امرا ليس بالسهل.