القرد في عين أمه غزال **انيس منصور الشرق الاوسط

القرد في عين أمه غزال

الأمثال: هي حكمة الشعوب..

الامثال تقول: القرد في عين أمه غزال.. وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. الحب أعمى. حسن في كل عين من تحب وغير ذلك كثير جداً.

والسؤال: هل الجمال في الطبيعة أم هو في العين التي ترى.. أم هل الجمال موجود هناك أو أنه يخرج من عقولنا.. ومعنى ذلك أنه لا يوجد جمال خارجي وإنما الجمال داخلي ونحن نرسم به الخارج! فالجمال يطلع من عينيك ومن داخلك ومن دماغك..

فهل يوجد جمال مستقلا عن إحساسك به؟ الحقيقة أن هناك مقاييس للجمال.. للذوق العام والخاص واننا عندما نحكم على الشيء الجميل.. يكون ذلك وفقاً لمقاييس معروفة..

الاستاذ العقاد له رأي: يقول إن الجمال هو الحرية.. أي أن الجسم الجميل هو الذي تنساب فيه الحياة ولا تتوقف عند جزء منه.. والصوت الجميل هو الصوت الحر الذي لا يتحاشى في الحنجرة أو في الشفتين.

وكانت هناك معركة بين العقاد وطه حسين..

طه حسين يقول: من الممكن أن نتعلم التذوق والإحساس بالجمال والجميل..

والعقاد يقول: بل الأذواق أمزجة شخصية.

والحقيقة أننا نتعلم التذوق ولكن نضيف إليه من عندنا معاني أخرى. فالجمال هو الإحساس به. ولذلك نرى فتاة جميلة تتزوج قرداً.. ونرى قردة تتزوج شاباً حليوة. كيف؟

هناك حكاية كان يرويها الموسيقار سيد مكاوي وهو ضرير. يقول إن زوجته عادت من حفلة زفاف وراحت تقول له: إن العروس لا منظر ولا شكل.. شعرها.. أنفها.. شفتاها.. رقبتها.. والعريس: لا طول ولا عرض ولا أنف ولا شعر..

فقال لها سيد مكاوي: يا نهار اسود.. إذا كان هذا هو رأيك، فعلى أي أساس تزوجت واحداً مثلي؟!

وقالت كلاما طويلا معناه: أنها تراه كامل الأوصاف!



التعليــقــــات
د. المنصوري محمد توفيق، «كندا»، 08/12/2007
الأستاذ أنيس منصور، الجمال كأي شيئ آخر هو نسبي. ووصفنا للأشياء دائمأ مرتبط بعوامل نفسية وعقلية وثقافية وغيرها من العوامل. وصف القبيح بالقرد أو تشبيه به غلط وهو وصف شخصي أو لجماعة من البشر. ولو كان صحيحا لما تزوج القبيح الجميلة، لأن قياس الأشياء تخضع للشخص وتكوينه المادي والمعنوي. كما أن معظم البشر تحب وتتزوج وتتقارب لانسجام أرواحها ومصالحها. الأختلاف العام هو سنة في الخلق ليثري ولا يفسد.


عمرعبدالله عمر، «المملكة العربية السعودية»، 08/12/2007
الجمال احساس داخلي ونسبي فما يراه شخص لشيء ما انه غاية الجمال يراه البعض الآخر انه جمال طبيعي لا اقل ولا أكثر ويقول آخرون ان الجمال هو جمال الروح وخير مثال على ذلك ان قيس ابن الملوح احضرت امه له جمعا من الفتيات بعضهن يزدن جمالا عن ليلى بقصد صرفه عن ليلى ولكنه مر عليهن وكأنه لم يراهن فقالت له امه اليست في هؤلاء الفتيات اكثر جمالا من عشقيته ليلى فقال ان الجمال الذي احسه هو جمال الروح وليس جمال الشكل واستمر في عشقه الذي شغف قلبه.

محمــ نــور ـــــد - مصري - جدة، «المملكة العربية السعودية»، 08/12/2007
استاذي انيس الجمال جمال الروح ونقاء القلب وصفاء الضمير كثير منا يأخذه جمال المنظر وما يلبس يوما أو شهر عسل واحد وينقلب العسل لبصل ويتحول الجميل لقبيح ويدخل النكد من الباب فينط الحب من الشباك .. والاقرباء والاصدقاء والمعارف يضربون كفا على كف وهم يقولون اين حب زمان، فيرد اهل العروس مع اعتذاري للأغنية وحال سبيلهم يقول: يا وقعة سودة ده الغراب جوزوه لاحلى يمامة.

جيولوجي/ محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 08/12/2007
أستاذ أنيس لاشك أن جمال الطلعة والشكل تشكل في الواقع جزءا لا يستهان به من بداية التآلف والتعارف للعلاقات الإنسانية ولكن للأسف ليس هذا مقياسا حقيقيا فلربما يكون الشخص جميل الطلعة سيئ الخلق والطباع وهنا لا ينفع ندم وربما أيضا كان جميل الطلعة وجميل الخلق. والجمال الخلقي له عمر نسبي لأنه لا يبقى طويلا وتبقى في الأخير قيمة جمال الروح للنفس المؤمنة بالله هي المقياس الحقيقي الذي يمكن من خلالها تقيم الإنسان تقييما حقيقيا.

nasr,abdulatif، «المملكة العربية السعودية»، 08/12/2007
ألا توافقني بأن الجمال في الأخلاق وليس في الشكل والجسم ويرحم من قال بيت الشعر إنما الأمم الأخلاق ما ذهبت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا والله جميل يحب الجمال في الأخلاق.

عماد قنديل، «ليبيا»، 08/12/2007
الجمال له مرجعية ثابتة وهي الذوق وعلم الجمال يعرف الذوق كالآتي قوة درجة الحكم على الجمال. والناس تحب الإعتقاد بان الذوق والمسألة الجمالية تقع على المقياس الأفقي بمعنى تعدد لطيف لا يسيء لاحد، ولكن الأمر حسب رأيي ورأي علم الجمال يقع على المقياس الرأسي، فهناك من يحكم بدرجة جيدة او سيئة او تقترب من الذوق الأعلى. والعقاد مع طع حسين كلاهما محق، فالذوق ملكة توجد مع الخلق ويمكن تطويرها ايضا، ولكن بالتخلي اولا عن فكرة (هذا ذوقي والناس أذواق). وأشياء أخرى...

مصطفىالخندقاوي، الرباط، المغرب، «المملكة المغربية»، 08/12/2007
وكان العقاد، رحمه الله، يفرق في قرارة نفسه، بين المحبوب الذي هو مصدر الجمال، وبين المحب الذي يدرك الجمال ويحس به، فالجمال يمكن أن يكون مرادفا للجهل وانعدام الإحساس والعجز عن الإدراك. ولا يخفى على المرء ما تنطوي عليه هذه الرؤية من ضعف بشري وعجز واضطراب وغير ذلك من المشاعر الإنسانية التي تستتر وراء حجاب من الادعاء والترفع والغرور، قال رحمه الله:
يا من عليه تلهفي وتلددي قد جرت فلتهنأ بأنك جائر
وأريتني ما لا ترى ووهبتني ما لست تملك فهو عندك وافر
محضتني سر الحياة و سرها خاف عليك جليله والضامر
إن الضياء يري العيون ولا يرى والحسن يوقظ وهو غاف سادر

حنان يوسف، «المملكة المتحدة»، 08/12/2007
كما قلت يا أستاذ الجمال إحساس.

محمد اليعقوب، «المملكة المتحدة»، 08/12/2007
مقال رائع يستحق القراءة.

محمد يعقوب، «المملكة المتحدة»، 08/12/2007
مقال رائع يستحق القراءة.

حنان يوسف، «المملكة المتحدة»، 08/12/2007
الجمال أحساس صحيح توجد مؤثرات مثل الرأي الجماعي السائد بتصنيف ما هو الجميل وكيف يجب أن يبدو.

جمال موهوبي/ قصرالبخاري، «الجزائر»، 08/12/2007
لعل أبلغ وصف لهذا الأمر هو الوصف الشعبي المعروف والمُغنى : قالوا لي واش عجبك فيها؟ قلتُ لهم خُوذوا عيني شُوفوا بها.

فؤاد محمد، «مصر»، 08/12/2007
استاذ انيس الجمال جمال النفس لا جمال الشكل ولذلك قال الشاعر: كن جميلا ترى الوجود جميلا، وعلى ذلك فلو كانت النفس قبيحة سترى كل شيء قبيحا والعكس صحيح، اما جمال الشكل فهو جمال زائل لا يدوم لان الزمن يترك بصماته على الشكل مع مرور الزمن وهذه البصمات هي بلا شك تشوه الجمال مهما كان وتطمس معالمه، اما جمال النفس فهو على العكس من ذلك قد يزيده مرور الزمن جمالا لانه يصقل النفس ويزيدها تهذيبا.

قطوش ادريس موظف، «الجزائر»، 08/12/2007
استاذ انيس منصور الجمال من صنع الله، وهو وسر الخالق يضعه حيث يشاء، فكثير من النعم التي اغدق الله علينا ولكن لا نعرف قيمتها حتى تزول، وإن كثيرا مما يظهر على الطبيعة لا نحس بجماله لكن بالنسبة للذين لا يملكون مثله يرونه فتانا، ولذلك شبهت النساء ضناها بالغزال حتى ولو كان في نظر الناس قردا، وعندنا في الجزائر مثل يقول ما يتزاوجوا في الأرض حتى يزاوجوا في السماء.

فقال لها سيد مكاوي: يا نهار اسود.. إذا كان هذا هو رأيك، فعلى أي أساس تزوجت واحداً مثلي؟!

وقالت كلاما طويلا معناه: أنها تراه كامل الأوصاف!


صحيح الحب أحول

اقتباس :

والعقاد يقول: بل الأذواق أمزجة شخصية.

أنا أأيد صراحه قول الكاتب الكبير العقاد
ويذكرني قول العقاد في قول للكاتب العظيم وليم شكسبير حيث يقول:(أنا لأذكر بتحديد نص القول لكن في ما معناه)

(أنه لا يوجد في الدنيا قبيح أو جميل ولكن عقولنا هي التي تزين لنا الجميل وتقبح لنا القبيح)

يعني مسالة القبح والجمال تعود لذوق.
ولكن هناك جمال يتفق عليه الكل بانه جميل كالقمر وهناك قبح يتفق عليه الجميع بانه قبيح كالقرد.

ان الجمال احساس داخلي ونسبي
مقال جميل .. تسلم على نقله