الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




ماء الاستغفار والتوبة

المنتدى الإسلامي


إضافة رد
#1  
قديم 23/03/2014, 07:08 PM
علياء رحال âيه ôîًَىà
 عضويتي » 25277
 تسجيلي » Jul 2013
 آخر حضور » 07/03/2020 (01:24 PM)
مشآركاتي » 119
 نقآطي » 100
 معدل التقييم » علياء رحال will become famous soon enoughعلياء رحال will become famous soon enough
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي ماء الاستغفار والتوبة



إن من أهم الدواعي لدى سلفنا الصالح للإهتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ تذوقهم لطعم الإيمان ، وإحساسهم بحلاوة الإيمان ، فكانوا يجدون حلاوة الإيمان عند تلاوة القرآن ، وعند تطبيق سنة النبي العدنان ، وعند سماع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعند رواية الوقائع التي حدثت بين أهل الشرك وأهل الإيمان

وحلاوة الإيمان لا تشترى بالأموال ؛ وإنما تنال بصفاء جواهر النفوس ، وبطهارة القلوب ، فلو كانت هناك نفس خبيثة ، وتملك أموال الدنيا كلها ؛ فإنها لا تستطيع أن تتذوق حلاوة الإيمان ، ورب نفس لا يملك صاحبها من الدنيا إلا الكفاف ، لكنها طابت وأنابت إلى الله ، فمثل هذه يكرم الله صاحبها بتذوق حلاوة الإيمان ، سر قوله صلى الله عليه وسلم {رُبَّ أشْعَثَ أغبَرَ ، ذي طِمرَين ، لا يُؤبَهُ لَهُ ، لَوْ أقْسَمَ عَلَىَ اللهِ لأبَرَّهُ}[1]

ما العلل التي تمنع من تذوُّق حلاوة الإيمان؟ أضرب لذلك مثلاً : عندما يمرض أحدنا بالحمَّى ، ونناوله كوب ماء محلَّى بالسكر ؛ ويتذوقه يجده مرَّاً ، لماذا ؟ هل المرارة التي يجدها من الكوب؟ لا ، بل من عنده هو ، لأن ذوقه مريض ، وقلبه سقيم

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم

فالذي عنده رمدٌ في عينيه ، حتى لو أقسمت له بأغلظ الأيمان ، أن الشمس مشرقة ، لم يصدق ؛ لأنه لا يراها ، فكذلك الأمر لمن اهتمَّ بصحة الأجسام ، وأهمل عافية القلب ، فإذا وخزته إبرة يسارع إلى الطبيب هلعاً وجزعاً ، وإذا أصيب بداء الغفلة ، أو مرض القسوة في قلبه ، لا يهتم ، وفي مثل هؤلاء يقول الرجل الحكيم :

أبنىَّ إن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر
فطنٌ لكل مصيبة في ماله وإذا أصيب بدينه لا يبصر


كيف تتذوق حلاوة الإيمان؟ إن الذي يرغب في تذوُّق حلاوة الإيمان ، لابد أن يعالج قلبه من الأدواء التي به كالحقد ، والحسد ، والأنانية ، والحرص ، والشحِّ ، والطمع ، والغفلة ، وسوء الظنِّ ، ثم يغسله بماء الاستغفار والندم ، ويجلى صفحته ، ويصقل مرآته بالمداومة على ذكر الله ، فإذا صفا القلب بالفكر ، بعد الرياضة بالذكـر ، يصير صاحبه كما قـال أحد الصالحين :

إذا صفا القلب من وهم وشبهات يشاهد الغيب مسروداً بآيات

فإذا صفا القلب ؛ يرى الغيب ، ويذوق حلاوة الإيمان ، وما علامة الذي يتذوُّق حلاوة الإيمان؟ ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمان ، أَنْ يَكونَ اللَّهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمَّا سِواهُما ، وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلاّ لله ، وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّار}[2]

فمثل هذا تجده دائماً ، في مجالس ذكر الله ، أو على موائد كرم الله وفضل الله ، وهي موائد ممدودة ، وأرزاق مشهودة ؛ لكن لأهل الإيمان ، وإليها الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم {القرآنُ الكَرِيمِ مَأدُبَةُ اللهِ فِي الأرْضِ}[3]

وماذا يأكل منها الجالسون عليها؟ نوراً ، وعلماً ، وأسراراً ، وورعاَ ، وحياءاً ، وتقوى ، وزهداً ، وحكمةً ، وسكينةً ، وخشيةً ، وخشوعاً ، ولذلك فليس المحروم الذي يحرم نفسه من المأكل الشهيِّ ، والشراب الرويِّ ، والمنكح البهيِّ ، والفراش الوطيِّ ، والجاه العليِّ ، وإنما المحروم الذي يحرم نفسه من مائدة القرآن ، وشراب العرفان ، ومصاحبة الصَّالحين ، ومجالسة المتَّقين ، ونور الذاكرين ، وأنس المتَّقين ، وصفاء الموحِّدين ، وعلوم الأصفياء والمقرَّبين

إذن فحلاوة الإيمان لا تُطْلَبُ من العواصم الأوروبية ، ولا من المدن الأمريكية ، وإنما توهب بمحض الفضل من مدينة الأنوار القرآنية ، والمطلوب منك لكي تتذوقها أن توجِّه القلب السليم إلى الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم ، وما دام القلب سليما ، والجسد مستقيما ، تكون حلاوة الإيمان في القلب موجودة ، وللفؤاد مشهودة ، وكما قال أحد الصالحين :

ولا عجب إن لاح بدر محمد يلوح على قوم ويرقوا به السما
فنقطة نور منه تحيي قلوبنا فكيف إذا ما كنت بحراً وأنجما
ولا حرج يا قوم فالفضل واسع ونور رسول الله بالفتح والفضل عمما
فلا تعترض إن شئت تشرب راحنا فمن ذاقه يغدو سعيداً معظما
وهذا وأيم الحق منه بإذنه وقد صرت عنه داعياً ومترجماً


{1} رواه الطبراني عن أنس وابن ماجة عن معاذ بن جبل ومسلم عن أبي هريرة
{2} رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن حبان عن أنس
{3} رواه السيوطي عن عبد الله بن مسعود





رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها علياء رحال
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
حين رفض إبليس السجود لأدم لم يكن هناك شيطان فمن... المنتدى الإسلامي 1 2645 05/03/2020 07:39 AM
القيم الإنسانية في سورة الحجرات خطبة جمعة الصور والافلام والصوتيات الاسلاميه 0 2590 05/03/2020 07:37 AM
سلسلة الفائزين في سير الأولياء والصالحين المنتدى الإسلامي 1 2529 19/02/2020 04:00 PM
الإسراء والمعراج إشراق الأنوار وظهور الأسرار المنتدى الإسلامي 3 2024 11/03/2019 05:21 AM
هل الله راضي عنك المنتدى الإسلامي 0 1713 25/02/2019 05:34 AM

قديم 23/03/2014, 10:52 PM   #2


زهراني زهران âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24261
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 08/12/2014 (02:34 PM)
مشآركاتي » 8,043
 نقآطي » 3095
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



نطلب الله
أن يغفر لنا
ويتقبل منا جميعا


 

رد مع اقتباس
قديم 31/03/2014, 11:30 PM   #3


علياء رحال âيه ôîًَىà

 عضويتي » 25277
 تسجيلي » Jul 2013
 آخر حضور » 07/03/2020 (01:24 PM)
مشآركاتي » 119
 نقآطي » 100
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



اميييييييييييييييييييين


 

رد مع اقتباس
قديم 01/04/2014, 08:29 AM   #4


عذبه âيه ôîًَىà

 عضويتي » 25451
 تسجيلي » Oct 2013
 آخر حضور » 14/07/2015 (07:23 AM)
مشآركاتي » 566
 نقآطي » 1203
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase »
افتراضي



جزاك الله خير ونفع بك.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 :
, , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 06:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w